جبل لبنان شاعر منتدى كــــــــــل العــــــــــــرب
عدد الرسائل : 512 العمر : 59 العمل/الترفيه : مراسل حربى _ صحفى تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: امراه من سلاله الشياطين ...... الجزء الثالث الجمعة 23 يوليو 2010, 12:01 pm | |
|
امرأة من سلالة الشياطيـن القسم الثالـث:
في المنزل، كدنا نشتبك بالأيدي تماما كما لحظة الأداء بالسيبر ماركي؛ قالت: لن تبلل يدك بقطرة ماء، ثم اتجهت إلى المطبخ لتهيء عشاء لذيذا اختارت له ضروبا من الأطعمة والسلطات لم يسبق لي أن ذقتها إلا في مطاعم. أمام إلحاحي على مساعدتها، بل وخدمتها خشية أن تصنفني ضمن فئة الرجال الذين يمتنهنون المرأة في شؤون الطبخ وتربية الأبناء، كان جوابها صارما:
- لا، نقتسم المهام؛ أنا أهيء العشاء وأنت تهيء لوازم الفراش، انظر ما في خزانتك من كتب فن الحب عند العرب أو غيرهم، ثم «هَيِّءْ لي»(1)، لك كامل الوقت.
وذاك ما كان؛ أخرجتُ «الروض العاطر في نزهة الخاطر» للنفزاوي و«رجوع الشيخ إلى صباه في قوة الباه» لأحمد بن سليمان بنسختيهما العربية والفرنسية، و«نزهة الألباب في ما لا يوجد في كتاب للتيفاشي»، و«الكاماسوترا. فن الحب عند الهنود» لمالاينجا فاتسيايانا، بل تكرمتُ وزدتُ فبحثُ عن حزمة من الأشرطة البورنوغرافية، بعضها فيديو وبعضها الآخر أقراص مدمجة، كان سلمني إياها صديق أعزب في أحلك مراحل نشاطه النقابي في سلك التعليم؛ قصد بيتي في منتصف الليل وقال: إني أحس أن الشرطة تتعقبني تعقبا، عيونهم مفتوحة علي ليل نهار حيث طالت حتى علاقاتي العاطفية ومغامراتي الجنسية، وإني لأتوقع أن يداهموا بيتي في أية لحظة، فيعثرون على هذه الأشرطة وتكون فرصة ذهبية لإلقاء القبض علي ومحاكمتي بتهمة الفساد.
وكنتُ خططتُ لإلقاء هذه الأشرطة في البحر بمجرد طلوع شمس يوم غد لولا امرأتان: زوجتي الثانية وبريجيت باردو:
بريجيت باردو قالت في تدخل لها في شريط وثائقي بإحدى القنوات الفرنسية، لم أعد أذكر عنوانه (ربما: «التبادليون»، ربما «الحياة الجنسية عند الفرنسيين») ما مضمونه:
- لا ننس أن للأشرطة البورنوغرافية وظيفة اجتماعية تتمثل في كونها ملاذا للمحرومين الذين لا تتيسر لهم سبل وإمكانيات الجماع الفعلي.
لا أشاطر بريجيت باردو مواقفها العنصرية ضد الإسلام والمسلمين، حيث تتهمنا بممارسة جريمة إبادة سنوية في حق الخرفان، يوم عيد الأضحى، وهي التي نذرت ما تبقى من حياتها للدفاع عن القطط والكلاب والبقر والحمير وغيرها من الثدييات وآكلات اللحوم، ولكني أحترم رأيها الثاني وأرى فيه عين الصواب، إذ خيرٌ لمن ضاقت به سبل الوصول إلى النساء، جرّاء قصر ذات اليد أن يستمني فعليا أو ذهنيا مستلذا بمشاهدة شريط، بدل أن يغتصب النساء في الشوارع على نحو ما فعل أحدهم بزوجة طبيب، حيث ما أن انحنت في سوق عمومي للخضر والفواكه، لتنتقي بعض مشترياتها، وكانت ترتدي تنورة قصيرة شفافة تبرزُ لون التبان الأبيض ولون لحم الردفين، حتى أخرج الوحش الذي كان قد خرج للتو من السجن سكينا وهدد المرأة بدسه في بطنها إن حركت ساكنا، فما كان منها إلا أن استجابت له؛ رفعَ التنورة وخلع تبان المرأة ودسّ شأنه في شأنها على مرأى ومسمع من رواد السوق وباعته، بل وكنتها، وهي أم زوجها، التي كانت رافقتها للسوق من أجل التبضع، فما أخلى سبيلها إلا بعد أن قضى منها وطره، ثم لاذ بالفرار وتسلق أحد الأسوار واختفى وسط حشد الموتى في مقبرة.. لهذا السبب، وجرائم جنسية أخرى تتفنن صحف اليوم في سردها بما فيها أكثر الجرائد جدية، بل وحتى مجموعة كبيرة من المواقع الإلكترونية الإخبارية والمنتديات، قلتُ لبريجيت باردو:
- إني لأخلع قبعتي احتراما لك، رغم أنك تتطاولين على ما لا نتطاول عليه؛ لم نسمع بملسم واحد رفع دعوى قضائية ضد المسيحيين بسبب طقس ديني يهم الكنيسية الكاثوليكية أو البروتستانية.
أما لزوجتي الثانية، فقلتُ:
- لا، لن أخلع قبعتي احتراما لك ولن أخلع؛ لسبب واحد ووحيد، وهو:
أنها لم تبن رغبة الاحتفاظ بتلك الوثائق السمعية البصرية على أي دليل عقلاني مقنع؛ بل إنها اضطرتني اضطرارا للكشف عن الأشرطة الفاحشة - وما وددتُ إطلاعها عليها في الأصل - بعد إخضاعي لاستنطاق بوليسي لا يقوى عليه أنبه المستنطقين في سلك شرطة إرادة التراب الوطني وأعتاهم؛ فأمام إصراري على الطابع السري للوثائق ذهبت بها الشكوك في كل مذهب؛ ما يخطر على البال وما لا يخطر؛ من احتمال أن يتعلق الأمر بأشرطة بورنوغرافية أكون بطلها مع بائعات للهوى رسميات وسريات وضحايا بغاية التصدير إلى الخارج على نحو ما تطالعنا به الصحف من حين لآخر، حيث يقال: تم تفكيك شبكة بزعامة هذه العجوز أو تلك، هذا الأجنبي أو ذاك وكان وصل ديارنا متنكرا بهيأة مقاول أو صحفي، مرورا بانتمائي المحتمل لتنظيم القاعدة، مما يفيد أن الأشرطة قد تضمن تعليمات لتنظيم خلايا جهادية وأخرى لصنع أسلحة تقليدية وكيماوية وغيرها، وصولا إلى احتمال تسخيري من لدن جهة ما للمشاركة في تنظيم انقلاب عسكري على السلطات المقدسة بالبلاد، وهو ما يعني أن الأشرطة قد تتضمن خطبا للإلقاء بعد الانقلاب الوهمي ومخططات تنظيمية أخرى وصور الزعامات المقبلة، وما إلى ذلك من الترهات والأباطيل. كست جسدي قشعريرة، وقف الشعر في رأسي، كاد القلب يطير خفقانا، لأنني أيقنتُ أنها ستفتعل الغياب في الحمام أو غيره، ومن هناك ستدعو الشرطة للقبض علي والتحقيق معي. فالسنوات الخمس التي قضيتها معها كانت كافية لتجعلني أتوقع ما يصدر عنها في هذا الموقف أو ذاك. وكانت توقعاتي على الداوم صائبة، إلا هذه المرة، حيث فاجأتني بما لم يخطر على بالي في يوم من الأيام:
فما كشفت الشاشة عن خبايا الشريط الأول، بعد أن أخبرتها بحقيقة الأمر، حتى نُسِجَ خيط سريّ، من جانب واحد، بينها وبين صديقي النقابي:
- ويلي، أذله الله! لماذا يشاهد مثل هذه السخافات؟! أقلَّتِ النساء لهذه الدرجة؟! لو كنتُ رجُلا لأشرعتُ باب بيتي ليل نهار للمحتاجات وللمعوزات من البنات والنسـاء ! - أهَّاهْ؟ ! هذا كل ما استطعتُ قوله أمام عبارتها التي لم أفهم معناها أبدا إلا لاحقا، بعد الطلاق ومعاشرة أعتى السكيرين قبل أن ينقرض جيبي وتدب في أرجائه الأرضة:
لاحقا لاحظتُ أنني كلما أجبتُ واحدة من زائراتي من البنات بأنني تدبرتُ أمر غيابها بالاستمناء، مُدليا لها بالوثائق والشواهد والحجج، وهي الأشرطة، استنكرت ما فعلتُ ثم عاتبتني بصوت منكسر حزين:
- ويلي! أنا موجودة ولمْ تنادني؟! لا أحوجَك الله لمثل هذه الأمور! كان يكفيك أن تتصل بي هاتفيا فأحضر في الحين...
لا حقا كذلك حكى صديقٌ سكيرٌ أنه غاب عن زوجته أربعة أيام متتالية متسكعا في الحانات، وعاد إلى المنزل وبه رغبة عارمة للجماع، فامتنعتْ زوجته، بل هددته برفع شكاية ضده للمحكمة بسبب إهماله بيت الزوجية، فقال لها:
- اسمعي يا ست. لك أن تختاري بين اثنين لا ثالث لهما: فإما تجهزي الفراش للنوم أو أخرج للحديقة وأضاجع الكلبة. - وكنت على أتم استعداد للقيام بذلك لو امتنعت، قال الصديق،
فما كان من الزوجة إلا أن تجمَّلت وتعطرت ولبست أبهى الحلي والحلل وجهزت أشرعة الملاحة في أعالي البحار، فكانت الرحلة المباركة الميمونة، وصار تهديد الشكاية في خبر كـان...
مقدار تبدل الأوضاع في صفحة الشاشة كانت عيون زوجتي تلمع؛ وفيما وراء تظاهرها بالاشمئزاز من مدارج بعينها، كان إلحاحها على إعادة هذه اللقطات يخفي في الواقع رغبة عميقة في التطبيق، إذ في لحظة ما أوقفت كل شيء، وقالت لي:
- لاشك أنك توترتَ كثيرا، أذنتُ لك بالشراب.
أحضرتُ خمرا بسرعة البرق، شربتُ. بخلاف العادة، سقتني زوجتي بسخاء وهي التي كانت على الدوام تتجنب مجالستي ساعة السكر بدعوى أن الخمر حرام، حتى إذا لعب الشرابُ برأسي لم أفطن إلا وأنا في حديقة الكاماسوترا، حيث منحتني الزوجة في ليلة واحدة بسخاء نادر ما شحَّت علي به طيلة خمس سنوات من الزواج. أما ما أخذته مني فعلمه عند الله وعندها لاغير. لا، بل وعند الشيطان كذلك.
أحضرت حفيدة الشياطين أطباق العشاء والسلاطات والخمر، فتحتْ القنينة الأولى، انتظرتُ أن تسكب كأسين، سكبت واحدا، دعوتها للشراب، امتنعتْ، «عرفتُ ما ينتظرني»(2) الليلة. يتبع جبل لبنان
الموضوع الأصلي : امراه من سلاله الشياطين ...... الجزء الثالث المصدر : منتدى كل العرب
|
|