جبل لبنان شاعر منتدى كــــــــــل العــــــــــــرب
عدد الرسائل : 512 العمر : 59 العمل/الترفيه : مراسل حربى _ صحفى تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: أمرأه من سلاله الشياطين .... الجزء الرابع الجمعة 23 يوليو 2010, 11:57 am | |
|
أمراه من سلاله الشياطين القسم الرابــــع:
مثل سائر البنات اللواتي عرفتهن، أبدت حفيدة الشياطين اشمئزازا كبيرا من الأشرطة، ولما شرحتُ أني ما أستخدمها إلا لسد الحرمان وقصر ذات اليد، أعادت اللازمة نفسها:
- ويلي! من الآن فصاعدا أنا موجودة، يكفيك أن تناديني فأحضر في رمشة عين! لا أحوجَك الله لمثل هذه الأمور! يكفيك أن تتصل بي هاتفيا فأحضر في الحين...
ثم دونت رقم هاتفها بقلم باركر في مائدة خشبية، «كي لا تنساه»، قالت، «فأنا موقنة أنك من النوع الذي يهمل أرقام النساء»، وكسَّرت الأشرطة وأتلفتها في رمشة عين بابتهاج نادر، ثم ألقت بها في صندوق القمامة.
أبدت استخفافا مماثلا بكتب التيفاشي وأحمد سليمان والنفزاوي، ولكنها لم تذهب إلى حدّ إتلافها: - ما أرى هذه الكتب إلا بلاغة أرستقراطية لبست قناع التربية الجنسية للكشف عن تخمتها الجنسية في وسط يغور فيه الكبت الجنسي حتى النخاع، وإلا لماذا لم تحرك في المجتمعات العربية ساكنا طيلة هذه القرون؟ فالتربية الجنسية تكاد تساوي الكفر والإلحاد في مجتمعاتنا. إني لأمضي أبعد وأفترض أن مثل هذه الكتب هو ما ساهم في تعزيز الرقابة على النساء وتحصينهن بالحجب والأسوار والأقفال؛ فهي نبهت العامة والفقراء والمحرومين إلى ما يفعله بنسائهن وبناتهن الخاصة والأثرياء وذوو السلطات والنفوذ. ابعد عني هذه الترهات. ابعد عني هذه الأباطيل.
في حين أظهرت اهتماما وترحيبا نادرين بكتاب الكاماسوترا، لا سيما عندما عرفت من تاريخ تأليفه ومعلومات غلاف الكتاب أنه يحكي عن الثقافة الجنسية السائدة في الهند أيام كان العرب يتعثرون في أول خطوة للخروج من الخيام والفيافي والرمال لبناء مدنية سيستغرق بناؤها قرونا. بعد الاطلاع على محتوى الكتاب قالت:
- لن أخلي سبيلك إلا بعد إنجاز تطبيقات الكتاب كاملة. - ولكن الأمر قد يستغرق أربعة أيام إلى أسبوع، بل إن العديد من أوضاع الجماع فيه لا يتأتى إلا بعد طول تعلم ودربة وممارسة. - لا حرج عليك، سأتكفل بذلك كله.
وفعلا ذاك ما كان؛ اتصلت على الفور بطبيبها الخاص، وطلبت منه هاتفيا أن يهيء شهادتين طبيتين، لمدة أسبوع، واحدة باسمها وأخرى باسم فارغ، تقول شهادتي: «أنا الطبيب فلان، أشهد أنني فحصت اليوم فلانا، فوجدت حالته الصحية تستدعي إجازة أسبوع لتناول الأدوية، ويمكن تمديد الإجازة إذا تبدى لك ضروريا بعد إجراء الفحوصات التأكيدية من العلاج»، ثم اتصلت ببيتها، فأخبرت الخادمة أنها مسافرة في مهمة طارئة للمساهمة في لجنة صياغة قانون نسوي جديد، لا تدري كم وقتا ستستغرقه. وفي الصباح الموالي استلمت الوثيقتين من الطبيب، وبعثت بواحدة بالفاكس لرئيس إدراتها في حين سلمتِ الثانية لمدير مدرستي، شخصيا ودون استئذاني، حيث قدمت نفسها له باعتبارها أختي جاءت على وجه الاستعجال من مدينة مراكش للرباط، للتكفل بي، على إثر وعكة صحية محرجة ألمت بي...
انتباتني شكوك كبيرة في فرحتها بلقاء المدير وإعجابها به، كررتْ كثيرا كلمة: «هو رجل طيب ولطيف»، احتملتُ أن تكون سلمته رقم هاتفها أو رتبت لمغامرة جنسية جديدة معه؛ لا، لن تخطط لمغامرة معه؛ فهي قدمت نفسها له باعتبارها أختي، ولن يُعقل أن يستضيفها من مراكش إلى الرباط، كما لا يُعقل أن تزعم أنها ستأتي خصيصا من مراكش إلى الرباط للنوم في أحضانه لدقيقة أو دقيقتين وهي التي خططت للعناية بحديقتي طيلة أسبوع. لا، ضاجعَها اللعينُ، تضاربت الخواطر في ذهني، تسارعت دقات قلبي. لا، لم يضاجعها، «لا يلُدَغُ المؤمنُ من الجحر مرتين»... لن يقامر ثانيا بمهنته وسمعته مقابل فخذين... ألم يُضبَط، من وراء ثقب باب مكتبه، وهو يعبث بإحدى المعلمات؟ مدَّد الجسدَ المحرَّمَ فوق المكتب ورفع العمودين إلى السماء، وقعد في المحراب يصلي. تماما كما يفعل كل جمعة، حيث يواظب على التعطر بالمسك ووضع كحل في العينين، قدوة بسنة الرسول، وارتداء جلباب أبيض وحمْل سبحة في اليد، ومغادرة المدرسة ساعة واحدة قبل أوان الإغلاق للجلوس في الصفوف الأمامية للمسجد. لقد اقتضى تجنبُ فصله والمعلمة الخائنة من سلك الوظيفة العمومية وكتمُ الفضيحة عن زوجته وأبنائه وحفظُ ماء وجه المعلم الجريح، ليلةً كاملةً من المداولات بين معلمي ومعلمات المدرسة أفضت إلى تقديم الرجل «الطيب اللطيف» غرامة للزوج بقدر 000 50 درهم، حوالي 5000 دولار، وتنازل الزوج عن متابعة زوجته وعشيقها وتقديم ملتمس يطالب نيابة وزارة التعليم بنقل أحمد وزوجته، كل إلى مدينة، لأسباب «إنسانية». وذاك ما كان. ولذلك لا أظن أنه دعاها لنزهة.
داهمتها بالسؤال: - هل نام معك المدير؟ استشاطت في وجهي غاضبة:
- أتحسبني عاهرة في متناول من هب ودبّ؟ ثم هب أنني نمت معه، ما دخلك في الأمر؟ وبأي وجه حق تطرح علي هذا السؤال؟ هل أنت زوجي؟ اعلم أن جسدي ملك لي، أفعلُ به ما شئتُ، ومع من شئتُ، إن أشد أصناف الرجال مقتا وإثارة للقرف عندي هو هذا النوع المتملك الذي يبدو أنك من فصيلته.
ثم أخرجت من حقيبة يدها حزمة من الصور، تبينتُ فيها صور صحفيين وكتابا وفنانين وآخرين كثر لم أعرف منهم سوى جزار وخياط بذلات، منهم المتزوج ومنهم الأعزب مثلي، باحثة عن صورة حتى إذا وجدتها شهرتها في وجهي مثلما يشهر لاعب القمار ورقة الجوكر، وقالت:
- كلكم غارقون في العُقد حتى الأذنين إلا هذا. هذا هو أعقلكم وأنبلكم، لذا ما أحببتُ ولن أحبّ أحدا غيره، وليس لأحد الحق في مطالبتي بالكشف عن أي حساب إلا هو.
لم أجد بُدا من موافقتها، وإن على مضض، وما شجعني في ذلك سوى أنني ظننتُ هذا الميثاق الضمني سيلعب في صالحنا معا؛ سيكون لها الحق في اختيار ما طاب لها من معارفي ومحيطي من الرجال وسيكون لي الحق في اختيار ما سيطيب لي من معارفها وصوحيباتها من النساء اللائي دوَّخني حكيها عن مغامراتهن: فمن الأستاذة الجامعية التي بلغت في المغامرة مع الرجال شأنا جعلها تكون سائرة في الشارع فسيتوقفها رجل للتحية، فلا تذكره، ويضطر المسكين لصرف ربع ساعة أو نصفها في استعادة تفاصيل وجزئيات والأسامي، ظانا أنها ستذكر فيه رجلا أدخلها النعيم ليلة ساقته إلى فراشها وأذاقها «طعم فاكهة لم تذقها مع أي رجل من قبل»، على حد تعبيرها، منتظرا أن تعانقه وتغرق وجهه بالقبلات وتدعوه إلى الفراش، حتى إذا تذكرته قالت له: - آه أنت؟ ! الآن تذكرتك، كيف أحوالك؟ كل شيء على ما يرام؟ إلى اللقاء. تحياتي ثم تتركه مشدوها، مرورا بالمحامية التي نذرت ثروتها للأسفار خارج البلاد وفنادق الخمس نجوم مع من يبلل عطشها من الرجال ولو كان إسكافيا، وصولا إلى حشد البروليتاريات اللواتي تتخذ منهن حلقة كلما رامت تسلية نفسها بلعب دور «الحكواتي»، على حد تعبيرها، فتنشد عليهم ملاحمها وفتوحاتها المكية في عالم الرجال.
ولكن هيهات، ثم هيهات! فقد ذهبنا في تأويل الميثاق الضمني مذهبين متعارضين، لذلك، عندما أجريت الكشف الحساب فقط، وبعد فوات الأوان، فطنتُ إلى أنها لم تنم مع مدير مدرستي فحسب، بل وكذلك مع معظم جيراني وأصدقائي، ولم تكتف فمدت يدها إلى مالك السيبر ماركي وآخرين كثر، أقدر، لم أعرفهم ولن أعرفهم إلى الأبد، فيما كان نصيبي من محيطها بنت واحدة زنجية سحاقية في قامة غوريللا، ليس لإمتاعي، ولكن لضرب الحراسة المشددة عليَّ، واتخاذ منزلي، في غيبتي، وكرا لمساحقة النساء ومضاجعة اللوطيين. نعم، كانت الغوريللا تضاجع النساء و«الرجال» على السواء. ---------- يُتبـــع جبل لبنان
الموضوع الأصلي : أمرأه من سلاله الشياطين .... الجزء الرابع المصدر : منتدى كل العرب
|
|