جبل لبنان شاعر منتدى كــــــــــل العــــــــــــرب
عدد الرسائل : 512 العمر : 59 العمل/الترفيه : مراسل حربى _ صحفى تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: أمرأه من سلاله الشياطين .... الجزء الثانى عشر الجمعة 23 يوليو 2010, 11:25 am | |
|
امراة من سلالة الشياطيـن القسم الثاني عشـر
رغم إصرار العجوز على مرافقتي إلى منزلي، فإني نجحتُ في الإفلات منهُ والرجوع وحيدا رفقة السائق الذي أذعن لجميع أوامري، أحسستُ أنني ارتقيتُ طبقيا، أيقنتُ أنَّ هذه السيارة الفارهة سأقودها عاجلا أم آجلا، وأن المسألة لا تعدو مجرد وقت.
نزلتُ عند أول صيدلية، طلبتُ علبة مقو جنسي يُحضَّرُ من جذور نبات الجنسن، ثم تناولتُ أربعة أقراص دفعة واحدة، رغم أن الوصفة توصي بتناول ثلاث لا غير، موزعة على أوقات الوجبات اليومية. أمرتُ السائق بالتوجه إلى سوق العكاري مُجدَّدا، نزلتُ، اشتريتُ عشرة فراخ حمام ونصف كيلو رأس حانوت، ثم أمرتُه بالتوجه إلى منزلي.
ودين أمِّي لأفجرنَّ الليلة صومعتي في محرابها؛ لأحولنَّ هذه الصومعة إلى بُرج إيفيل، وأصْعدَنَّها إلى أعلى طابق فيه، فنقضي ليلتنا في السَّمر واللهو والتعبد في محراب العشق والهوى، ما يبزغ الفجر إلا وقد نبتت لنا أجنحة، فنحلق طائرين في السماوات السبع... سأقول لها:
- أي تلميذتي العزيزة! أنت رسبت، ويتعين عليك تكرار الفصل وإعادة تحصيل كل ما تلقيته في السنة الفارطة: المقامات الأربعين: «دقة المسمار»، «الأرجوحة»، «فكروني»، «زدني علما»، «كان يا مكان»، الخ. ودروس كتاب «الكاماسوترا»، والتطبيقات التركيبية بين الحداثة والتقليد عبر توليف الأشرطة والأقراص المدمجة وكتب المشايخ النفزاوي والتيفاشي وأحمد بن سليمان.
وسأمضي ما تبقى من إجازتنا السّباعية في إلقاء دُروس مُستفيضة مشفوعة بأخرى للتقوية. إن ينفذ زادي أتجه لأقرب عيادة، وأدلي للطبيب بنسخة من أحد عقدي زواجي، ثم أزعم له أنَّني مرضتُ بالبرودة الجنسية، فلايجد بُدا من تحرير وصفة لشراء أقراص الفياغرا، فتمتلئ خزائن مزني مجدَّدا إلى أن توشك على الفيضان... ولعمري لها مفاجأة كبرى، ربما تجعلها تعيد النظر في أمر الإجازة فتمددها شهرا آخر أو شهرين فما تغادر المنزل إلا وهي حبلى...
هذه هي النقطة الوحيدة التي كانت في برنامج أعمال تفكيري، منذ غادرنا المقهى إلى أن وصلنا إلى الحي الذي أقيم فيه. وكانت من الأهمية بحيث صرفتُ السائق فور الوصول. دسست المفتاح في الباب وأنا موقنٌ أنها ستكون قد صرفت مجموع الوقت الذي قضيته بعيدا عنها في تهييء نفسها لي؛ ستكون قد رتبت البيت وطهت وجبة شهية، ولبست ملابس مُهيِّجة، وجلست في المائدة تحتسي أكواب خمر؛ تنتظرني على أحر من الجمر وهي تتسلى بمشاهدة أشهر القنوات البورنوغرافية العالمية، بل بمجرد ما سأدس المفتاح في الباب، ستهرول للارتماء في صدري وإغراق وجهي بالقبلات، وتقودني مباشرة إلى غرفة النوم لتركبني في أرجوحتها النعيمية.
لكن أية مفاجأة وجدتها في انتظاري! فقد عم المنزل هدوء وصمت مقلقين أبدياه كمقبرة، وبمقدرا توغلي في الداخل وجدتُ لا شيء تغير إطلاقا، كأن غيابي لم يدم إلا بضع لحظات. اتجهتُ مباشرة لغرفة النوم، هالني ما وجدتُ؛ أزكمت أنفي رائحة المسك التي، مع كامل احترامي لجميع من يعشقونها، صارت لي حساسية خاصة إزاءها منذُ ضبطنا مدير المدرسة وهو ساجد في محراب إحدى المعلمات؛ أول ما فاح منه بعد أن داهمنا مكتبه هذه الرائحة نفسها.
تظاهرتْ بأنها كانت نائمة؛ جلست في السرير وهي تتفوَّه، لكن البرودة التي استقبلتني بها، والملابس التي كانت ترتديها، وتبعثر خصلات شعرها في صفحة وجهها، كل ذلك كان يشي بوجود شيء غير طبيعي. شيء خطير ومهول؛ كست وجنتيها تلك الحُمرة القانية مثل الدم التي لا تكسوهما إلا بعد أطيل السجود في ضريحها إلى أن أنزل طيور الملذات فتحلق حولها أسرابا أسرابا، وإذن فقد خانتني في غيابي، وفي سرير نومي نفسه. قالت ببرود مٌقلق قاتل : - آه أنت؟ لم تتأخر كثيرا !!
أيقنت أنَّها خانتني في غيابي. خرجتُ إلى الحديقة الصغيرة، وجدتُ آثار قدمين لا زالتا مطبوعتين على التراب، أكثر من ذلك كانت كمشة من الحشائش مُقتعلة تشي بمرور شخص ما من هنا قبيل لحظات والهلع قد استحوذ عليه؛ فهمتُ ما جرى. عندما دسست المفتاح في الباب شعرا بي، فقفز اللعين من نافذة غرفة النوم إلى الحديقة الصغيرة، ثم السور الصغير وأطلق ساقيه للريح. انكشف اللغز بسرعة البرق: دعت المدير في غيابي ومكنته من قطف زهرتها، تظاهرتُ بعدم معرفة أي شيء، لكن هل يمكنني أن أصمت أمام علامة الخيانة البينة، وهي سبحة المدير الموجودة فوق المائدة الصغيرة أيمن السرير؟ - غير معقول ! أيتها العاهرة! أتحسبين منزلي ماخورا؟! ودين أمي لأقتلنك إن لم تخبريني بما فعلت في غيابي؟ صدتني ببرودة جليدية فهمتُ منها أنها كانت طريقة لتذكيري بالتفاوت بيننا؛ أنا مجرد معلم بسيط لا تتجاوز شهرتي أسوار المدرسة، أما هي فقادرة على استصدر بيانات إدانة، في اليوم الموالي، إن أضربها: بيان من البيت الأبيض وآخر من هيأة الأمم المتحدة وثالث من محكمة العدل الدولية، بل ربما تحل لجنة دولية للتحقيق في الحادث وتقصي الحقائق التي ستكون دائما لصالحها. أما أنا، فمُجرَّد وجودي معها يُبديني مثل أكذوبة...
عمدتُ إلى الحيلة؛ اعتذرتُ لها، زعمتُ أن صُداع التلاميذ أخذ يؤثر على ذاكرتي ومزاجي، وأنني نسيتُ أنني اشتريت السبحة موضوع الخصومة بيننا منذ أيام بعد أن راودتني فكرة الصلاة وعزمتُ على التوبة. تظاهرت بتصديقي، أحطتها بذراعي، قبلتها بحنان في الوجنتين، فالفم، ركبتُ أرجوحتها، لكن استجابتها كانت باردة مثل قطعة ثلج، أيقنتُ أنها إنما تجاملني وتأخذ بخاطري لا غير؛ ففيما كنتُ أنتظر أن توحوح وتستزيد كالعادة، بدت هي شاردة، غائبة، وفجأة داهمتني بأسئلة غير منتظرة: - أين تركت الحاج؟ لماذا لم يرافقك؟ هل جئت في سيارة أجرة؟ - لا تحديثتي عنه! هو رجل داهية؛ يتظاهر بتلبية رغباتك، لكنه يحفر لك في الواقع قبرا؛ في السوق التقى بثلاثة نساء، واختلى بهن حوالي ربع ساعة، في حديث حميمي، حرص على أن يكون سريا، لكنني تمكنت من استراق السمع؛ قال لهن، وكن سألنه عنك: «دعنَني والشريفة ! هي عاهرة خائنة، وها هي حجج الخيانة معي»، ثم طفق يحكي لهن عن مغامرتك معي، فاقترحنَ عليه الزواج بامرأة أخرى، بل أكثر من ذلك عرضت عليه إحداهن الزواج بأختها التي كانت ترافقها، وهي أجمل منك والله، فقبل الحاج وضرب لهن موعدا لترتيب تفاصيل الخطوبة والعرس.. - إن شاء فليفعل! بل وسأكون ضمن فوج الخاطبات والخطاب.
قالت ذلك، ثم أرجحتني فوقها بحركات اصطناعية أحسستُ ألا هدف كان من ورائها سوى التعجيل بنزولي، وذاك ما كان. فما اعتصرتني اللذة، حتى قامت وارتدت ملابسها المحترمة الأنيقة، وأعدت حقيبتها اليدوية، ثم تهيأت للانصراف. - إلى أين؟ - إلى بيتني! - ولكن نحن اتقفنا على البقاء هنا أسبوعا كاملا؛ أنت مسافرة في الندوة، وأنا في إجازة مرض ! - لا، لا، رأسي يوجعني، ويجب حتما أن أعود! تركتُ أدويتي في المنزل.
ودون أن تترك لي أية فرصة للتفاوض خرجتْ من المنزل، رافقتها. لحظة تأهبها للركوب في سيارة الأجرة الصغيرة، قالت لي: - انتظر مني مكالمة هاتفية الليلة. عندما تعود للمنزل، بمحاذاة السرير، فوق المائدة الخشبية الصغيرة، ستجد ظرفا بريديا أصفر اللون مغلقا، إياك أن تمزقه أو تلقيه في سلة المهملات، خذه، فهو لك.
كانت حكاية خيانة المدير أكبر من أن يشغلني بها ظرف أو طرد بريديين، ولذلك بمجرد اختفاء سيارة الأجرة هرولتُ إلى المدرسة لتصفية الحساب مع عاشق الجلباب والمحراب، وأنا عازم على أن أخرب بيته وألقنه درسا لن ينساه طول حياته، والله لأعبتن بإسته... -------- يُتبَــع جبل لبنان
الموضوع الأصلي : أمرأه من سلاله الشياطين .... الجزء الثانى عشر المصدر : منتدى كل العرب
|
|