جبل لبنان شاعر منتدى كــــــــــل العــــــــــــرب
عدد الرسائل : 512 العمر : 59 العمل/الترفيه : مراسل حربى _ صحفى تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: أمرأه من سلاله الشياطين ...... الجــــزء الاول الجمعة 23 يوليو 2010, 12:08 pm | |
|
امرأة من سلالة الشياطين - رواية في حلقات...
ملحوظة: هي رواية وليست قصة...
امرأة من سلالة الشياطيـــن القسم الأول
لم يدر بخلدي أبدا في يوم من الأيام أن أنام في سرير واحد مع هذه المرأة المكتنزة التي توسطت عقد الثلاثين؛ فهي لا تتوفر فيها أغلب مقاييس الجمال التي اعتمدتها في اختيار البنات العابرات طبعا في حياتي منذ طلقتُ زوجتي الثانية. أحرص حرصا تاما على ألا تتجاوز رفيقتي الرابعة والعشرين، وأن تكون ذات قامة نحيفة رشيقة مثل نخلة بهيأة عارضة أزياء. لا أخرج عن هذه القاعدة إلا للضرورة القصوى، وإن خرجتُ فيكون لمرة واحدة، ثم أصطنع أعذار التخلص الفوري، وهو ما يكون على الدوام، شطبت على كلمة عشق من قاموسي.
كان الجو ممطرا عندما لبيتُ دعوة لحضور معرض تشكيلي نظمته إحدى السفارات الأجنبية لفنان مرموق. ومثل هذه المناسبات يكون فرصة لي كما لقسم هام ممن يحضرون للتعارف؛ كل يأتي لغاية في نفسه: الفنان ليبيع اللوحات، وبنات ليصطادوا نخبة ممن اجتمع لهم الذوق والمال، وأولاد ليتعرفوا على بنات، وخلال ذلك يكون حديث عن الفن والفنانين والنجومية المحلية والعالمية، على كؤوس الشاي والقهوة والحلويات والمشروبات الغازية، لكن الروحية أيضا، وهي التي ساقتني لهذا المكان في الأساس، حيث كان معروفا بحكم سفارة انتماء الفنان أن الموائد ستكون مملوءة عن آخرها بالمشروبات الفاخرة التي يعدّ شربها بالنسبة لأمثالي ضربا من المعجزات، وإن تمَّ فيكون بأقساط صغيرة جدا في فضاءات تركت في أحدها ذات ليلة نصف حوالتي، فاضطررت لنفض البنات من حوالي كما ينفض المرء الذبابَ والرجوع إلى المنزل بجيب كسيح لم يصل إلى موعد استلام الحوالة الشهرية إلا بعد أن أذاقني صنوفا من التقتيرات...
في بهو المعرض التقيت أصدقاء كثيرين، وكان مما يلفت النظر حقا هذه المرأة المكتنزة التي تتمسك بالرجال تمسكا، فتشد هذا من يده وتشبك أصابعها في يد الآخر، وتعانق الثالث، ولا تتورع في دس رموز الجنس واستعاراته ومجازاته في الكلام والنكت التي كانت تحكي واحدة منها تلو الأخرى، لينقلب كل شيء في الحديث إلى تلميح للولوج أو الانتهاء من المضاجعة أو التهيؤ للوطأ، وتعقب ذلك كله بقهقهات لا يعرفها قاموس ذوقي في النساء. كأن بها جوع أبدي للجنس والرجال، وما توقعتُ أنها متزوجة إلى أن سمعت أكثر من واحد يسألها عن اسم أعرفه جيدا تبدى أنه زوجها؛ فتزاوجُ في الكلام عنه بين الرهبة والاحترام، بل والافتخار به، لكن كذلك بالامتعاض منه ونقده والسخرية منه. خمنتُ أنها إما مطلقة أو على الأبواب، ولكني لا أعرف لماذا حسمت الأمر في ذهني، فاعتبرتها مطلقة.
ثم جاء دوري، وربما كان من تدابير الأقدار الخفية أنني كنت المرشح الوحيد لخوض المغامرة مع تلك السيدة الجائعة؛ فبين ذلك الجمع من الأصدقاء كنتُ المطلق الوحيد، وما كانت تبحث هي في الواقع إلا عن رجل مثلي، هذا ما سأفهمه في ما بعد. أما الآخرون فكانوا كلهم متزوجين، وللأزواج أيضا طرق في سرقة اللذة بطرق شتى من النساء ولو في مناسبات عابرة ومع نساء عابرات كالمناسبة التي نحن فيها، هذا ما يفسر عدم اعتراض أي واحد من الأصدقاء عن تلبية طلب المرأة كلما دعته لعناق أو لتشبيك أصابع اليدين.
افتعلت المرأة المكتنزة سؤالي، فاستفسرني عن أزقة وممرات وكتب وصحف ومواضيع شتى فهمت أنها لم تكن سوى طرق ملتوية للوصول إلى بيت القصيد، وهو تبيّنُ سُبُل مغامرة جنسية محتملة معي طبعا. عرفتُ ذلك من نبرة حديثها معي التي تغيرت إلى صوت شبه منكسر، يتخلله غنجٌ ولغة عيون بمجرد ما حصلت على جواب عن سؤال دسَّته في الحديث دسا، وبدون أن يقتضيه سياق الكلام الأصلي: هل تسكن وحدك أم لا؟ بمجرد ما قلتُ: نعم: انفرجت أساريرها.
والحق أن الشيطنة كانت بيننا قسمة مشتركة: فأنا أيضا يمكن أن أدرج نفسي ضمن قبيلة شياطين الرجال بحكم التجربة التي تراكمت لي في معرفة النساء والتي جعلتني شبه كاهن أو عراف، إذ أتعرف على المرأة الجائعة جنسيا والمتخمة بمجرد النظر إلى عينيها وتبادل بضع كلمات معها. المتخمات جنسيا تظهر علامة الإشباع في عيونهن، حيث تحيط بهن حمرة مجللة بسواد يصعب وصفها كتابة، يستوي في ذلك بنات الهوى والمتزوجات على السواء. وقد ساقنتي إلى هذه المعرفة أيام كنت متزوجا بزوجتي الأولى والثانية، على التوالي: فقبل أن تهب رياح الفرقة وتفقد أطباق الجنس لذتها ونكهتها كنا نزرع في السرير ورودا وزهورا ما خطها كتاب غير مصنف الكاماسورا الرهيب في قراءة أدق أحاسيس الجسد ولغاته ونبضاته. وكان لقاء جسدينا معزوفة صوفية توفي النسك والزهد كل ما يستحقانه من حقوق وواجبات، ولذلك كانت تنفذ زوجتي إلى سر أسراري إلى أن أتدفق مثل النهر أو الشلال العظيم، وكنتُ أنفذ إلى سر أسرارها إلى أن أكسو وجنتيها بزهرتين قانيتي الحمرة مثل الدم، وكانت المرآة على الدوام شاهدا على ما أقول.
كما أتعرف على القصد الظاهر والباطن للمرأة من مجرد مسايرتها لبضع دقائق في الحديث؛ فالمرأة الجائعة تستحلب اللذة سرا من الكلام مع الرجل ولو كان قبولها مضاجعته إياها من سابع المستحيلات، فتراها تكثر اللف والدوران وتعيد السؤال في هذا الموضوع أو ذاك، وتستزيد الكلام من الرجل ولو كان القول قد انتهى. وأسطع دليل لي على ذلك الأوقات التي تصرفها بعض النساء في المشاكسة والمماكسة مع الباعة؛ إذ تسأل عن الثمن، ثم تغادر الدكان إلى آخر، وتعود إلى الأول وتطلب منه تخفيضا في ثمن البضاعة ربما تكون على علم تام بأن البائع لن يقبله، ومع ذلك لا تتورع في طلب ذاك التخفيض، وربما انقلب حديث البيع والشراء إلى دردشة حول غلاء المعيشة ومتاعب تربية الأبناء وقلة حياء شباب اليوم المعمم أو حتى أمور الآخرة وعذاب القبر... والغاية من وراء ذلك كله تكون، لا شعوريا في أغلب الأحيان، هي إطالة الحديث مع هذا الرجل الذي يشكل بديلا لزوجها الذي أطفأ تعاقب الأيام والجلوس تحت سقف واحد والنوم في فراش واحد زهرة الحب والهيام التي ساقت عشيقي أمس إلى مكتب تحرير عقود الزواج، فتحولت زهرة الكاماسوترا في السرير إلى غصن يابس ذابل.
هذه المعارف الشيطانية جعلتني أدرك بسهولة أن المرأة المكتنزة امرأة جائعة حتى النخاع، وأنها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها إنما كانت هضايا وجبالا وفيافي أنهكها الجفاف وصدَّعَ أرجاءها إلى أن كست تربتها الشقوق الغائرة، فجاءتني تستغيث وتطلب الاستسقاء، وكانت بحوزتي خزائن المزن التي ساقتها إليَّ سنوات الجذب الآخر الذي جثم عليَّ منذُ أقلعتُ عن عادة صرف نصف حوالتي في ملهى أو مرقص ليلي بغاية الرجوع إلى البيت متأبطا حسناء مثل عارضة أزياء في سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة، ولكني أعود بجيب مقعد كسيح لا يقف في نهاية الشهر، وهو موعد استلام الحوالة الشهرية، إلا بعد أن يُذيقني أصنافا من الحرمان..
ولذلك، لم أسأل المرأة عن سر دعوتها المبيت عندي، لم أكثرت لواجباتها المنزلية وحقوق طفليها الأكيدين وزوجها المجلل بهالة الشك والاحتمال، لم أذكر حتى ذريعة اقتراحها المبيت معي. بمجرد ما حان وقت إغلاق حفل افتتاح المعرض وجدتني داسا أصابع يسراي في أصابع يمناها، مُحيطا كتفها بذراعي كأن بيننا عشق يعود إلى دهور ودهور. ومن داخل سيارة الأجرة الصغيرة كانت بداية المغامرة.. يتبع جبل لبنان
الموضوع الأصلي : أمرأه من سلاله الشياطين ...... الجــــزء الاول المصدر : منتدى كل العرب
|
|
motaz_1973 عضو جديد
عدد الرسائل : 1 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 16/01/2011
| |
القيصر قيصـــــر العـــرب
عدد الرسائل : 600 العمر : 41 العمل/الترفيه : شاعر تاريخ التسجيل : 15/01/2010
| |