جبل لبنان شاعر منتدى كــــــــــل العــــــــــــرب
عدد الرسائل : 512 العمر : 59 العمل/الترفيه : مراسل حربى _ صحفى تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: أمرأه من سلاله الشياطين ... الجزء العشرون الجمعة 23 يوليو 2010, 10:54 am | |
|
امرأة من سلالة الشياطيـن القسـم العشـرون
قضيتُ اليوم بكامله خارج المنزل، منتظرا أن يكون هذا الغياب كافيا لثني نعيمة عن استماتتها في مقاومة إغوائي إياها؛ فأجمل امرأة في العالم، مهما بلغت درجة مقاومتها لغواية رجل مَّا، لا يمكنها إلا أن تستسلم لغاويها ولو كان عجوزا إذا ما سُجنت بحيث يُختزل رجل العالم في هذا العجوز، فلا تعود ترى حيثما ولت وجهها رجلا آخر غيره. ولعل هذا هو الأصل في زنا المحارم الذي يشيع في الأوساط التي تضرب على النساء رقابة وحصارا مشددين؛ فبتوالي الأيام وتراكم الحرمان لا يجد هذا النوع من النساء بُدا من أخذ المبادرة والارتماء على أقرب الرجال كما لا يجد بدا من الاستسلام لأول غاو مهما كانت صلة القربى التي تجمع به.
في المساء، حول مائدة العشاء، أخرجتُ شراب البونش كاكاو، بعد أن أتلفتُ حجج التعرف عليه، زعمتُ لنعيمة أنه عصير فواكه كانت سيدتها قد أهدته لي، تظاهرتْ بتصديقي، شاركتني الشراب بنهم. انتهت الزجاجة الأولى، أحضرتُ ثانية، اكتشفتُ أنها سكيرة كبرى. تواصل الشراب، طرقتُ بابها مُجَددا؛ طوقتُ جيدها بذراعي منتظرا أن تستسلم لي، فتهمل خصلات شعرها على خذي، ونغرق في قبلة طويلة عميقة، تنتهي بنا في الفراش، إلا أنها جددت تمنعها؛ صدتني بلطفها المعهود. خمنت أن في الأمر لغزا ما، تساءلتُ: ما سرّ نظرات الغواية التي أحاطتني بها ليلة أمس؟ ما سرّ تلصصها من ثقب باب غرفة النوم في الليلتين السابقتين؟ عزمت على استلال السر منها، سقيتها مزيدا من الكؤوس، لعبت الخمر برأسها، تلكأ لسانها، وها هي تبوح بالسر المكنون منممة في سيِّدتها: - والله ليست هي الآن في ندوة ولا يحزنون! هي الآن مع عشيق آخر، وما أرسلتني إليك إلا لتشديد الحراسة عليك كي لا تخونها مع امرأة أخرى! - والله؟! - والله ما أقول إلا صدقا! هذا ما قالت له لي في مكالمة يوم أمس! - وإذن فهي تخونني! ممممه! يحل عليَّ أن أخونها! - ولكن، إن تأت فجأة وتجد معك بنتا أو امرأة تُعاقبني عقابا شديدا!
أبانت نبرة كلامها الأخير عن تعاطف كبير معي، عاودتُ مراودتها، رفضت بالإصرار نفسه، أيأسني حل لغزها، قررتُ الإضراب عنها نهائيا، وطي صفحة محاولة معرفة سر تمنعها تاركا للأيام الإتيان بأخباره. انعطفتُ باهتمامي نحو وجهة أخرى: ماذا لو كسبتُ ودها بحيثُ تتكفل بسوق نساء وبنات سرا إلى المنزل من هذا الحشد من أسماء البنات اللواتي امتلأت حقيبتها اليدوية عن آخرها بأرقام هواتفن؟!، نعم فتشتُ جاملة أوراق نعيمة سرّا، مغتنمنا فرصة اختفائها في الحمام، فهالتني ما فيها من كثرة أرقام الهواتف التي لا يوجد مثلها إلا عند القوَّادين والقوَّادات. أكثر من ذلك، كانت جميع الأرقام مكتوبة بخطوط أنيق تنم عن المستوى الاجتماعي والثقافي لصاحباتها، وكان الشاهد الثاني على هذا الرقي أسماءُ صاحبات أرقام الهواتف؛ لا وجود إطلاقا لأسماء بدوية وشعبية، مثل خدوج والشعيبية والضاوية والسعدية وفطيمو ومليكة وخدوج وغيرها من الأسماء التي تفضح دائما الأصل الاجتماعي والثقافي لحاملاته، مثل الذكور تماما. هذه نظرية تراكمت لديَّ على مر السنين بحيث صرتُ أعمل بالمبدإ الضمني: قل (أو قولي) لي ما اسمك أعرف من أنت. كانت الأسماء المحفوظة عند نعيمة كلها جميلة: سناء، فردوس، هند، لمياء، خولة، شيرين، سهام، سُميَّة، شهرزاد، سميرة، ليلى. خمنتُ أنهن من معارف المرأة المكتنزة اللواتي دوخني حكيها عنهن، في الليلتين الأوليين، عندما قالت إنها تتخذ من مغامراتها مع الرجال أحاديث سمر مع صويحباتها، فتفتخر عليهن بأنها ذات حظوة بين الرجال، وإنها تثير إعجابهن الشديد، بل وغيرتهن، حيث لا تتردد بعض صويحباتها – حسب ما قالت – في الترديد بلهجة منكسرة: - أنا التي أبحث عن رجل، مجرد رجل لا غير، بالريق الناشف منذ زمن طويل، كي أتخذه لي صاحبا لا غير، لا أريد منه زواجا ولا أطفالا؛ أريد فقط أن يحبني وينذر الوفاء والإخلاص لي، لم أنجح أبدا في العثور عليه، مع أنني مستعدة لإيوائه في منزلي، وإن اقتضى الأمر فأصرف عليه. أما أنتِ.. أما أنتِ.. فمتزوجة، ومع ذلك تصولين وتجولين في روضة العشاق، تجيئين كل يوم بفارس أحلام جديد. بالله عليك، دليني يا أختي عن الوصفة السحرية التي تستعملين...
فكرتُ: يكفي أن تضعني نعيمة على اتصال بواحدة من هذا الصنف فيحل المشكل نهائيا؛ سيصير بإمكاني خوض المغامرة معها بعيدا عن المنزل، وترك نعيمة وسيدتها تحرسان الريح والخواء. فاوضتُ نعيمة في الأمر، تمنعت في البداية تمنعا شديدا، ولكني سقت لها من الحجج ما جعلها تتنازل «للمرة الأولى والأخيرة»، على حد تعبيرها، ناسية أنني ما أحتاج سوى لهذه المرة اليتيمة، إذ يكفي أن أختلي في الفراش بمن سأنعم بها في هذه الليلة المسروقة، فآخذ منها رقم هاتفها وعنوان سكنها، بل وأرتب معها برنامج أسبوع كامل، بل وحتى شهور، من اللقاء السرية المضمونة على غرار ما فعلتُ على الدوام أيام كان الخصاص يقودني إلى الاستنجاد بقوَّاد أوقوادة بُعيدَ طلاقي الأول والثاني؛ يأتي الوسيط أو الوسيطة مرفوقا (مرفوقة) بالمرأة التي اشتهت نفسي، بعد أن أكون قد أسهبتُ في عرض مواصفاتها، من حيث الطول والوزن، ولون البشرة والشعر، فأؤدي ثمن السّخرة، وأختلي بالحسناء في غرفة النوم، وها هو كل شيء ينتهي؛ أدون رقم صاحبتي، فتتواصل لقاءاتنا السرية، بعيدا عن الوسيط أو الوسيطة، وكلما جدد هذا الوسيط أو الوسيطة اللقاء بي عارضا علي خدمة جديدة أخبره بأنني قد التزمتُ مع زميلة لي في العمل أو موظفة في البنك أو ممرضة، بل وأمضي إلى الزعم بأنني تزوجتُ إذا ما ألح القواد أو القوادة في طرق باب منزلي لأجل مزيد من الوساطات مع النساء والبنات...
اختفت نعيمة في غرفتها لحظة ثم خرجت وهي ترتدي بذلتها الرياضية وتحمل حقيبتها اليدوية، تأهبتْ للخروج. - أوووه! إلى أين؟!!! - انتظرني سأعود حالا ببنتنين!
قالت بعجالة ثم اختفت، لم تسعني الدنيا فرحة، انصرفتُ لتقليب الفضائيات الأجنبية طبعا، المحلية طلقتها الطلاق الثلاث لأنها تعيدني ثلاثة قرون إلى الوراء؛ كأنها موجهة لقبائل بدائية تعيش في القرون الوسطى. شربتُ، وسمعت بعضا من روائع الغناء الغربي والعربي، لم أحس بانصراف الوقت، مضت حوالي ساعة، وها هو طرق في الباب، ونعيمة تتوسط بنتين، ولكن: - أووووه يا للمفاجأة!!!
ها هي تعود مرفوقة فعلا ببنتين، ولكن من هما؟ زوجتي الثانية والريفية! - أووووه! سعيـد؟! سعيــد؟!
صرخت المرأتان، ثم ارتمتا عليَّ، وتعلقتا بي مثل طفلتين، أغرقتني بالقبلات، شذهتْ نعيمة، أحست بنفسها غريبة بيننا، علقت: - آه! بينكم معررفة سابقة؟ - والله عندما وصلنا إلى مدخل الحي، قلت في خاطري: كأنني عائدة إلى بيت زوجي، ولكن الليل والسّكر أبدى الزقاق مقلوبا؛ رأيتُ الشمال جنوبا والجنوب شمالا...
عقبت عليها الريفية: - إيه والله ذاك ما دار في خاطري!
انقلبت فرحتي إلى توجس؛ فالريفية هذه من الصفحات السوداء في حياتي، من طينة سليطة النساء تماما مع فارق في درجة التحضر الظاهري والانتماء العائلي؛ بخلاف سليطة اللسان، الريفية مدينية حتى النخاع ومنحدرة من عائلة كبيرة. عرفني عليها قوَّادٌ بتسليمي رقم هاتفها مقابل مبلغ باهظ بعد أن رأيتُ هيأتها عن بُعد. لزمني مُحاصرة القواد طيلة ثلاثة أشهر بطلب وضعي على اتصال معها لأظفر في النهاية برقم هاتفها، كان دائما يسوق عُذر أنها فوق مُسْتوَايَ، وأنها تمارس الذعارة الرفيعة؛ تقضي ليلة واحدة أو ليلتين خارج البيت فتسوق من المال ما يكفيها مؤونة شهر أو شهرين... فتاة رائعة كأنها عارضة أزياء، طولها متر و77 سم، ووزنها 55 كلغ لا غير، ببشرة بيضاء، وشعر تتفنن في صباغته وإعطائه هيآت شتى؛ لما عرفني عليها القواد كان لونه أشقرا، ولما تأتى لي استضافتها في البيت، بعد أن أذاقتني الأمرين من المواعيد العراقيب، جاءت به أسود اللون بظفيرة الرَّاسْطا. بعد أيام، وتحت إلحاحي بضرورة إزالة هذه الراسطا، تحول الشعر إلى لون أحمر رماني ناعم فصار ما من أحد يراها إلا ويظن أنه أمام المغنية الفرنسية إيزابيل أدجاني منتصف الثمانينيات (لا الآن)، بل وأفضل منها مادام عمر إيزابيل آنذاك كان 30 عاما فيما لا يتجاوز سن الريفية 21 عاما؛ والله لو وقع عليها مصمم أزياء أوروبي لصارت نجمة عالمية بين ليلة وضحاها، ولملأت صورتها كبريات الشاشات العالمية.
لما وطأت قدماها البيت لم أصدق عيني؛ فقد وصلتْ، في موعد اللقاء بهيأة شبه ملاك صغير؛ جسد ممشوق رقيق ملفوف وسط شبه مئزر قصير أسود اللون، تفوح منه رائحة أجود العطور، ووجه جمَّلته أجود أنواع الماكياجات، وتنورة كشفت عن ثلثي لحم الفخذين، وصوت رقيق يُبديها مثل طفلة في سن العاشرة أو الإثني عشرة سنة على أبعد تقدير. وجدتْ المائدة مملوءة عن آخرها بزجاجات الخمر، حيث كنتُ أنوي تمزيق رقم هاتفها ما لم تف في آخر وعد هاتفي لها بالمجيء وصرف الليلة في السكر وحيدا، شربتْ معي كثيرا، وأمطرت مسامعي بحكايات مغامراتها بعربية ذات لكنة ريفية واضحة، بل استجدت بي مرارا كي أوجد المقابل العربي لكلمات وأسامي ريفية، سائلة: «ماذا تقولون لهذا؟». أكلت ودخنت، ثم عرت فخذيها إلى أن ظهر سترينغها الأسود، وأغرقتني بالقبل وسلمت لي زهرتها بسخاء. في الليلة ذاتها نفر خاطري منها لوجود قرائن عديدة تشي بأنها بنت غير متوازنة رغم انحدارها من عائلة ثرية بالناضور؛ فهي طليقة ابن رب شركة نقل يملك أسطولا من الباسات، وحفيدة جد ربح في اللوطو مبلغ ملياري سنتيم أمَّن الحياة ليس له فحسب، بل وكذلك للسلالة، ولكن جروح الحفيدة النفسية العائدة إلى الطفولة كانت أغور من أن تلتئم بالمال والجاه، ولذلك شدت الرحال إلى الرباط؛ ظاهريا كي تدرُسَ الحلاقة وتبحث عن شغل، ولاشعوريا كي تسقي زهرتها التي أذبلتها سنوات الطلاق الثلاث ونعيق العجائز من حولها اللواتي كنّ يعيِّرنها صباح مساء بالطلاق ويسخرن ما لا يقوى على تسخيره إلا المردة والشياطين كي يزوجنها ثانية، ولكن بمن؟ بعجائز كلهم تجاوزا الخميسن عاما! ومن يدري؟ فربما ارتبطت سرا بأحدهم هناك، فجعلا الرباط مكانا لوصال مستحيل في مدينة صغيرة تضرب على النساء حصارا ربما أقوى من نظيره الذي كان يُضرب عليهن في القرون الوسطى؛ فهي أول ما مارست الدعارة في الرباط، حسب قولها، مارستها مع فتية من مدينتها يعرفون عائلتها حق المعرفة..
من القرائن التي وشت بأنها بنت غير متوازنة ظهور آثار جرحين غائرين على مستوى مقدمة ذراعها: - ما هذان الجرحان؟ أبسبب عشق أحدهم؟
وكنتُ أنتظر أن تجيب بالإيجاب لأن هذا النوع من الجراح لم أألفه من قبل إلا لدى صنفين من البنات: صغيرات السن اللائي يعمدن إلى وشم أيديهن بإبر حادة، جراء تخلي من أحببنهن عنهن، أو لدى مدمنات الخمر والمخدرات اللواتي يعمدن إلى الانتقام من أجسادهن شر انتقام بسبب تخلي عشاقهن عليهن. ولكنها فاجأتني بجواب غير منتوقع تماما: - لا لا، أبدا أبدا. أنا لا أحب. ولا يوجد رجل واحد في الدنيا يستحق أن أفعل من أجله كل هذا. أنا التي فعلت هذا بنفسي هذا عقابا لها كي لا تثق في البنات مجددا؛ فقد سرقتني صديقات، وذهبن بما قيمته 000 5 دولار من الحلي الذهبية...
تكلمت الريفية بكلام غير لائق، كعادتها، حذرتها: - الريفية! كنتِ أقسمت ألا تضعي قدمك ثانية في منزلي! وها أنت عدتِ! أطلب منك شيئا واحدا؛ لزوم الهدوء والصمت ! البنت التي ترافقك هي زوجتي الثانية الطالق التي طالما حدثتك عنها عندما كنت مقيمة معي هنا ! وأظن من حقي أن أختلي بها ! - اذهبا معا إلى الجحيم ! سأنام مع نعيمة صاحبتي !
قالت بلسان لواه السّكْر، ثم أحاطت نعيمة بذراعها وغرقا معا في قبلة عميقة.
أسألك اللطف يا رب! قلت، وأنا أتهيأ ليلة غير مضمونة العاقبة. ---------- يُتبَــع جبل لبنان
الموضوع الأصلي : أمرأه من سلاله الشياطين ... الجزء العشرون المصدر : منتدى كل العرب
|
|