بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة كلمات من نور والعدد الخامس عشر
وتفسير سورة القارعه
ماسبق نشره بعون الله وفضله من هذه السلسله من العدد13:1 من تفسير جزء عم هم:- 1سورة الكوثر 2-سورة العاديات 3-سورة قريش 4- سورة الكافرون
-5-سورة الاخلاص 6- سورة الفلق7سورة الناس 8-المسد 9-النصر 10- سورة الماعون.11- سورة الهمزه 12-سورة لفيل 13- سورة العصر.14- التكاثر
-
واليوم إن شاء الله يتم تفسير سورة القارعه فى هذا العدد وفقنى الله واياكم لما يحبه ويرضاه
أولاً مفهوم عام عن سورة القارعه
أ- سورة القارعه سوره مكيه ورقمها بالمصحف الشريف101 وعدد اياتها11 أيه سميت هذه السوره بالقارعة لانها تقرع القلوب والاسماع بهولها وأفزعها.
ب- السوره الكريمه تتحدث عن القيامه وأهوالها والاخره وشدائدها. كخروج الناس من القبور وأنتشارهم فى ذلك اليوم الرهيب كالفراش المبثوث المتطاير هنا وهناك على غير نظام من شدة حيرتهم وفزعهم .
ت- وتتحدث السوره الكريمه أيضا عن نسف الجبال وتطايرها حتى تصبح كالصوف المنبث المتطاير فى الهواء بعد ان كانت صلبه راسخة فوق الأرض
ث- وفى السوره الكريمه مقارنه بين الناس والجبال تنبيهاًعلى تأثير تلك القارعه أى يوم القيامه فى الجبال حتى جعلتها كالصوف المنبث المتطاير فكيف يكون حال البشر فى ذلك اليوم العصب؟
ج- ختمت السوره الكريمه بذكر الموازين التى يوزن بها أعمال الناس وانقسام الخلق الى سعداء وأشقياء حسب ثقل الميزان وخفتها
ثانياً السوره كتابتاً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠) نَارٌ حَامِيَةٌ (١١)
ثالثاً السوره سمعياً للقراءه الصحيحه
http://live.islamweb.net/Quran/Sudeas/1101.mp3
رابعاً معانى الكلمات
{ القارعه } أسم من أسماء يوم القيامه سميت بهذا لانها تقرع الخلائق بأهوالها وأفزعها
واصل القرع الضرب بشده وقوه
{ المبثوث } المنتشر المتفرق
{ العهن } الصوف ذو الالوان أو المصبوغ
{ الهاويه } اسم لجهنم سميت بذلك لأن الناس يهون بها أى يسقطون
خامساً تفسير السوره الكريمه
{ القارعه ما القارعه } يوم القيامه وأى شىء هو يوم القيامه؟ انه فى الفظاعه والضخامه بحيث لا يدركها خيال فأن يوم القيامه أعظم من ان يوصف أو يصور
ثم ذاد من التفخيم والتهويل ليوم القيامه فقال { وما أدراك ما القارعه } أى شىء أعلمك
ما شأن القارعه فى هولها على النفوس؟ لانها لاتقرع القلوب فحسب بل تؤثر فى الاجرام العظيمه فتؤثر فى السموات بالانشقاق وفى الارض بالزلزله وفى الجبال بالدك والنسف وفى الشمس والقمر بالتكوير
{ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } أى ذلك يحدث عندما يخرج الناس من قبورهم فزعين كأنهم فراش متفرق منتشر هنا هناك يلتصق فى اذدحام بعضهم فى بعض من شدة الفزع والحيره
{ وتكون الجبال كالعهن المنفوش } هذا وصف ثانى ليوم البعث يوم القيامه لذلك اليوم الهول أى تصير الجبال كالصوف المنتثر المتطاير تتفرق اجزاؤها وتتطاير فى الجو حت تكو الصوف المتطاير عند الندف .
{ فأما من ثقلت موازينه } وهنا ذكر الله تعالى أنقسم الناس الىسعيد وشقى فالذى ثقلت موازينه اى رجحت جانب الحسنا على السيئات فهو{ فى عيشة راضيه } اى فى عيشة سعيده وجنات الخلد والنعيم
{ واما من خفت موازينه } أى نقصت حسناته عن سيئاته او لم يكن له حسنات تعد له فهو المقصود به { فأمه هاويه }أى مسكنه ومصيره نار جهنم يهوى فى قعرها وسماها أم لان الآم مأوى الولد ومفزعه فنار جهنم تأوى المجرمين كما يأوى الأولاد الى أمهم وتضنهم اليها كما تضم الأم الأولاد لاتتركهم . قال أبو السعود هاويه اسم من أسماء النار سميت بها لغاية عمقها وبعد مهواها
{ وما أدراك ماهيه } استفهام للتفخيم والتهويل أى ماعلمك مالهاويه؟ ثم فسرها بقوله تعالى { نار حاميه } أى هى نار شديد الحراره خرجت عن النار المعهوده
ندعوا الله عز وجل الرحمن الرحيم الكريم أن يجيرنا من الهاويه ونكون من الذين ثقل موازينهم بالحسنات وان لانكون من الذين خفت موازينهم من الحسنات وينجينا يوم القارعه اللهم أمين
والى اللقاء إن شاء الله لى الحياه مع العدد القادم رقم16 وسوره قرآنيه أخرى