جبل لبنان شاعر منتدى كــــــــــل العــــــــــــرب
عدد الرسائل : 512 العمر : 59 العمل/الترفيه : مراسل حربى _ صحفى تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: أمرأه من سلاله الشياطين ... الجزء الخامس عشر الجمعة 23 يوليو 2010, 11:13 am | |
|
امرأة من سلالة الشياطيـن القسم الخامس عشر
عند متم الساعة التاسعة والنصف صباحا، كنتُ قد عدتُ إلى المنزل وأنا لابسٌ خاتم زواج في يدي؛ صرفتُ مجموع المبلغ الذي تركته لي المرأة المكتنزة في شراء هذا الحلي، لإراحة ضميري أولا، ثم لمحو أي صورة سلبية قد تكوِّنها عني لو أنفقت المبلغ نفسه في أشياء أخرى: - قد أديت لك ثمن المذات التي أغرقتني فيها على امتداد الأيام الأربعة التي رافقتني فيها، فلا حق لك في مطالبتي بشيء بعد اليوم ! ربَّما ستقول...
ما أن لبستُ خاتم الزواج حتى عادت ذكريات حزينة كثيرة؛ فقد كسَّرتُ فك زوجتي الثانية العلوي بسبب هذا الخاتم؛ فرضتْ عليَّ حمله «لإغماض عيون النساء والبنات قاطبة عنك»، قالت، «فلا تحلم إحداهن بعد اليوم بالنوم معك في الفراش». امتثلتُ لرغبتها حينا، ثم خلعته، قالت بنبرة متحدية: - أنا أيضا سأخلع خاتمي! وافهم فعلي هذا كما شئت!
وهو ما قامت به فورا، بحركة بهستيرية، بل مضت أبعد وكسَّرت خاتم زواجها إشارة منها إلى أن زهرتها صارت، من الآن فصاعدا، ملكا مُشاعا بين الرجال... لم تنطل عليَّ حيلتها؛
فالخيانة كانت تجري فيها مجرى الدم، وما كان ينقصها سوى هذا العذر لتفكر في إطلاق ساقيها للريح. ألم تفصح زلة لسانها يوم استغفلتتني وأوقعتني في محرابها: «زهرتي الآن قطفتْ، والله لن أردّها في وجه سائل، لن أحرم رجلا واحدا مني...»؟
ثم ما أن مرَّ شهر العسل حتى تحولت حياتنا إلى أيام من «بصل»؛ صارت لا تتحرج إطلاقا في إبداء إعجابها علنا بالرجال صغار السن كما لو كنتُ عمها أو خالها، بل وربما جدّها: - انظر كم هو جميل بائع الأثواب؛ عيناه تذكراني بعيني اللاعب مارادونا، انظر كم هو جميل الجزار، هو والله نسخة طبق الأصل من مغني المحبوب إلفيس برسيلي، انظر: ياه! أسعد الله زوجة ذاك الرجل الذي يجر طفلين؛ فهو نسخة طبق الأصل من شاروخان...
حاولتُ يوما أن أنقل إليها الإحساس نفسه الذي تثيره فيَّ مشاعر إعجابها بالرجال؛ جسستُ نبضها قائلا: - التحقت بالمدرسة اليوم معلمة جديدة، أسعد الله من سيتزوجها؛ فهي تكاد تكون نسخة طبق الأصل من الشابة الزهوانية!
فما أنهيتُ كلامي حتى لوت على ياقتي، وملأت المنزل صُراخا: - ودين أمي! أنا لا أعرف زهواني ولا زهوانية! والله إن تعد مثل هذا الكلام على مسمعي لأشرعنَّ محرابي لأول طالب، وليكن في علمك أن طلابي كثـرٌ... - يا ست! الخاتم مجرَّد رمز! شأنه شأن حفل العرس تماما؛ معنى العرس هو إعلان عائلة العروسين للجماعة بأن فلانا قد اقترن بفلانة. وهذا ينسجم ويأخذ كامل معناه في التجمعات الصغرى. أما في المدن الكبرى، فلا فائدة في ذلك، لأنه لا يمكنك إخبار مليوني ساكن أو أكثر بأنك صرت زوجا لفلانة... - أنا لا أعرف رمزا ولا علامة! إن لم تلبس خاتم الزواج أعتبر نفسي عازبا أو مطلقة وأفعل ما يحلو لي...
منذ ذلك اليوم صرتُ لا أخرج إلا بعد أن أغلق الباب بمفتاح لا يملكه غيري. ومع ذلك لم أثق فيها؛ فقد حكوا أن رجلا كان يفعل مثلي تماما، فاستغفلته زوجته وهو نائم وألقت بمفتاح المنزل لعشيق لها من سطح البيت، فصنع نسخة منه، وصار ما يمضي الزوج إلى العمل حتى يلتحق عشيق الزوجة بها في البيت؛ يفتح الباب ثم يدخل فيسجد في المحراب ويقطف الزهرة ويركب الأرجوحة، كما حلا له وكم طاب له، حتى إذا حان موعد رجوع الزوج أطلق الدخيلُ ساقيه للريح كأن شيئا لم يكن إلى أن وشى بالبعلين الجهنميين الجيرانُ، فترصدهما الزوج وضبطهما في الفراش، فشطر رأسيهما بساطور وسلم نفسه للشرطة ليصرف ما يبقى من حياته وراء القضبان. ولأنني لا أقوى على شطر رأس نملة، فإني أحضرتُ والدتي عملا بقول أبي رحمه الله بإحدى نصائحه لنا: - ما يعرف حبائل النساء إلا النساء! ما يقوى على معاقبة النساء إلا النساء! من شاء منكم أن يتخلص من امرأة فليضربها بامرأة أخرى.
قررتُ أن أضرب زوجتي بأمي، ولكن والدتي المفترض أن تقوِّم اعوجاج زوجتي تبدَّت أكثر اعوجاجا من الزوجة وأحوج إلى التقويم؛ فما مضت بضعة أيام على مقامها بيننا حتى فاجأتنا بالعجب العُجَـاب:
ضبطتها مرارا تتلصصُ علينا في الفراش ونحن نتأرجحُ، وكلما لمحتُ لها بعلمي بتلصصها اعتذرت وقالت إنما استعصى عليها النوم فقامت لتطرد الأرق بركعتين لوجه الله تعالى، وظلت طريق الرجوع من الحمام فمرت أمام غرفة نومي وزوجتي، وفي الباب انتابها دوار فوقت تستريح...
زاد في الطين بلة أن زوجتي، نكاية في أمي، تحولت إلى وحش جنسي بمعنى الكلمة؛ فصارت لا تقنع بأرجوحتين في الأسبوع؛ طلبت ثلاثا، فأربعا، فخمسا، إلى أن صار لا شغل لي بعد الدخول إلى المنزل إلا التأرجح والقطاف والسجود، فما مضت سبعة أشهر حتى صرتُ أمشي مقوَّس الظهر؛ انتشر ألم مزمنُ على مستوى البروتستاتا، كما في عمودي الفقري وعُصْعُصًتي، لم ينصرف إلا بعد مرور حوالي 4 أشهر عن طلاقي صمتُ فيها صوما تاما عن النساء وتناولتُ أدوية عديدة.
خلال ذلك، كانت زوجتي تزداد بهاء فيما كانت أمي تزداد ذبولا، بل ساءت حالتها كثيرا ففقدت حوالي 15 كيلوغراما من وزنها وصارت تشكو آلاما عديدة لم تفض التشخيصات ولا التحاليل الطبية العديدة التي كلفتني ثروة طائلة إلى تشخيص أي مرض مسؤول عنها؛ تقول: - كل شي يوجعني؛ ظهري ومفاصلي وركبتاي وما بين كتفي وعيناي، الخ.
وكنتُ أعلم علم اليقين أن آلامها لم تكن سوى طرق ملتوية للتعبير، ربما لا شعوريا، عن حرمان جنسي كبير دام، منذ وفاة أبي. حرمان سيكون مهولا لامحالة إذا كانت لم تنجح في الفوز بمغامرات مسروقة مع رجال عابرين. نعم كانت زهرتها قد ذبلت وأوشكت على الفناء، تمزق قلبي حسرة عليها. صارحتها: - اسمعي يا أمي! أصل آلامك قاطبة ذبول زهرتك! أمامك دواء واحد ووحيد هو أن تشرعي محرابك. لك أن تتدبري أمر العثور على إمام للصلاة؛ من جهتي سأقوم بالواجب، سأغطي تكاليف العرس، وأكثر من ذلك سأسكنكما عندي هنا، وسأدعو لكما دائما بالتأرجح اللذيذ والدائم.
توقعتُ أنها ستفرح، فإذا بها تتصرفُ التصرفَ ذاته الذي كانت تلوذ به كلما حدثتها عن الجنس عندما أشرفت على البلوغ؛ كنت أقول لها: - أمي! ياه! تجملت اليوم وتعطرت، وأصبحت مثل عروس ممتلئة حيوية ونشاطا! لاشك أنك أبي قد أركبك أرجوحته ليلة أمس! بالصحة والهناء! والله لو كان باستطاعتي لطلبت منه أن يصرف الليالي ناسكا متعبدا في محرابك ليدوم شبابك ونشاطك وحيويتك وتصيرين كالزهرة الجميلة الخالدة بيننا!!
كانت تلتلفت يمينا وشمالا، تمسك بأقرب شيء إلى يديها (مكنسة، إناء، قطعة خبر، فاكهة، الخ.)، ثم تلقيه علي وهي تمطرني باللعنات وتضحك في الآن نفسه: - سِرْ لعنات الله عليك أيها الشيطان! اغرب عن وجهي لعنات الله عليك!
كنتُ فكرتُ في قول الشيء نفسه لأبي، لكنني أحمد الله لأني لم أفعل؛ فقد حصل، قبيل أن أحدثه في الموضوع، أنني كنتُ أتصفحُ كتابا في الفن التشكيلي في عصر النهضة الأوروبية، وكان هو يرمقني من بعيد، فما وقعت عيناه على صور أجساد عارية، مثل اللوحتين الرائعتين «ولادة فينوس» لبرتشللي، و«خلق آدم» لميشال أنجلو، حتى وثب على الكتاب وأمسك قلم باركر واعتدى على الصور بمنتهى الوحشية؛ حجبَ الأعضاء التناسلية تماما بخطوط سوداء سائرة في جميع الاتجاهات... أجهدتُ نفسي في انتزاع اعتراف منه بالخطأ، لكن دون جدوى. أكثر من ذلك عندما أريته لوحة الجوكندا قال: هذه «هذ\ه قردة مسخها الله بهيأة آدمي» !
الإضافة الجديدة الوحيدة، في رد فعل أمي، أنها لم ترفق لعناتها بالضحك؛ بل أعقبتها بما اعتبرته حجة «دامغة» لوجوب الاعتراض. قالت: - لا، لا، أبدا أبدا! أنا وأبوك رحمه الله تعاهدنا: إن يسبق أحدنا الآخر إلى الدار الآخرة يترمل المتخلف إلى أن يلحق به!
لعنتُ أبي، لأنه لم يكتف بفرض وصايته الكاملة على ضريح أمي خلال حياته، بل وواصل هذه الوصاية من داخل قبره؛ أمم محراب أمي في الدنيا والآخرة، ولذلك كان طبيعيا أن تصير شبيهة بأفعى أو عقرب دائمة التأهب للسع كل من دما منها أو دت منه.
خططتُ لإلحاقها بالعجائز اللواتي كنَّ يملأن بيت الصديق الذي سلمني الأشرطة البورنوغرافية والأقراص المدمجة، ولكن كان من سوء حظي أنه اختفى مباشرة بعد ذلك؛ فقد كان يقتسم شقته مع بائعي أثواب وضعتهما الصدفة في قلب شبكة من العجائز تأتين من الدار البيضاء إلى الرباط خصيصا للاستشفاء في أضرحة العزاب والمطلقين؛ تجتمعن فرقا، يتألف كل واحد من أربعة إلى خمس نساء، ويوهمن أبنائهن وبناتهن بأنهن في سفر إلى أحد أولياء الله الصالحين في الرباط، مثل سيدي بنعاشر وسيدي العربي بن السايح، بل وحتى سيدي موسى بسلا، حيث سيقمن بضعة أيام في ضريح الولي للاستشفاء من الأمراض الشبيهة بآلام أمي، فيأخذن حافلة إلى الرباط ويقصدن بيت المعلم وبائعي الأثواب، ويصرفن الأيام في العبادة والاستشفاء والاستسقاء والرقص والغناء إلى أن تعدن عقودا إلى الوراء.
كنتُ سأسوق لها واحدة من هذه العجائز، فتدعوها لمرافقتها إلى المسجد، وبعد ذلك تخرجها لنزهة، ومن ثمة تأخذها إلى بيت « قريب» لها... هناك سيروق الحالُ أمي كثيرا، لا سيما عندما ستجد نفسها وسط جماعة من النساء في سنها، بينها وبينهم أوجه شبه شتى، وبما أن أمي على مذهب الجماعة، فإنها لن تتردد في لعب الأدوار التي ستمليها عليها هذه الجماعة.
أمام تعذر هذا الحل، والذبول المتزايد لأمي فكرتُ في حل آخر: أضعها على صلة بامرأة سحاقية، وقدرتُ أن ذلك سيُسعدها كثيرا، لا سيما أنه لن يزيحها قيد أنملة عن سكة الوفاء لأبي، ولكن المشكلة أنَّ والدتي امرأة مسنة وبدينة؛ ليست على ذوق أي واحدة من جمهرة السحاقيات العصريات الجميلات الأنيقات اللواتي يجهرن بمثليتهن الجنسية في المقاهي والحانات، بخلاف المسنات والعجائز اللواتي يفضلن الاسمتاع بأجساد بعضهن بعض في الحمَّامات بمنتهى السرية وبطرق قلما تكون صريحة. استعملتُ حول هذا النوع من الحمَّامات فدلوني على أكثر من واحد. اخترتُ الأقرب إلى المنزل، وفرضتُ على أمي التوجه ثلاث مرات في الأسبوع عساها تروق إحداهنَّ فترتبطان بميثاق سرِّي، ولأجل ذلك قدمت رشاوي للمسؤولات عن الحمام، ولكنها لم تصمد أكثر من أسبوعين، لم يفتح الله فيهما علينا بأي حل للأسف الشديد، بعدهما اتهمتني بأن حرصي على ترددها كل هذه المرات على الحمام كان طريقة في التشكيك في نظافتها.. آنذاك طلقتُ زوجتي وأعدتُ أمي إلى من حيث أتت. --------- يُتبَــع جبل لبنان
الموضوع الأصلي : أمرأه من سلاله الشياطين ... الجزء الخامس عشر المصدر : منتدى كل العرب
|
|