جبل لبنان شاعر منتدى كــــــــــل العــــــــــــرب
عدد الرسائل : 512 العمر : 59 العمل/الترفيه : مراسل حربى _ صحفى تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: أمرأه من زمن الشياطين .. الجزءالثالث والعشرون الجمعة 23 يوليو 2010, 10:37 am | |
|
امرأة من سلالة الشياطين القسـم الثالث والعشرون
قضيتُ ليلة لذيذة في حضن زوجتي السابقة التي استعظمت أن ننام منفصلين؛ ففيما كنتُ غارقا في التفكير في أمر المرأتين السحاقيتين، انسلت من وسط الظلام يدٌ، في هدوء وحنان إلى جسدي، وها هي زوجتي تندس معي في الفراش. أخبرتها أنني لا أملك مالا لتسديد ثمن مبيتها معي، تجاهلت عذري وأطبقت علي بالعناق والقبلات إلى أن كان ما كان؛ اشتبك جسدانا، وفتحت لي محرابها بسخاء تجاوز سخاء ليلة اغتصبتني بعد مشاهدة الأشرطة البورنوغرافية. وطوال تأرجحي فوقها أحسستُ أنها كانت صادقة مثل قديسة. لعنتُ الحواجز التي وضعها الزواج بيننا سابقا إلى أن وضعنا على شفا هاوية لو لم يمدد لنا الطلاق طوق النجاة لعلم الله وحده إلى أين كانت ستمضي الأمور؛ فكم من زوج قتل زوجته وكم من زوجة قتلت زوجتها جراء التعذيب السادي الذي يسببه كلا الزوجين للآخر لتفريغ عقد لا يد لأي منهما فيها ولا حيلة.
استيقظنا على صوت خصام ولجاج بين نعيمة والريفية؛ فيما كانت الأولى تتكلم بصوت حرصت حرصا شديدا على أن يكون خفيضا كانت الثانية تمعنُ في رفع صوتها وكأنها تصر على إيصاله ليس إلي أنا وزجتي، بل وإلى الجيران أنفسهم على نحو ما فعلت تماما يوم طردتها برحيلها: - اعطيني نقودي! والله لأخلقن فضيحة في هذا البيت إن لم توافيني مستحقاتي من النوم معك ! تبارك الله! هذا ما كان ينقصنا! فعلتِ بجسدي ما لم يفعله به رجل معي من مئات الرجال الذين نمتُ معهم؛ لم تتركيني أغمض عيني ولو ساعة واحدة، هجمتِ على حلمتي وفخذي وصدري ووجهي مثل سبع جائع، وتركتك تفعلين ما طاب لك، بل غالبتُ نفسي وبادلتك من القبل واللمس ما لم أفرحْ به رجلا في يوم من الأيام، ثم تجازيني بجيب فارغ؟! ولو ما أشتري به فنجان قهوة وأبلل به حلقي؟ ما هذا القانون؟ واعطيني فلوسي! اعطيني فلوسي!
والله إنها لبنتٌ مصيبة! كأن بها مسّ من المال! إذ ما أن وصلت إلى كلمة «فلوسي» في خطبتها الصباحية البتراء حتى أخذ صوتها نبرة هستيرية؛ جعلنا الصراخ نقفز من الفراش نحو البنتين المتعاركتين دون أن نفطن إلى أننا كنا عاريين تماما؛ خلصنا بمنتهى الصعوبة نعيمة من الريفية التي كانت قد شدت على ياقتها بكل ما أوتيت من قوة، كأنها صارت عشر نساء بدل واحدة !
لن أعرف إلى الأبد هل إثارة نعيمة الريفية كانت حقيقة، وأنها إنما تراجعت عنها خجلا مني ومن زوجتي الطليقة، أم أنه كان ضربا من التمثيل والإخراج المسرحي المُحكمين؛ فما مرت لحظة عن تخليصنا نعيمة من يدي الريفية حتى انفجرت الأولى ضاحكة، ثم اتجهت إلى حقيبتها اليدوية وأخرجت دزينة من الأوراق النقدية وسلمتها للريفية، ارتمت هذه على المبلغ، ثم أخذت تمسح عينيها من الدموع، فبدت مثل طفلة صغيرة حرمتْ من لعبتها المفضلة فملأت المنزل صراخا، ثم لما أعطيت ما كانت حُرمَت منه، انقلب بكاؤها فجأة إلى فرح منتشي تمتزج فيه الدموع بالابتسامات بل وحتى قهقهات الضحك.
بعد ذلك، عادت البنتان للاختفاء في غرفة نعيمة بحميمية منقطعة النظير، وانخرطتا في حديث ثنائي طويل تتخلله قبلٌ مسموعة ولمسات دون شك. استرقتُ وزوجتي السمع ، فإذا بالريفية تكرر على مسمع نعيمة الأسطوانة ذاتها التي كررتها على مسمعي طيلة الليلة الأولى التي قضتها معي: قالت إنها تريد أن ترتبط بالريفية مقابل أن تتكفل هذه بأداء ثمن كراء شقتها، وهو ما قبلته نعيمة فورا.
ودعتُ زوجتي، ثم خرجت للعمل وتركت السيدتين في المنزل، لم أعد إلا في المساء. ويا لهول لتكرر ما صدر عن الريفية بحيث بدت لي مثل روبو: فما خلعتُ ملابسي وتهيأتُ للاغتسال حتى وصلت الريفية وهي تغالب جر الحقيبة الممتلئة ملابسا ذاتها التي جاءت بها عشية اتفاقي معها على الارتباط بها. استولى علي الفزع، إذ خمنتُ الآتي؛ ستخطط هذه البنت الملعونة دون شك إلى الإقامة النهائية في منزلي، وقد ترسي الشاحنة المحملة برحيل بيتها مجددا في يوم من الأيام أمام بيتي ليصير لها فيه من الإرث نصيب. - مصيبة هذه يارب! قلت لزوجتي القديمة شاكيا عليها، في مكالمة هاتفية، أمر الريفية، لأكتشف أنه ما كان ينقصُ من لذتُ بها سوى هذه المكالمة كي تهرول إلى البيت مرفوقة بمخطط لن أعرف إلى الأبد أكان طوق نجاة مدته لي عن نية صادقة أم كان جزءا من مؤامرة أجادت تخطيطها النساء الثلاث: المرأة المكتنزة والريفية وزوجتي الطليقة، لدفعي إلى الهاوية؛ فقد افترحت علي زوجتي أن أغير الجو، فأرافقها إلى منزلها، حيث أقيم معها ما تيسر من الوقت تاركا المنزل للريفية ونعيمة إلى أن يتسرب الممل والضجر إليهما معا من بعضيهما، وآنذاك أعود. وهو ما قبلته فورا، ويا ليتني ما فعلتُ؛ حسبتُ حسابا آخر، سيتبدى مع تقدم الأيام حسابا أبله: فقد فكرتُ، أنني بغيابي عن المنزل، إذا ما جاءت المرأة المكتنزة، في زيارة طارئة، لقطع مغامرتها الأخرى، كما قطعتْ مغامرتها معي، أو حتى لمجرد الوقوف على ما أفعله في غيابها (وهي التي كانت قالت إنها تقبل مني كل شيء عدا أن تجد في يوم من الأيام امرأة أخرى في المنزل ولو لصداقة. أوَ لم تسمِّر نعيمة في البيت خصيصا لتشديد الحراسة علي؟)، فإنها لن تجدني فيه، وبالتالي ترتفع عني شبهة الارتباط بأي علاقة مع الريفية. كنت أقول: بذلك القبول لم أعرف أنني كنت أدق آخر مسمار في نعش إقامتي في بيتي، وأنني ساهمتُ شخصيا، عن طيب خاطر، بتحويل إقامتي في منزل، منفردا أو رفقة امرأة أو حتى بهيأة عازب يستقبل بانتظام عددا من النساء، إلى شبه حلم كما ساهمتُ بالزج بحياتي بكاملها في كابوس سأظل أتخبط فيه مثل حيوان أجرب منبوذ.
مضت الأيام الأولى لإقامتي مع زوجتي الطليقة سريعة جدا، وسخرت هي من الحيل والمغريات ما أنساني قصة الريفية ونعيمة والانهمام بمنزلي؛ فهي، أول ما وضعتُ حقيبة ملابسي ومحفظتي، اشترطت عليَّ ألا أضع يدي في جيبي ولو لإخراج فلس واحد. وذاك ما كان؛ عاهدتْ ووفت، وأقسمت ووفت القسم حقه. وضعت برنامجا مُحكما، فكانت تخصص الصباح للتسوق، فتحضر الخضر واللحوم والفواكه والمشروبات الروحية والتبغ، ثم تختفي في المطبخ لتحضير ألذ الأطباق التي ما حلمتُ بأكل أقلها كلفة وأكثرها يُسرا للتحضير أيام كان يجمعنا سقف واحد، فما أعود في الزوال، من العمل حتى أجد المائدة مزينة ومزخرفة على نحو بديع، فنأكل ونشرب وندخن ونضحك ونتبادل القبل والعناق، ثم نأوي الفراش حيث نوفي جسدينا حقوقا صارت لهما واجبات؛ نتأرجح ونسجد ونعبد، وتنبادل قطاف الزهور، ثم نطير معا في الأجواء العليا راكبين بساط الشهوات والملذات الحريرية إلى أن تنتشلنا من النزهة الليلية زقزقات العصافير وأصوات خطو المارة الذاهبين إلى العمل. هذا إذا لم يكن لها برنامج مسائي.
أما عندما يكون لها برنامج ليلي، فرنات الهواتف تأتي من كل حدب وصوب، بمجرد مرور حوالي ساعة على تناول وجبة الغذاء مؤذنة بأن وقت العمل قد حان؛ أنصرف لعملي فيما تنصرف هي لعملها: أنا لأحشو رؤوس الصغار بالمعلومات والمعارف والمهارات، تارة بسكبها قطرات قطرات في أذهانهم كما يسكب الصنبور المريض المنهك قطرات الماء في سطل عجوز، وتارة بنحتها وتزيينها في عقولهم الصغيرة كما يعالج الصانع الماهر الجدار العاري إلى أن يصير لوحة تكاد تذهب بالعقول لما فيها من نقوش ومنحوتات وقطع فسيفساء، وهي لتضع جسدها في المزاد العلني ليقتات منه المحرومون والمكبوتون، بل وحتى الأزواج الآتون بأعذار شتى...
من خلال مما تأتى لي مشاهدته مما كان يتردد على المنزل من بنات ونساء، أدركت جيدا أي عمل كانت تمارسه؛ فهي كانت تزاوج بين القوادة والدعارة؛ صار منزلها فعلا قبلة لهذا الحشد من البنات اللواتي كنتُ سمعت عنهن من قبل من خلال مغامرة عابرة لي رفقة زميل في العمل، أيام كنت متزوجا زواجي الثاني؛ حكي لي عن رجل يعيش من القوادة، متزوج له سبعة أبناء، ويحظى بشهرة في أوساط كثيرة، فأردت التحقق من الأمر، لكن أيضا الترويح عن النفس بعد مشاجرة كبرى مع زوجتي:
رحب بنا الرجل، فقدمني زميلي له باعتباري مقاولا في مدينة البيضاء، جئت خصيصا لتبديد السأم والتفريج عن النفس بقدر من النشاط، فما عرف القواد قدري حتى أخرج دزينة من أرقام الهواتف، ثم راح ينتقي أجمل البنات ويذكر عمر كل واحدة منهن واصفا هيأتها ومنزلتها الاجتماعية ومستواها التعليمي، إلى أن استقر اختياري على واحدة، فما مضت حوالي الساعة حتى جاءت صاحبتي تختال في الملابس والعطور... كانت ليلتها من الليالي الاستثنائية في حياتي لما جمعته صاحبتي بين رقي أصل اجتماعي ومستوى دراسي، وحتى رقي تعامل في الفراش. ولما علمت بأسباب تعاطيها الدعارة أحسست بقرف لم أطرده إلا بالانهيال (سرا طبعا) باللعنات على هذا النوع من الآباء الذين يسخون بأجساد بناتهم ويتحسرون على إخراج مليم واحد من الجيب؛ كانت البنت تتعاطى الدعارة لشراء الملابس والعطور والحلي، بل وحتى الكتب واللوازم المدرسية وكسب ما تجالس به صويحباتها في المقاهي وتخرج معهن إلى نزهات...
لم أنبت ببنت شفة إزاء ما كانت تفعل زوجتي الطليقة؛ ومن أين الحق لي أن أفعل؟ فأنا لم يعد يجمعني بها عقد زواج، ثم – وهذا هو الأهم – إنها سخرت من الرشاوي لشراء صمتي ما من شأنه أن يُخرسَ أعتى الرجال؛ فعندما كانت تأتيها طلبات شخصية تقتضي منها المبيت خارج البيت كانت تحرص حرصا شديدا على ألا تدع لي فرصة للمبيت وحدي في منزلها، ربما كي لا أقنط أو لا أعاتبها على الغياب؛ كانت تدعو بنتين أو ثلاثة جميلات من معارفها لا يتعدى سن الواحدة منهما سبعة عشر عاما على أبعد تقدير، ظاهريا كي يخدمنني بطهي الطعام وتهييء المائدة وتبديد الوحشة عني بإيناسي بجميل الأحاديث، ولكن في العمق ربما كي يلبين رغباتي الأخرى، ويَحُلن، من ثمة، بيني وبين إحضار امرأة أو فتاة أخرى تقضي معي الليلة في سرير نوم زوجتي الذي صار لي من الآن فصاعدا فيه نصيب مثلما صار لي على صاحبته حقوق ولها علي واجبات.
فهمت من ذلك كله أن زوجتي الطليقة رغم ما بلغته من مال وجاه ونفوذ في مجتمع من النساء والبنات اللواتي دفعتهن ظروف إلى تعاطي الدعارة والفساد كانت تحتاج إلى صاحب فاتخذتني إياه؛ أحسستُ بنشوة واعتزاز، بل وحتى بشعور المنتصر الغازي؛ فهي رغم خلاصها من قبضتي، باعتباري كنتُ رمزا للرجل، لم يكن بوسعها أبدا أن تخرج عن القاعدة التي لا تملك عاهرة واحدة سبيلا للخروج عنها؛ ما من واحدة منهن إلا وتحرص حرصا شديدا على أن يكون لها عشيق واحد، فيكون نومها مع الزبناء ضربا من الواجب المهني الذي يقتضيه الحصول على لقمة العيش وتوفير ما يدمننه من شرب خمر وتدخين سجائر، بل وحتى تعاطي مخدرات، ومن ثمة فهي لا تمنحهم من نعم جسدها إلا القشور والتظاهر، فيما يكون نومها مع من عشقت نوعا من الانصهار الصوفي الذي يكاد يعادل العبادة. ولأجل ذلك فهي لا تتردد في قبول كل ما يصدر عن محبوبها لبلوغ غاية واحدة هي نيل رضاه. كنتُ سمعتُ عن هذا كثيرا من قبل، بل ارتقيت فيه مدارج مع سيدة الصالون التي تزوجت بالمقاول الياباتي ونسرين التي تزوجت بموظف الهيئة الديبلوماسية الغربية، ولكن انقطاع العلاقة مبكرا معهما، فضلا عن أنهما لم تقيما معي في المنزل قط، حال دون وصول هذا الرباط المقدس الذي جعل زوجتني تعبدني... بعد أن كانت أنزلتني منزلة قرد أو خنزير أيام كنا نعيش تحت سقف واحد تحت شعار الزواج.
والحق أن كل البنات اللواتي ساقتهن إلي ليالي غيابها كلهن كن جميلات خلقا وأخلاقا؛ جمال إحداهن ينسي نظيره لدى الأخرى، وكن يتقن أداء الدور الذي كانت تنيطه بهن سيدتهن سرا، فيما يبدو، إذ كن لا يتدحذثن عنها إلا بنبرة خشوع وإجلال واحترام، ويعاملنني باعتباري ملكا لها دون غيرها، بل وكم من واحدة منهن نادتني بـ: «عمي» أو «خالي»، وكن يتحاشين، طوال اجتماعنا حول المائدة أو أمام شاشة التلفاز، كل ما يخدش الحياء أو ينم عن أدنى درجة من الميوعة، رغم مبالغة بعضهن في كشف أجزاء الجسد من خلال ارتداء هذا النوع من الملابس العصرية الذي صار اليوم يغزو أجساد بنات اليوم: شبه قمصان تكشف عن الصدر إلى النهدين وتبرز الجزء الأعظم من البطن، تنورات قصيرة جدا، بحيث إذا جلست إحداهن قبالتك يتعذر عليها إطلاقا أن تمنعك من مشاهدة لون تبانها، الخ... ولكن ما أن كانت جميع مصابيح المنزل تطفأ، بعد أن أدخل غرفة النوم، وتدخلن جميعا إلى غرفة أخرى للنوم، حتى تنتهي إلى أذني أصوات سمرهن الغاوية من جنح الظلام؛ يتضاحكن بغنج فاضح، تأخذ إحداهن المبادرة؛ تتظاهر بالتوجه إلى الحمام، ثم تفتعل ضلال طريق العودة، فما أحس إلا وجسد أنثوي قد اندس معي في الفراش، فيكون ما يكون إلى أن ينتهي التأرجح «المسروق»، فما تلحق السارقة بصويحباتها حتى يعلو ضحك جديد لا يتابني بنبرته أدني شك في أن مداره المغامرة التي أنهتها للتو إحداهن في سرير نومي، وهكذا إلى أن تأخذ كل واحدة منهن نصيبها من جسد صاحب سيدتها وأنال نصيبي من كل واحدة من صوحيبات صاحبتي... في الصباح، يعم المنزل الاحترام والنظام بحيث يستحيل على أحد أن يشتم رائحة حدوث شيء ما في الليل... جبل لبنان
الموضوع الأصلي : أمرأه من زمن الشياطين .. الجزءالثالث والعشرون المصدر : منتدى كل العرب
|
|