جبل لبنان شاعر منتدى كــــــــــل العــــــــــــرب
عدد الرسائل : 512 العمر : 59 العمل/الترفيه : مراسل حربى _ صحفى تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: أمرأه من زمن الشياطين ... الجزء الرابع والعشرون الجمعة 23 يوليو 2010, 10:35 am | |
|
امرأة من سلالة الشياطين الفصل الرابع والعشرون
زارتني زوجتي على غير عادتها تماما في المدرسة، خلال حصة الدرس، فما وقفتُ أمامها حتى قالت: - الحق الحق بمنزلك، فقد حولته الريفية ونعيمة والمرأة المكتنزة إلى وكر للدعارة وقبلة للوطيين ومساحقة النساء! قالت ذلك وهي ترتجف، ووجهها مصفر كأن نقطة دم واحدة لم تعد موجودة فيه. تمنيت لو كان بيدي ساطور في تلك اللحظة لأشطر رأسها إلى نصفين، هممتُ بتسديد لكمة إليها تسقطها صريعة في اللحظة ذاتها، ولكني وضعت أعصابي في الثلاجة واستنجدت بصبر أيوب فلم أفعل؛ كيف لا وهي التي أثنتني طيلة الأسابيع الثلاثة التي صرفتها معها عن زيارة الحي الذي أقيم فيه ولو للاستطلاع وتقصي أخبار ما يدور في منزلي عن بعد؟؛ كانت تزعم بأن ذلك تعبٌ تُخففه عني، وكانت توافيني بشكل شبه يومي بأخبار ما يدور في البيت، كانت تختزلها على الدوام في أن كل شيء على ما يرام. لم تحدثتني أبدا عن عودة المرأة المكتنزة؛ كانت تقول إن الريفية صارت سحاقية مائة في المائة وأن نعيمة وعدتها باصطحابها إلى إسبانيا بمجرد نجاح وساطة المرأة المكتنزة لفائدتها في الحصول على عقدة شغل في مدريد أو لشبونة، وأن المساعي ستكلل لا محالة بالنجاح، لا سيما أن زوج المرأة المكتنزة، حسب ما زعمت، تدخل شخصيا في الموضوع عبر تجنيد مجموعة من معارفه وأصدقائه من العيار الثقيل الذين يشتغلون في سلك الأمن الوطني ووزارات أخرى وربما حتى في القصر الملكي، حسب مزاعمها دائما. لماذا لم تنذرني من قبل؟ لماذا لم تخبرني إلى أن وصل الأمر إلى نقطة اللاعودة فيما يبدو؟ ثم لماذا وجهها مصفر والهلع مستول عليها؟ ها هي الشكوك التي راودتني منذ وضعتُ قدمي في منزلها تتحقق؛ لا شك أن في الأمر لغز ما؛ ماذا لو كان الأمر مجرد مسرحية أتقنت إخراجها النساء الأربع: المرأة المكتنزة، زوجتي الثانية، الريفية ونعيمة؟ انتقلت عدوى الهلع إلي نفسي واستبدت بي الشكوك والظنون. أحسستُ بأني وحيدا، لا سيمال أن زوجتي ألقت بالخبر المشؤوم مثل قنبلة ثم انصرفت مهرولة. سرحتُ التلاميذ، ثم توكلتُ على الله وأخذت طريق منزلي. قضيتًُ الوقت الطريق الفاصل بين المدرسة والبيت في التخطيط للخروج بسلام من هذه النازلة، تجاذبني رأيان: الأول أن أتوجه مباشرة إلى منزلي، وأدخُله فما يشبه مداهمة؛ أدس المفتاح، ثم أدخل بسرعة وأنظر ما يكون، الثاني أن أقوم بجولة استطلاعية حول البيت، فأشتم الأخبار من الجيران وأصحاب الدكاكين، بل وحتى باعة السجائر بالتقسيط؛ لن أحتاج إلى سؤال؛ فنظراتهم إلي ستنبئ بما يدور في رؤوسهم. لما حلت لحظة الحسم وجدتني قبالة المنزل، لا تفصلني عن الباب سوى بضع أمتار، ويا لهول ما أرى: ها هي المرأة المكتنزة تنزل من كابريوليها الناعمة الحمراء «تتبعها» مباشرة شيماء بوجهها الغارق في الماكياج ومشيتهما المفرطة في الغنج والأنوثة، كأنها جعلت جسدها طعما لاصطياد الرجال، وتسريحة شعرهما التي تبديهما مثل غلام من غلمان العصر العباسي!! استولى علي الفزع، وليتُ هاربا بخطو أبداني مثل ثعلب مذعور. وماذا بوسعي أن أفعل غير هذا؟! فلي مع هذا الغلام الذي تسمى بشيماء مغامرة سابقة كادت أن تودي بي إلى السجن لولا لطف الأقدار: قصدتُ ذات يوم، بعيد طلاق زوجتي الثانية، حانة ابتغاء بنات، وبمجرد ما شربت الكؤوس الأربعة الأولى اتضح في ذهني المخطط؛ اخترتُ بنتا وحيدة آية في الجمال، كانت تجلس على بعد بضة أمتار من مكان جلوسي، ناديتها استجابت، التحقتُ بها، وما أن جلستُ حتى تبدى أنها ولدٌ استحوذَ على علامات الأنثى بما لم يعد يدع مجالا للشك لدى رائيه بأنه حورية إغريقية، ولكن الصوت والنهدين خاناه؛ بمجرد ما عرفتُ أنني أمام لوطي تهيأتُ للانسحاب، أهديته ثلاث جعات، ثم انصرفتُ: - لماذا؟ ! ألم أعجبك؟ ! - لا، لا، أبدا، أبدا، أنت رائع,ة يا شيماء والله، ولكن لي التزامات، ثم إن زوجتي في البيت.. - زوجتك في البيت! ولماذا اصطدتني؟ - لأثرثر معك قليلا، والترتيب للقاء لاحق - وإذن اترك لي رقم هاتفك أو سجل رقم هاتفي ! - لا داعي، سأعود ثانية للحانة يوم غد غد أو بعده. ظلت عينا الغلام مُسمَّرَتين جهة جلوسي، التحقت بي صديقة أحسنتُ معاملتها إلى أن صارت ما تراني في حانة ما حتى تتنصل من كل التزاماتها وتلتحق بي، اختلينا في مائدة، عاتبتني بما اتضح معه أنها كانت تتبعت مشهد جلوسي مع شيماء: - لم أكن أعرف أنك معجب باللوطيين! - لا لا أبدا أبدا، والله أنا أكره شيء عندي هو مضاجعة اللوطيين! - ولماذا جلست مع شيماء؟ - حسبته بنتا - لن أصدقك - اسمعي، أنت لاتعرفيني جيدا، والله لن أنام معه ولو أعطاني ألفي دولار! ما أنهيتُ كلمتي هذه حتى اندس الغلام بيننا، وقرب وجهه إلى وجههي وهو يقول بمزيج من الغضب والامتعاض: - كيف؟! أنت لا تنام معي ولو أعطيتك ألفي دولار؟! كل من يعرفني حق المعرفة سيستكثر أن تنام معي، لا سيما إذا رآك جالسا الآن مع هذه العاهرة الوسخة التي لا تستحق دولارا واحدا عن الليلة! قال ذلك بلهجة ذكورية صارمة؛ اختفى الغنج وحركات اليد الأنثوية والكلام المتعهر الذي صدر منه قبل لحظات. خفتُ، استحوذ الخوف على جليستي، سعيتُ للمراوغة: - اسمعي يا شيماء! - أنا لستُ بشيماء ولا خصيتين ولا يحزنون. أنا اسمي ابراهيم ! - أقصد، ربما لم تلتقط جيدا ما كان يدور بيننا، هي لامتني على الجلوس مع الساقية وإهدائها جعتين، حسبت أنني سأنام معها فقلتُ لها ما قلتُ. - حسنا !، قالَ متظاهرا بالارتياح، ثم انصرف. احتقنت جهازي، انصرفتُ لبيت النظافة، وما أنهيتُ إفراغ الجعة في المبولة حتى امتدت يدٌ إلى شأني. قبل أن أقوم بأي حركة انحنى الغلام على شأني وأخذ يمصه مثل طفل صغير، حاولتُ التمنع، راح يستعطفني، أشفقتُ عليه، تظاهرتُ بالتلذذ برضاعته، أخذتُ أداعب فروة رأسه بحنان مصطنع، تركته يستمتع بلحظة من اللذة المسروقة إلى أن دخل أحد الزبناء، وما كان ينقصني إلا هذا كي أجد كافة أعذار الانصراف، استعطفني الغلام كي ننتقل إلى بيت نظافة النساء، اعتذرت متظاهرا بالخوف، ثم التحقتُ مجددا بجليستي وقد أقسمتُ على عدم الرجوع إلى المبولة ولو اقتضى الأمر أن أفرغ احتقاني تحت المائدة. لفظتنا الحانة، ركبتُ وجليستي في سيارة أجرة، اندس الغلام معنا: - إلى أين؟ ! - والله لن أخلي سبيلكما الليلة، اعطياني 50 دولارا لأكمل السهرة في جانة أخرى - كيف؟ ! - ما تسمعان - والله لن تأخذ مليما واحدا ! - اعطه 10 دولارات، ومُر السائق بإيصاله إلى وجهته، قالت صاحبتي مفزوعة - اسكتي يا عاهرة، اسكتي ياقذرة، قال الغلام وهو واثق من نفسه أمرتُ السائق بالتوجه إلى أقرب دائرة للشرطة، فعل، لحظة النزول، منعني الغلام بإمساكي من ملابسي بكل ما أوتي من قوة، تخلصتُ منه، نزلتُ، تبعني، هوى علي بلكمة، رددتُ عليه بمثلها، تبادلنا ضرب اليدين والرجلين، وحارسا دائرة الشرطة على مبعدة منا بحوالي 50 مترا يتفرجان في المشهد دون أن يحركا ساكنا. تخلصتُ من صاحبي، جريت نحو مبنى الشرطة، وها هو السائق يضغط ضغطا متواليا على المنبه؛ فرَّ الغلام، وإذن لا جدوى في تسجيل شكاية ضده... في اليوم الموالي ذهيت إلى الحانة خصيصا للتكفل بصاحبنا، وقد جندتُ فريقا من أصحاب السوابق الذين يستوي عندهم السجن والحرية. ما أن رآني حتى جرى نحوي، قبل يدي واعتذر لي زاعما أن الخمرة قد عبثت برأسه ليلة أمس، وعربونا على صدقه وحسن نيته دعاني لاختيار أجمل بنت في الحانة على أن يتكفل هو بالباقي. اخترتُ ضبية ذات لحم رخو طري أبيض، وعينين آشوريتين، وقامة معتدلة، وسمنة متوسطة، لن يفوق سنها 16 سنة على الأ{جح، أشرتُ نحوها بالأصبع، وقلت كوني فكانت؛ قام الغلام، همس في أذنها ببضع كلمات وها هي تجالسنا. أمطر الغلام مسامعها بمدحي، زاعما أنه يعرفني منذ سنوات، وأنني محامي وكذا وكذا وكذا..، حيتني باحترام ما كنتُ لأحلم به لولا وساطة الغلام. شربنا كثيرا وترتنا، ولما حانت ساعة الانصراف أخذنا سيارة أجرى صغيرة، اشترينا خمرا من أحد باعتها السريين، ثم أكملنا السهرة في المنزل حتى طلوع الشمس. كانت الليلة لذيذة وممتعة فعلا، وأظهر فيها الغلام كافة الشواهد والأدلة على صحة مزاعمه السابقة؛ دلف إلى غرفة النوم، وارتدى ملابس زوجتي التحتية التي لا تردتيها إلا في لقاءاتنا الحميمية في السرير، ثم طلب أغاني شرقية ما علت أصواتها حتى اهتزت أردافه برقص لم يسبق لي أن رأيت له مثيلا إلا في الأقراص المدمجة لكبار الراقصات المشرقيات: اللبنانيات والمصريات والتركيات. أكثر من ذلك طلب مشاهدة قرص مدمج كان ألح علينا بضرورة إحضاره أثناء عودتنا من الحانة، وكلفنا ذلك أن نعرج على منزله خصيصا لاصطحابه، وها هو يظهر في الشريط، في إحدى الحانات الراقية، يرقص رقصا يجنن الحاضرين اللذين تنافسوا على تنقيطه، بماذا؟ بأوراق نقدية مدسوسة بعناية في علب كارتونية: يقوم أحدهم، يفتح العلبة بعناية، ثم يخرج دزينة الأوراق النقدية ويسكبها فوق رأس صاحبنا الذي يواصل الرقص دون أن يأبه بالمبلغ المسكوب الذي لا يقل في كل مرة عن 1000 دولار، حسب ما زعم. يأتي خادم خاص، ويجمع الأوراق ثم يضعها في سلة بركن الحلبة. ومن هم المنقطون؟ كبار تجار المخدرات الذين قلما يعرفون بأي عملة نتعامل في البلاد لأن عملتهم الرسمية هي الدولار أو الأورو. على مائدة الفطور أخبرني الغلام بالصفقة التي ينوي عقدها معي بدون لف ولا دوران: - سجل رقم هاتفي. سآتيك بأجمل الحمام (هذه هي التسمية التي يطلقها على النساء والبنات)، أعرف نساء وبنات كثيرات لا تطأ أقدامهن الحانات، فيهن موظفات صاحبات سيارات، متوجات ومطلقاتـ ما يردن إلا اللهو والنشاط في أمكنة مستورة مع رجال آمنين. اشتر الخمرة والسجائر وهيء العشاء، أجيئك مرفوقا بواحدة، تمكث معك من السابعة مساء إلى العاشرة ليلا، بعدها تنصرف هي وأواصل السهرة معك حتى مطلع الصبح! سآتيك في كل يوم بجمامة جديدة. قال ذلك، ثم مد يده إلى شأني من تحت المائدة وراح يعبث به ويداعبه. تبارك الله! هذا ما ينقصنا! قلتُ في خاطري... لما انصرف الإثنان، تفقدت جيبي، فطنت إلى أن الليلة كلفتني نصف راتبي الشهري، وأنني بما صرفته من خمور على صويحبات الضبية في الحانة، وبما أحضرته من مأكولات من أحد المطاعم الليلية، وخمور من أحد باعتها السريين، قد تشبهتُ بثريّ مشرقي من حيث أدري ولا أدري... جبل لبنان
الموضوع الأصلي : أمرأه من زمن الشياطين ... الجزء الرابع والعشرون المصدر : منتدى كل العرب
|
|