جبل لبنان شاعر منتدى كــــــــــل العــــــــــــرب
عدد الرسائل : 512 العمر : 59 العمل/الترفيه : مراسل حربى _ صحفى تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: أمرأه من سلاله الشياطين الجزء السادس والعشرون الجمعة 23 يوليو 2010, 10:29 am | |
|
امرأة من سلالة الشياطين الفصل السادس والعشرون
وصلتُ إلى المنزل المقابل مباشرة لمنزلي، والذي يقع في نهاية زقاق طوله حوالي 300 مترا، بهيأة أعمى وهن، جلستُ بمحاذاة الباب، أطرقت برأسي إلى الأرض، مددت يدي أشحذ المارة وغيرتُ نبرة صوتي بحيث صار مبحوحا تماما مثل أصوات شيوخ أجواق فرق موسيقى العيطة، تصدق علي كثيرون من المارة بقطع النقدية، ساق إلي سكان المنازل المجاورة أطباق أكل وقطع ملابس بالية، أمطرتُ الجميع بالدعوات الصالحة التي اجتمع لي علمُها من أيام رحلاتي المقدسة من حي الفتح بالرباط إلى باب الخميس بسلا.
مرت حوالي ساعتين أو ثلاث على جلوسي، خرجت المرأة البدينة مرفوقة بمدير مدرستي وقد أمسك بيدها، تبعتها نعيمة وهي ملتصقة بشيماء. امتطى الأربعة سيارة الكابريولي الحمراء بقيادة العجوز البدينة، أخذوا وجهة الحديقة العمومية، خمنت أنهم خرجوا في نزهة إلى حديقة التجارب، وأنهم تركوا الريفية في المنزل لتقوم بأشغال البيت. واصلتُ تربصي، مرت حوالي نصف ساعة، وصل إلى الباب شاب أنيق، طرق، ارتمت الريفية على وجهه، أغرقته بالقبلات، ثم أدخلته. ها هي إذن تخون نعيمة، ها هي ذات عاشق سرِّي. لا هي سحاقية ولا يحزنزن! رادوتني فكرة أن أخراج البذلة من حقيبتي اليدوية وارتدائها بسرعة البرق، ثم أجري إلى البيت لأضبط الإثنين متلبسين، استهجنتُ الفكرة؛ لو فعلتُ لانهال علي سكان الحي بالحجارة وربما ساقوني إلى مخفر الشرطة بدعوى أنني جاسوس أو تحت أية تهمة أخرى.
ما مرت حوالي نصف ساعة على انصراف الشاب الوسيم حتى جاء آخر، طرق الباب، خرجت الريفية، ارتمت على وجهه، أغرقته بالقبلات، ثم أدخلته. صدقت العاهرة، زوجتي، والله؛ صار بيتي ماخورا. اتجهتُ صوب باب منزلي، وجلست على بعد أمتار منه لأتبين ما يجري فيه عن كثب، ويا لهول ما أسمع: الموسيقى شغالة بشكل صاخب بحيث تُسمعُ الأغاني على بعد عدة أمتار من المنزل، كأن الريفية اللعينة تُسمعُ المارَّة والجيرانَ ما تسمعه. وماذا تسمع؟! أغاني فاطنة بنت الحسين وحجيب وخديجة البيضاوية إلى آخر ما تقرف له أذني لأنه يذكرني بزوجتي الأولى التي لم تكن تعشق سوى هذا اللون من الأغاني البدوية، بل أكثر من ذلك كانت كلما اختصمتُ معها شغلت هذه الأغاني نكاية فيَّ، وقامت ثم لفت معصمها بفولار وأخذت في الرقص على مرأى من عيني. ما كان ينقذني من جريمة قتلها المحقق سوى الهروب إلى الحانة التي ستنتهي - شكرا لله - بفضحها على يد السكير الذي حطم الرَّقم القياسي في افتضاض البنات. ليلتها شربتُ أنخاب الخلاص حتى مطصلع الصبح وأهديت كأسا كأسا لجميع رواد الحانة...
عم صمتٌ رهيب، لاشك أن هذا اللوطي يضاجع الريفية، بدد الصمت انطلاق الموسيقى الصاخبة من جديد. ماذا؟ ماذا أسمع؟! أغاني إنيغما التي أسمعتها للمرأة الغليظة آخر ليلة جمعتني معها في الفراش! والله لقد اكتمل البهاء! من أين لك يا بنيتي هذا الذوق؟! والله إننا لنعلم البعض فيحيِّرُنا بما يأتيه من زعم التفوق في ما علمناه وهو فيه أمِّي! لا شك أن البدينة القذرة هي التي أرشدتها إلى الأغاني مُكررة مثل ببغاء الدّروس التي لقنتها إياها حول موسيقى العصر الجديد وفرقة إنيغما وغريغوريان سادة الترانيم... لو كانت لي بندقية لدخلت للتو وأفرغتها في رأس الإثنين، يدنسان الجسد والفنَّ بعفونتها المقرفة.
ماذا أرى؟! يا سلام! ها هو موكب العاهرات واللوطيين قادم، رست الكابرليولي الحمراء أمام الباب، أول من خرج منها زعيمة العصابة، نزلت وهي تزهو فرحا ونشاطا، ما انتهت إلى أذنيها أغاني إنيغما حتى مالت بجسدها مرتين، ثم أمسكت بيد المدير الذي بادلها حركة أبدته بدويا حتى النخاع. والله إن هذا هو المنكر عينه! يرقص على أغنية «ذنبي Mea Culpa» بارتعاش من الكتفين كأنه يسمع أغنية من أغاني القصبة والدربكة للمغرب الشرقي. مالك والغناء والرقص يا شيخ؟ ! أحرى بك أن تلازم المسجد ليل نهار لما تقترفه من نفاق عساه يغفر لك! أطلقت المرأة المكتنزة إشارة يد وها هي نعيمة تنزل من خلف السيارة محاطة بشيماء ولوطي آخر أشقر الشعر متنكرا في زي النساء، بدت نعيمة وسطهما ببذلتها الرياضية مثل رجل مزهو بحظه بين النساء. انصرف المدير لأداء دور الحمال يُنزل ما في الصندوق الخلفي للسيارة مما تبضعته الجماعة، وخمنت أنه لحوم وخضر وفواكه وزجاجات خمر، فيما اتجهت المرأة المكتنزة نحوي ودسَّت في يدي قطعة نقدية لم أتردد في قبولها متظاهرا بالفرحة العارمة، أمطرتها علنا بأفضل الجعوات وسرا بأبشعها.
ما سمع اللوطيان صوتي الذكوري الأجش حتى هرولا نحوي متظاهرين بالالتحاق بالمرأة المكتنزة فيما كان قصدهما مراودتي؛ اقتربا مني أكثر مما كان ينبغي، صوَّبا نظرات شهوية في شأني، دنت الشقراء مني، سألتني: - أتريد شغلا مضمون الراتب؟ ! - أطال الله عمرك يا سيدتي، أنا لا أقوى على العمل - هو عمل بسيط ، لا يقتضي جهدا بدنيا، ثم إنه مليء بالبهجة والسرور - أطال الله عمر سيدتي، أنا منع علي الطبيب منعا قاطعا مزاولة أي شغل؟ - ويلي (بصوت غنج)، أو منع عليك النوم مع زوجتك؟
أوصدتُ في وجه اللوطي باب الكلام؛ رنمت بصوت عال: - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، باسم الله الرحمان الرحيم، قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق...
ثم واصلتُ ترتيل قسم مما حفظته من السور المقررة للتلاميذ، ما مرت لحظات حتى اجتمع أطفال من حولي يرافقون تلاوتي، غلبني الضحك، هششتُ عليهم بالعصا مثلما يهش الراعي على الأغنام، راقتهم اللعبة، انقلب المشهد إلى فرجة، خرج المديرُ من المنزل، صرخ في الأطفال: - اخلوا ساحة هذا الرجل المسكين ! أما تستحيون؟ لعنة الله عليكم ! أهذا ما تعلمتم في المدرسة؟ !
تفرق الأطفال، تظاهرتُ بالرغبة في الانصراف، امسكني المدير من اليد، خطا معي حوالي خمسين مترا، حيث أخذتُ سيارة أجرة وعدتُ إلى الفندق. على امتداد الطريق التي رافقني فيها، أصمى المدير أذني بالتشكي من أطفال اليوم، وقال إن ترنمي أعجبه، وشفع زعمه بأن أحب شي إلى نفسه القرآن، بل ومضى بعيدا فتكرم علي بلقب «الفقيه»، وسجلت أنه لم يخرج مليما واحدا من جيبه للصدقة!
وصلت الفندق، اختليتُ في غرفتي، قضيت ليلة بيضاء أستعيد شريط اليوم...
في الصباح الباكر قصدت أول عيادة طبية خصوصية، اشتريتُ إجازة مرض لمدة أسبوع من طبيب حرصتُ في انتقائه على أن يكون جائعا حتى لا يرفض طلبي، أرسلت الوثيقة إلى المدرسة مع زميل لي في العمل، وما مضت ساعة حتى كنتُ على مقربة من بيتي جالسا بهيأة الأعمى الشحاذ الذي كنتُ إياه نهار أمس، بيد تلتقط الصدقات وعين مسمرة، من وراء النظارتين الشمسيتين، على باب المنزل. على الساعة الحادية عشرة بالضبط دبت الحركة في البيت، فتحت النوافذ وانطلقت موسيقى هادئة، بعدها بحوالي نصف ساعة خرج جمعٌ من البنات والرجال واللوطيين المتنكرين بهيأة نساء. ذُهلتُ. أين نام كل هؤلاء؟ ! بيتي لا يسع هذا العدد كاملا ! لا شك أنهم قضوا الليلة في السهر، ثم ناموا في فراش واحد. والله ما يكون حدث سوى هذا. لقد أقاموا أورجيا (orgie) ليلة أمست، تنايكوا جميعا. تذكرتُ أمنية البقرة المكتزة: - اسمع يا حبيبي! أنت أعطيتني ما لم يعطنه رجل من قبل. ارتويتُ، ولكني متلهفة على تجربة واحدة: تمنيتُ جماع قطيع الثيران - قطيع الثيران؟؟ ! - إيه، ألم يتحدث فاتسلايانا عن جماع قطيع البقر؟ ! - أووووه ! فهمتُ ! - أليس من حق المرأة أن تستوي مع الرجل في الرغبات وتمارس ما يمارسه على قدم المساواة؟ - بلـى (على مضض).... - وإذن أعول عليك في اختيار ثلاثة أو أربعة من أجمل أصدقائك وننام في فراش واحد... - اتركي لي وقتا للتفكير...
حان وقت انصراف السكان للعمل، وقفتُ ولأول مرة، منذ إقامتي في هذا الحي على التناغم القائم بين زوجات وأزواج العديد من جيراني المتزوجين: هذا يخرج من منزله وهو يمسك زوجته من اليد، ذاك يُركب زوجته وأبناءه في السيارة، وينطلق في بهجة ملحوظة. لمتُ نفسي. لو فعلتُ مثلهم لكنت أنعم الآن بالطمأنينة والأمان. والله ما أكون إلا سائبا أو قليل تربية ! أوَ يكونُ هذا الشاب حديث الزواج أعقل مني؟! ها هو يخرج من أحد الطوابق العلوية للعمارة يختال وزوجته الصغيرة، كأنهما ملاكان في السعادة يرفلان. لأتزوجنَّ حالما أجتاز هذه الملحمة الجديدة بسلام.
انصرفتُ أستعرض زوجاتي المحتملات ممن عرفت من النساء والبنات، ثم يا للهول! ماذا أرى؟ ها هو الشاب الذي شاهدته قبل لحظات مع زوجته الشابة يعود، يقف أمام باب بيتي، طرق باب منزلي طرقا خفيفا. خرجت الريفية والمرأة البدينة، علت وجهيهما ابتسامة مشبوهة، اختفى الثلاثة داخل البيت. لا حاجة لبذل مجهود لفهم هذا الشريط الواضح وضوح الشمس: أوصل الزوج الشاب زوجته إلى سيارة أجرة ثم أوهمها أنه ذاهب للعمل وعاد ليعمل في أفخاذ النساء... علت موسيقى أحد أغاني فرقة إنيغما. أيقنت أنه ينيك الآن إحدى المرأتين أو هما معا. لعنتُ الجميع، أدركت الآن فقط أنه فعلها بي يوم عدتُ دون سابق إعلام إلى البيت أيام كانت الريفية تقيم معي، ووجدته في منزلي. كانت الصورة التي أحملها عنه أكثر من أن تقنعني بإحاطته بشك أو شبهة. قالت الريفية: - أنا التي ناديته، ليساعدني في إصلاح قنينة الغاز؛ تسرَّب الغاز من الفرن، خشيت انفجار القنينة، خرجت إلى الحي أستنجد بأول مار، فصادف أن كان جارنا! - أووووه ! حمدا لله على السلامة، والله إني لا أملك كلمات لشكرك يا جاري العزيز!، قلت للخائن الذي مضى والفرحة تطير من عينيه، دون شك، لأن الحظ تأخر بي، فلم أضبطه نائما في غرفة نومي مع صاحبتي.
هاي هاي!! ما أراه أغرب من الخيال! صار بيتي محجا للزناة واللوطيين والسحاقيات وأنا على قيد الحياة؟! هذا كله يحدث في منزلي وأنا قاعد في دار غفلون؟! كأنني كنت من أصحاب الكهف! لأجاهدنَّ فيهم وأنال الأجر والثواب. غادرتُ الحي مصمما على شراء مُدية أو بندقية؛ أترقب أن يحتشد أكبر عدد منهم في البيت، ثم أقتحمه وأخلف من الساقطين على الأرض أكثر من الواقفين! جبل لبنان
الموضوع الأصلي : أمرأه من سلاله الشياطين الجزء السادس والعشرون المصدر : منتدى كل العرب
|
|