جبل لبنان شاعر منتدى كــــــــــل العــــــــــــرب
عدد الرسائل : 512 العمر : 59 العمل/الترفيه : مراسل حربى _ صحفى تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: أمرأه من سلاله الشياطين ... الجزء الثانى والعشرون الجمعة 23 يوليو 2010, 10:40 am | |
|
امرأة من سلالة الشياطين القسم الثاني والعشرون
بددَّت زوجتي الطليقة خوفي بتصرف اعتبرتُه ممعنا في السادية؛ فما أن جلستُ قبالتها حتى أخرجت سيجارا كوبيا من النوع الرفيع، ثم أشعلته، وراحت تدخنه بنشوة متبرجزة وهي تحتسي بين الفينة والأخرى كأس الخمرة الذي تولت بنفسها سكبه بحركات طقوسية لا يعرفها إلا أعتى السكيرين. انتبهتُ لأول مرة لما كانت ترتديه من حلي وملابس فهالتني علامات البذخ والثراء الذي تنطق به كل قطعة من قطع ثوبها وكل أداة من أدوات الزينة التي حرصت على عرضها بمنتهى العناية. احتقرتُ نفسي عندما تذكرتُ ما راج في ذهني قبل قليل لمَّا ظننتُ أنها ستقيم القيامة وهيأتُ نفسي لإلقاء وحي من الأعذار والأكاذيب؛ فالترجمة الواحدة والوحيدة لهيأتها ونبرة كلامها معي لا يمكن أن تكون أي شيء آخر سوى: - حسنا فعلتَ عندما لم تف بوعدك في إرجاعي مجددا إلى بيت الزوجية! ضائعة كل الأيام التي قضيتها معك وراء تلك القضبان التي يسمونها الزواج!
سألتني عن أحوالي، بادلتها السؤال نفسه، ثم دار بيننا حديث تافه جرَّته جرّا نحو وقائع حياتها التي أعقبت افتراقنا والتي جعلتها ما هي عليه الآن؛ قالت إنها سافرت إلى إحدى دول الخليج، واشتغلت عاملة نظافة عند أسر عديدة، ثم في فنادق. هناك تعرفتْ على نعيمة التي كانت تشتغل بدورها خادمة في العديد من الأسر الراقية، قبل أن تفر نهائيا إلى المغرب في انتظار أن تحصل على تأشيرة سفر لإسبانيا وتعود إليها مجدَّدا؛ فهي كانت في الأصل تشتغل في إسبانيا، ومن سوء حظها أنها لدى تأهبها للعودة من سفر قصير إلى المغرب، بسبب مرض أمها، فوجئت بإقرار الحكومة الإسبانية التأشيرة على المغاربيين! - حظ نعيمة أسود والله، قالت زوجتي؛ ففي إسبانيا تركت حوالي 5000 دولارا مما كان اجتمع لها من مال مُساحقة النساء. كانت تدوِّخُ النساء الإسبانيات تدويخا؛ يستحيل أن تشتهي جسد امرأة فلا تسوقها إلى الفراش. أكثر من ذلك، اصطادها أحد الإسبان مرة، فساقها إلى منزله، وقدمها لزوجته عارضا عليها أن تصير نعيمة خادمة بيتهم الجديدة، فقبلت الزوجة، وما مضى أسبوع حتى طردت الزوجة رب البيت، وارتبطت بنعيمة التي عرفت بذكائها ودهائها كيف توقظ في الزوجة الرغبة السحاقية التي كانت كامنة فيها منذ سنين، دون أن تعلم، فصار مجرد ذكر الرجال يثير في زوجة الإسباني (سابقا) القرف فأحرى أن تنام معهم. كاد الزوج أن يأكل رئتيه حنقا، فهدد، وبكى وشكى واشتكى وانكسر، ولما يئس حمل أبناءه الثلاثة وغادر المنزل، فلم يجد الجميع بدا من مباركة هذا الرباط المقدس، وصار الأب والأبناء يترددون مرة في الأسبوع على بيت العشيقتين اللتين كانتا مصرتين على الانتهاء بالاقتران بعقد زواج ولو وقفت في وجههما عقبات العالم أجمع...
بعد أن يئست نعيمة من السفر مجددا إلى إسبانيا، غيرت الوجهة مؤقتا؛ حصلت على عقد شغل في الخليج، فقررت أن تشتغل بضع سنوات هناك إلى أن تجمع لها مبلغ محترم من المال يتيح لها الحصول على تأشيرة سفر لإسبانيا باعتبارها سائحة، وهناك، ما أن تطأ قدماها أرض الإسبان حتى تختفي الاختفاء النهائي في بيت حبيبتها ماريا. فعلا، جمعت في السنتين الأولى والثانية مبالغ محترمة، من الشغل، لكن أيضا من السحاق حيث نالت شُهرَة خاصة هناك، في البلد الخليجي، وكانت الطلبات تتهاطل عليها تهاطلا من نساء بعض رجال الأعمال الذين يقضون معظم الأوقات في السفر مع حبيبات سريات في أوروبا ومصر وبلدان المغرب العربي، ولكنها كانت تبدد، خلال العطلة الصيفية، كل ما تجمعه في فنادق الرباط وملاهيه ومراقصه الليلية على البنات؛ تدخل إلى الحانة، وما أن تتناول ثلاثة كؤوس إلى أربعة حتى تستيقظ فيها شهوة السحاق، فتختار أجمل بنت وأصغرهن في المكان، ثم تدعوها للسكر، فتنفق عليها مبالغ طائلة في الشراب، إلى أن يبدو غبش الصبح، وآنذاك تسوقها إلى البيت، فتقضي معها الليلة مثلما يقضي الرجل الثري ليلته مع بنت صغيرة..
ولكنها في هذا الصيف عادت إلى المغرب عودة نهائية، مثل رجوعها من إسبانيا تماما، إذ تركت كل أموالها هناك؛ فقد اشتغلت في أسرة عديدة الأفراد، فلم تقو على الاستجابة لرغبات جميع إناثها في السحاق، فارتبطت سريا بسائق مصري كان هو الآخر قد ضاق ذرعا بطلبات ذكور البيت، فوقع الإثنين في حب سري شبه سوريالي، لا معنى له إطلاقا؛ كان السائق المصري لوطي مائة في المائة مثلما كانت نعيمة سحاقية مائة في المائة، وذات ليلة خططا معا للفرار، فلم يحملا سوى جوازي سفريهما ومبلغا من المال يتيح لهما الرجوع إلى البلاد، فغادرا المدينة ليلا إلى حدود بلد مجاور، ومن هناك استقلا شاحنة نقا بضائع أوصلتهما إلى عمان فاستقل المصري طائرة إلى مصر فيما استقلت نعيمة أخرى إلى الدار البيضاء لتعود العودة النهائية...
ثم، أضافت زوجتي السابقة، كان من لطف الأقدار أنَّ الريفية لانت ولم تعترض على مرافقة نعيمة إلى البيت؛ لأنه سبق لها أن لعبت مقلبا لنعيمة ذات ليلة، حيث كانت هذه قد صرفت مبلغا طائلا عليها، وكانت الريفية تعلم علم اليقين سبب سخاء جليستها؛ كان لمساحقتها وليس لأي شيء آخر، فهمَّت ذات لحظة بمغادرة المكان بذريعة أنها ذاهبة للمرحاض، وكانت تنوي إطلاق ساقيها للريح، فعلمت نعيمة بنواياها، فأمسكتها من ياقتها، ثم وجهت لها صفعتين قويتين، مثل صفعتي رَجُل، أرغمتاها على الجلوس، فجلست، وتظاهرت بالإذعان، ولم يكن في استطاعتها أن تفعل أي شيء غير ذلك، إذ ساند حُراس الحانة نعيمة كما ساندها كل الرواد الذين يعرفونها حق المعرفة: - غير معقول إطلاقا ألا ترافقيها! فهي أنفقت عليك مبلغا محترما ليس صدقة ولكن لتنامي معها في الفراش الليلة، وليس لائقا ولا معقولا أن تضحكي على ذقنها!
قالوا ذلك، ثم تعاونوا وتعاضدوا؛ حملوا الريفية، بكل ما أوتوا من قوة وأجلسوها بجانب نعيمة... وذات لحظة استغفلت الريفية نعيمة بتواطؤ مع إحدى الساقيات، ففرت من إحدى نوافذ الحانة، وقفزت إلى الشارع ثم أطلقت ساقيها للريح.
عرفتُ من سياق الحديث أن أول ما قامت به نعيمة، بعد خروجها من بيتي، هو زيارة زوجتي الثانية، ثم ذهبتا معا إلى حانة بحثا عن رفيقة سمر أخرى، فشاءت الصدف أن تلقي نعيمة القبض على الريفية التي، أمام الأمر الواقع، لم تجد بدا من الاستسلام؛ لم تنبس ببنت شفة ولم يكن أمامها أي حل آخر سوى الإذعان لرغبة نعيمة في المبيت معها. ومن هناك كانت القبلة منزلي...
هالني ما سمعته عن نعيمة، ولكنني تظاهرتُ بأنني كنت على علم بقين بالحكاية، ثم اختلقتُ فذلكة بسرعة قياسية كنتُ سأزعم فيه لزوجتي بأنني مدين لمشغلة نعيمة بمبلغ 5000 دولار، وأنها أحضرت نعيمة للإقامة معي خصيصا لتشدبد الحراسة علي إلى حين تمكني من توفير الدين الذي علي، ثم تغادره. ولكن انشغالات زوجتي كانت أكبر من النزول لتفاهة استنطاقي حول علاقتي بنعيمة أو سيدتها؛ على نحو غير متوقع تماما، عانقتني، وقالت إنها رغم كل ما حققته من ثروات، فإن الحنين لا زال يعاودها إلى أيام كنا متزوجين. أكثر من ذلك، عبرت عن سعادتها القصوى بما فعلته الصدفة عندما ساقتها إلي الليلة:
- ليس من عادتي قضاء الليالي خارج منزلي أو فنادق المدينة وحاناتها وملاهيها الليلية، إنما هي تقلبات الأحوال لا غير؛ فهم يشنون الآن حملة على الفساد، بل وحتى على الإقامات السرية التي يفد إليها الخليجيون خصيصا لممارسة السياحة الجنسية، وهذا هو السبب في قبولي دعوة نعيمة الليلة! ولكنني لا أقوى على التعبير عن فرحتي وسعادتي بلقائك مرة أخرى!
قالت ذلك، ثم عانقتني فغرقنا في قبلة عميقة، لم أدر كم وقتا استغرقته، بعدها انتشلت فمها من فمي، ثم أبقت على مسافة بين جسدينا لتفتح حديثا دار كله حول علاقتنا الماضية منذُ أوقعتني في فخ افتضاضها كي أتزوجها قسرا إلى أن استحالَ استمرارُ العشرة بيننا وطلقلنا بعضنا بعضا. لو تأتى لشخص ثالث حضور ذلك الحديث الذي دار بيننا لما تردد في اعتبارنا طفلين. نعم، تجاذبنا أطراف الحديث مثل طفلين صغيرين؛ عاتبتها مرارا على بعض ما كان يصدر منها تجاهي أيام كنا متزوجين، وقلبت التهم علي بصوت فيه الكثير من الغنج والانكسار. وأكثر من ذلك، تجاوجنا تبادل العتاب إلى ارتياد أماكن للقول خارج كل القيود والأصفاد التي تغلل لسان الزَّوجين. أحسستُ لأول مرة، على مدار تاريخ علاقتي بها، بأن من حقي أن أقول ما شئتُ، بمنتهى الحرية، وأظن أن الإحساس نفسه هو ما كان يقف وراء ما كان من المستحيل أن تتفوه به لو كانت لازالت تحت ذمتي؛ أسرَّت لي بأنها خانتني مرارا أيام زواجها بي، كما اعترفتُ لها بأنني خنتها مرارا، جاولتُ أن أستل أسماء بعض ممن خانتني معهم، لكنها استعظمتْ أن تذكر ولو اسما واحدا؛ امتنعتْ امتنعاعا قاطعا عن ذكر أي اسم، وياليتها لم تفعل؛ فقد أبقى امتناعها امتنعاها باب الاحتمال مشرعا على مصراعيه، فقادتني الشكوك والظنون في تلك اللحظة الوجيزة إلى الارتياب في جميع الرجال الذين وطأت أقدامهم منزلي وقدمت لهم زوجتي (سابقا) هذه، بدءا من إخواني في الدم، مرورا بزملائي في العمل، وانتهاء بأصدقائي، وفي مقدمتهم ذاك الذي أخفى عندي الأشرطة البورنوغرافية بدعوى أن الشرطة تحاصر منزله وتتعقب جميع خطواته. طردتُ هذا الأفق من التفكير بسرعة لأن معرفة الحقيقة لن تغنيني ولن تسمنني من جوع؛ فالمرأة التي قد يفترضون أنهم دنسوا شرفي عبر جماعها طلقتها تطليقا، ثم هي صارت الآن عاهرة، وفوق ذلك كله أنا غلظتُ الأيمان بعدم الزواج مجددا... وأخيرا هي لم تحاول أبدا معرفة اسم أي امرأة من النساء اللواتي خنتها معهن.
لم تسعني الدنيا فرحة عندما، في نهاية النقاش، حملت زوجتي (سابقا) راية الاستستلام؛ اعتنقت فكرتي القائلة بأن زواجي وإياها، بالطريقة التي تم بها، كان ضربا من النصب والاحتيال الذي كنتُ ضحيته، ثم إنها تفهمَت خيانتي إياها مع خادمة المنزل وعدد من صديقاتها اللواتي قدمتهن لي إلى أن فرضت احترامها علي؛ تبدت امرأة ناضجة جنسيا نضجا لا علاقة له بالبنت المكبوتة التي كانت زوجتي؛ لأول مرة في تاريخ علاقتي بها فهمتْ معنى الاستيهام ودوره في إنجاح العلاقة بين الزوجين، أكثر من ذلك صرفت وقتا طويلا في تفسير ما كنت لا أوافيها إياه إلا بالتلميح، أيام كنت أطلب منها أن تلعب أدوار زوجتي وأختي وأمي وعاهرتي وصاحبتي وخليلتي، الخ.. فيما كانت تسمني بالحمق والخرف.
عندما نال مني التعب والإرهاق والسهر، كانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحا. تهيأت للانصراف إلى غرفة النوم عازما على ترك زوجتي (سابقا) تنام في صالون السمر. والحق أن رغبة عارمة كانت قد اشتعلت فيَّ للسجود في محرابها مجددا، ولكنني استعظمت ذلك للفارق الذي ارتسم بيننا؛ فهي حدثتني طوال سمرنا بلكنة شرقية أبدتها مثل سيدة نزلت للتو من نجد أو الحجاز. ومثل هذا الصنف من النساء يلزم المرء، للسجود في محرابه، أن يملك ثروات طائلة وأنا مجرد معلم فقير. لا شك أن ذلك إنما تأتى لها من كثرة الساجدين اللذين أشرعت لهم محرابها طيلة المدة الفاصلة بين طلاقها والآن.
شيء واحد شغلني ومنع عني النوم؛ الريفية. ما حكته عنها زوجتي الأولى بدَّد فجأة اطمئناني السابق بخصوص الراحة التي ستكون قد جلبتها لنفسها وللرجال جراء تحولها إلى سحاقية. ها هو يتبدى أن استسلامها لنعمية قد لا يعدو مجرد مسرحية أتقنت أداء دورها لكونها وقعت في فخ نعيمة بما لا مجال للإفلات منه. من يدري؟ فربما يطير منها السكر صبيحة غد فتنقلب على نعيمة أو عليَّ نفسي فتحول المنزل إلى حلبة من العراك؟! لما تمكن النوم مني كنتُ قد ابتهلتُ إلى الله عشرات المرات بأن تنقل نعيمة عدوى السحاق للريفية على نحو ما ألصقتها بالعديد من الإسبانيات، وربما الخليجيات أيضا، فتهيم الريفية بها وتنذر قلبها لها. جبل لبنان
الموضوع الأصلي : أمرأه من سلاله الشياطين ... الجزء الثانى والعشرون المصدر : منتدى كل العرب
|
|