سلسلة فاعتبروا ياأولى الأبصار
صاعقة أليقين
عندما تهب كارثة ألزوال ( ألموت ) تتحطم نفوس قد خاضت فى ألحضيض من رواسب ألأقوال والأفعال وألأعمال ،ونفوس ترتقي بصاحبها إلى ملكوت من أللذه وتسبح في عالم رائع وغريب يكلل عملها على ماصبرت ، وأستكانت ، وسهرت ، وذابت في بحار من لذة السكون الخاشع المحيط للنفس بالأمان وألإستقرار ، وهى تسجد لربها لتعترف بنعمه وتفضله عليها وبذنوبها عسى أن يرحمها ويغفر لها،وشتان مابين ألنفس ألأولى ، وألنفس ألثانيه،فإجهاش ألبكاء لن يجدي حينما تأتى ساعة ألصفر وألخسران ألأبدى وتأتى عاصفة(أليقين ) ،ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من (أليقين) فالإقرار به لايقبع ولا يستكين إلا فى داخل و عمق كل قلب عبد مؤمن يعلم أن ألله حق ،وأن وعده حق ، وأن ألنار حق ،وألجنة حق وألموت حق بالقلب لاباللسان ، ثم ترى أثر ذلك نوراً يضىء أفعاله وأقواله وأعماله ، لأنه يراقب نفسه وهو يعلم يقينا أن الله يراقبه،وألعجيب فى ألإنسان إنه يحوِّل نعمة أللسان إلى آفة أللسان وكأنه إستوقد لنفسه نارا ليحرق نفسه ،ومن هنا وهوعلى هذه ألقمة من ألغباء ، يجد ألشيطان يفتح له فاه ليلتهم كل المبادىء وألقيم وفضائل ألأعمال حتى تأتى ساعة اليقين ، فيهب كعاصفة تدمر كل شى من أمانى وأهواءوللسفر ومفارقة ألأحباب ،وأشياء غيرها قد كان يرتكن إليها ألإنسان فى غفلته فلم يعد لنفسه زاذا ، وأطاحت به أهواءه إلى جب سحيق، فقد قال تعالى فى سورة التكاثر (كَلا سَوفَ تَعْلَمُون* ثُمَّ كَلا سََوْفَ تَعْلَمُون*كَلا لَوْ تَعْلَمُون عِلْمَ اْلْيَقِينِ* لَتَروُن اْلْجَحِيم* ثُمَّ لَتَروُنَهَا عَيْنَ اْلْيَقِين*ثُمَّ لَتُسْئلُنَ يَوْمئِذ عَنِ اْلْنَعِيم )من آية 3-8 ،فلو تمعنا فى تحذير الله سبحانه وتعالى وتكرار التحذير فهذه كارثة ومصيبه لمن لم يتدبر ويتقى فهذه ألآيات جد أفظع من خطيرة وفيها السر فى ألسعادة أو الشقاء وللعارفين الخاشعين تحفيزا وتجديدا للارتقاء بالهمة فالإنسان المؤمن المخلص يرى وعود الله إنها حقه فيرى كل شيء من هذه التحذيرات أنها حقه وحقيقه، فلن تغيب عن وجدانه وكأنه يراها بعلمه وكيانه متمثلة أمامه، لن تفارق مخيلته ولاقلبه ، فيعيش من وعيد الله فى رعب من أن يخطئ فيسهر الليل يناجى ، ويدعوا ، ويبكى ، ويصبر ، محتسبا أجره على ألله ،وحين يأتى أمر ألله تأتى صاعقة أليقين عليه ، ولكن بشكل يختلف إختلافا كثيرا فهى سوف تدفع عنه وعن قلبه وكيانه وحشة الفقر ووحشةألإنتظار ،وجور السفهاء عليه ، وملطمة التهاوى بين الحق والباطل ، وتوصله لرحمة الرحمن ، والشوق إلى ألجنة وخالقه ،وتتتنزل عليه الملائكة بالبشرى ويرفع عن عينيه الغطاء فيصبح بصره حديدا (أى قويا جدا يخترق ألحواجز فلاشىء إلاوهو يراه حتى لوكان شاسعا فى البعد أو تخفيه حواجز أو عقبات ) وتزج به هذه العاصفة اللذيذة فى عالم ظل محروما طول عمره من أن يرى قبسا ضئيلا منه ،فقد نال شرف الرضا وهرب من سعيرألذنوب ، ومن خوفه من أن تجترفه ألغفله ،ونال سعادة المصير، وهرب من أهوال يوم البعث لأنه مات مؤمنا،فسوف يظله الله تحت ظل عرشه فى يوم لاظل إلا ظله ،كما أن ألكافر سيرى (عين أليقين ) ولكن لابشرى ، ويرى التنكيل والعذاب كعاصفة تطيح بكل آماله وأحلامة وتودى به للخسران فى لحظة مؤلمه، ،فكلنا نعلم ماهية الموت ،ورأينا مناظر المحتضرين ،وأجنحة ألموت تطبق على أنفاسهم وهم يذوبون تحتها ،ألما وحسره ،نراها من خلال نظراتهم وأهاتهم ألحزينه ألمكبوته تتخافت رويدا رويدا تنتزع معها ألروح من ألجسد إنتزاعا حتى يخفت ألجسد نهائيا ونحن ننظر ونرى ولكن لاحول لنا ولا قوة لانستطيع أن ننقذ أحبائنا من بين براثن الموت ولم نتعظ ممانرى ،وهذه للأسف (كبوة ألغفله )قال تعالى (ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر)أى فهل من متعظ ،أخي ألحبيب يدعوك رب ألعزه أن تتقى غضبه ،ويدعوك أن تكون من أهل دار السلام فهل ستستجيب ؟؟؟إن ألموت سيأتى فجأه فكيف ستستقبل عاصفة أليقين ؟؟ ومن أى ألنوعين ستأتيك ؟؟وماذا أعددت لها من ذاد حتى تغط عيناك فى ألنوم وأنت مطمئن ؟؟ إن ألإنسان فى الحقيقة غريب على هذه الدنيا ولكنه تجاهل ذلك فبدلا من أن يعمِّر آخرته وهى دار ألقرار وألإستقرار ،عمر دارا ليست له إنما لمن يليه عليها وتركها له ،خاسرا كل ماأكتسبه من حطام ظل يجمع فيه بكل ماأوتى من قوه ولم يتعظ من قصة قارون الذى علمه الله كيف يصنع ألذهب من حبات الرمل حتى أصبحت مفاتيح كنوزه لن تستطيع فئة كبيرة من الرجال الأشداء أن يحملوها وخسف الله به وبداره الأرض ومازالت آثار قصره باقية منها الأدوار العلوية يروح ويجىء عليها السياح من كل مكان عبرة لمن أعتبر وغيرها وغيرها الكثير ، إسمع ياأخى عمر بن الخطاب رضى الله عنه يصف بيت ألنبى ألذي علم أنه غريب وقال لك عش فى ألدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعمل هو بهذا ولكنك لم تقتدى به ولم تستحى قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه (حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لاضيقة ولا واسعه ،وسط بين ذلك قواما ،وإذابحصير فى وسطها، وعلى ألحصير فراش نوم الرسول صلى الله عليه وسلم وسادة حشوها ليف-وغطاء يقيه البرد ،غير دافىء لئلا يبعث الكسل ولاناعم فيجلب الرقاد ،ولقد نظر عمر ثم نظر:فما وجد إلا حفنات من شعير،وسواك ألرسول،وما لا قيمة له من ذاد دار زائله،فخير بانيها ياأخى من خف حمله فيها،وأستخدمها لما بعدها ،فإن ألدنيا تخدم من إذا مدت إليه (باعها) باعها،وتستخدم من إتبع هواه فأطاعها ، فهذه تذكرة ياأخى لي ولك ولجميع من يعلمون أن وعد الله حق وأن ألموت قادم لا محالة يحمل بين طياته ماخفى عليك من حقائق وأهوال وسوف ينشئنا الله فى مكان آخر حتى يقوم الناس لرب العالمين وهناك فى عالم البرزخ ستمكث ماشاء الله أن تمكث ربما لعشرات السنين أو ألاف السنين أو لملايين ألسنين ستعيش بروحك وذرات جسدك برغم تحللها فى تربة ألارض وككيان واحد وأحاسيس ثابته أثبت حقيقتها ألعلم وليست من دروب ألتخمين أو ألخيال وألله يدعوك للبحث والعلم والتأمل حتى ترى بنفسك ألحقائق ألغائبة أمامك تقتلع كيد ألمنافقين وألكافرين وألمكذبين ،قال تعالى(نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ اْلْمَوْتَ وَمَانَحْنُ بِمَسْبُوقِين*عَلَى أَنْ نُبَدِّل أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِى مَالا تَعْلَمُون )آيه 60-61 من سورة الواقعه ،فيجب عليك ياأخى أن تكون حريصا كل الحرص على ألتزود بالزاد وتعمل بأمر ألله الذى أمربه الرسول فقال تعالى
(وأعبد ربك حتى يأتيك أليقين) ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
وإلى لقاء آخر إن كان لى فى العمر بقيه
ساديكو

يقينا لقد فجرت في نفوسنا عاصفة اليقين
حمدا لله على سلامتك شيخنا الفاضل
لقد اطلت الغيبه واشتاق الى كلماتك بيت العرب
جزاك الله عنا خير الجزاء