مشرف المنتدى الاسلامىعدد الرسائل : 1387 العمر : 61 العمل/الترفيه : رئيس قطاع بمصانع أعلاف بشركة خاصة تاريخ التسجيل : 01/09/2011
موضوع: دور المرأة في الثقافة الإسلامية الجمعة 04 أكتوبر 2013, 11:22 pm
اقتباس :
الحمد لله خالق الذكر والأنثى، خالق الليل والنهار، خالق العشي والإبكار، خلق الأضداد فتكاملت أدوراها، وتنامت علاقاتها، وجعل لخلقه ناموسا يحكم حياتهم، وينظم واقعهم، ويحدد أدوارهم، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيد الأولين والآخرين الذي ابتعثه الله رحمة للعالمين، وهداية للأولين والآخرين.
وبعد: لم تحز المرأة على مكانة في المجتمعات الإنسانيّة أعظم من المكانة التي حصلت عليها في ظل الشريعة الإسلاميّة، فمنذ بزوغ فجر الإسلام وبداية الدعوة الإسلاميّة والمرأة تتحقق لها مكاسب كثيرة عبر جميع الأصعدة، وبعبارة أكثر صراحة فقد بلغت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي إلى حد لم يسبق له مثيل.
لقد سوّى الإسلام بين الرجل و المرأة في الحقوق الإنسانية فكفل لهما الثواب على الأعمال الصالحة على السواء، وسمح لهما بالعلم والفتيا معا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يتناسب مع طبيعة كل منهما.
كما اكتسبت المرأة في المجتمع الإسلامي أهلية دينيّة، واقتصاديّة، واجتماعيّة، ويتحتّم منطقيا بأن لهذه المواهب والمزايا دورها في الحياة، وقد جاءت هذه المنح الإلهيّة للمرأة ليتحقق لها دور في بناء المجتمع وتنميته، وبما لا يتعارض مع طبيعتها المخلوقة عليها، ومن هنا كانت الإناطة في بعض الأمور للرجل والمرأة معا، والإناطة في بعض الأمور للمرأة وحدها؛ وذلك لما يتحقّق من تناسق بين تأدية هذا العمل وطبيعتها التي خلقت عليها.
ومما يجب التنويه إليه بأن تقسيم الأعمال والقيام بالواجبات يختلف إلى حد ما باختلاف الأزمان والبيئات، وما يهم في هذا المقام بالنسبة للمرأة هو أن تعيش دورها في المجتمع، وتأخذ مكانها في الصف المتماسك والمتعاون على قيمه ومصالحه، ولا بد عليها أن تهيئ نفسها وفق متطلّبات الواقع الذي تعيشه، فتبني برنامجا مدروسا يجعلها أكثر فاعليّة في مجتمعها.
إن أهمية البحث في هذا الموضوع تتمثل فيما تعانيه المرأة المعاصرة اليوم من ضياع للدور، لم تكن تعانيه النساء الأوائل اللواتي كن ذوات دور فعّال وبنّاء في المجتمع، وإذا أردنا أن نستكشف منبع ذلك فإننا نجده في ضعف التخطيط العميق لحقائق الإيمان باعتبارها حقيقة وجود المرأة، وباعتبارها القيمة العليا التي تتعلّق بها الهمم، وتستحث إليها الجهود.