الفصل الأول: الملامح العامة للبيئة الصومالية
[تحرير] الموقع والامتداد تقع الصومال فيما بين خط عرض 3º جنوبا ، 12º شمالا بالنسبة خط الاستواء ، شاغلة بذلك خمس عشرة منطقة من مناطق العرض في العروض الاستوائية والمدارية .
وتمتد شرقا من المحيط الهندي عند خط طول 51º شرق جرينتش متوغلة في الدخيل القاري داخل القرن الإفريقي ، إلى أن تصل خط طول 35º شرقا ، وأقصى اتساع لها إلى الشرق من بحيرة رودلف ومناطق تقسيم المياه بين الحبشة والصومال .
وينتشر الصوماليين في مساحة تقرب من مليون ميل مربع وعددهم نحو خمسة مليون نسمة ، ينتشرون من جنوب أرتريا فالصومال الفرنسي . فالجمهورية الصومالية والنطاق الساحلي حتى مصب نهر تانا ، وفي الدخيل القاري يتركزون في منطقة الحدود الشمالية (انفدى) فالأراضي التي عند أعالي جوبا وشبيلي – غرب الصومال – (عروسي فالأوجادين والمنطقة المحجوزة وهود وهرر) .
[تحرير] طبيعة الساحل للصومال كبية كبيرة من السواحل على البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي ويبلغ طول السواحل الشمالية 650 ميلا (على البحر الأحمر وخليج عدن) و1300 ميل على المحيط الهندي .
والصفة البارزة في طبيعة السواحل الصومالية هي الانخفاض والاستقامة إلى حد كبير ، وأحيانا يظهر اليابس على الماء كحد السيف في منطقة غردفوي حيث يكون الانحدار سريعا ناحية البحر .
وفي العادة يكون انحدار اليابس متدرجا ناحية الماء ، وغالبا ما ينتشر على النطاق الساحلي مجموعات متصلة من الكثبان الرملية ، وأحيانا مرتفعات صخرية جيرية أو حصى ورمال . وقد تظهر الصخور الجرانيتية والأركية بارزة في الماء كما تظهر الشعاب المرجانية لمسافات طويلة في الماء كما هو الحال على الساحل الشمالي بصفة عامة ، وبعض المناطق على الساحل الشرقي .
ولهذا الاختلاف الظاهر في طبيعة الساحل الصومالي واستقامته قلت المواني الطبيعية لرسو السفن المحيطة أو البحرية ، فكان الاعتماد على السفن الجوالة الصغيرة كما كان الاعتماد على السكان في خلق مرافئ وموانئ صناعية لتعويض النقص في الظروف الطبيعية .
وقد أدرك الصوماليين مدى حاجتهم إلى الموانئ والمرافئ إدراكا دفع بهم إلى تحسين مرفأ مقدشوه ، وتوسيع ميناء بربره ، وخلق ميناء كبير في كسمايو الذي يعتبر من أكبر وأحدث الموانئ في شرق أفريقيا .
ويمكن أن نقسم الساحل الصومالي إلى قسمين كبيرين هما : الساحل الشمالي ، والساحل الشرقي لوجود اختلافات واضحة في طبيعة الساحل بين الشمال والشرق .
أولا- الساحل الشمالي :
يميل الساحل الشمالي للصومال إلى التعرج الكبير ، مكونا خلجانا عظيمة الاتساع على شكل أحواض نصف دائرية كبيرة . ومن أصغر هذه الخلجان وأعظمها قيمة من الناحية العملية خليج تاجوره الذي يمتد مسافة طويلة داخل اليابس في تعاريج كبيرة نوعا ما ، مما أتاح وجود موانئ متعددة من أشهرها الميناء الخارجي الأول حيث أطلق عليه اسم جيبوتي (على الساحل الجنوبي) والذي يليه ميناء أوبوك (على الساحل الشمالي) . ومن الموانئ الداخلية الهامة (للسفن الصغيرة) ميناء تاجوره على الساحل الشمالي بالنسبة لخليج تاجوره .
ومن تعاريج اليابس الممتدة في الماء لمسافات طويلة تلك المنطقة اللسانية التي يقع عليها ميناء زيلع ، ذلك الميناء الذي لعب دورا كبيرا في الحركة الاقتصادية في العصور الوسطى يتشابه مع الدور الذي يقوم به ميناء عدن في العصر الحديث .
أما الخلجان الواسعة فتقل أهميتها نظرا الانتشار الصخور والشعاب المرجانية لمسافات طويلة . أو لضحالة الماء مما جعل الاعتماد على وجود وسيلة ما تقوم بالوساطة بين السفن الكبيرة والقوارب الصغيرة (السواعي) ، ثم على الإنسان بين القوارب والشاطئ كما هو الحال في ميناء بربرة وبوصاصو (بندر قاسم) وعلوله .
وأحيانا يظهر على الساحل جبال مرتفعة كجبال دربا Durba وجبال الفيل ، وسلاسل جبال أحل التي تكون منطقة رأس غردفوي ... وهذه الجبال تصل إلى ارتفاعات كبيرة ، فرأس عسير على ارتفاع 244 مترا فوق سطح البحر ، ورأس شتياجيف 750 مترا فوق سطح البحر ، وهذه القمم المرتفعة تتخذ كقواعد للمنارات الهادية للسفن العابرة لخليج عدن .
وعند رأس غردفوي تمتد الرمال مسافة ثلاثة كيلو مترات ونصف الكيلو في الماء مما ساعد على وجود منطقة محصورة بين قواعد الجبال وامتداد الرمال ، وهذه المنطقة تمتاز بهدوء المياه ، واختفاء حركة المد والجزر إلى حد كبير ، فأصبحت مرفأ طبيعيا للسفن الصغيرة .
ثانيا – الساحل الشرقي :
الصفة البارزة لهذا الساحل هي الانخفاض الكبير بالنسبة للساحل الشمالي الذي يمثل في حد ذاته ساحلا مرتفعا ، وحافة جنوبيا لحوض خليج عدن ، فهنا على الساحل الشرقي تمتد الرمال مسافات أطول وأكثر اتساعا ، فكان منسوب ارتفاع المياه قليلا للغاية ، والضحولة تمتد على طول الساحل ، وقد تظهر تجمعات رملية أو صخور على مسافات قد تصل إلى ثلاثة كيلو مترات مكونة جزرا رملية أو صخرية قاحلة .
ويظهر عدد من البحيرات الهامشية الشاطئية في المنطقة الساحلية الممتدة من مصب نهر ضرور إلى رأس أسود حيث تنتهي إليها مجموعةمن المجاري المائية السهلية أساسا ، وهذا الجزء غير صالح لرسو السفن حتى الجوالة منها .
ويمتد على الساحل الشرقي عدد من الموانئ الصغيرة ، من أكبرها وأشهرها ميناء مقدشوه وكسمايو ومركه وبراره ، وهذه الموانئ قد لعبت دورا هاما في التاريخ العام لشبه جزيرة الصومال سواء في حركة الإسكان أو الاقتصاد الوطني ، كما سنرى فيما بعد .
[تحرير] الجزر الصومالية تمتد مجموعة من الجزر الصغيرة على امتداد السواحل الصومالية من أشهرها على الساحل الشمالي مجموعة جزر باب عند مدخل
خليج تاجورة ، وجزيرة ميت قرب ميناء بربره ، وجزر بهاما والكوى وسوقطرة في مواجهة منطقة غردفوي .
وعلى جزيرة شقيا أكبر حركة صيد بحري على هذه الجزر وبيئة صالحة لتربية الحيوان وبعض الزراعات الحقلية البسيطة كالذرة الرفيعة والسمسمة والشعير ، وبها آثار ميدان تاريخية ترجع إلى عهد البرتغال إذ كانت تمثل قاعدة بمرية للسفن البرتغالية في شرق أفريقيا .
وشعب هذه الجزيرة من أصل صومالي ، وتشير بعض الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الأسر بهذه الجزر يربى على مائة أسرة يعمل أفرادها في استخراج الأحجار الكريمة من البحار ، وصيد الأسماك ، والقيام بدور الوساطة التجارية بين موانئ الصومال وموانئ كينيا وزنزبار ، وأحيانا إلى موانئ عدن والمكلا .
ولهذه الجزر قيمة في الاقتصاد الوطني إذ هي الموطن الرئيسي لأشجار المنجوراف الصالحة لصناعة السفن ، والفلنكات الخاصة بالطرق الحديدية .
ويقال أن شعب الباجون هم أول من أسس مدينة كسمايو ، كما يشير اسم المدينة فكلمة كسم معناها المكان أو صائد في اللغة السواحلية ، وكلمة يو معناها أيضا في الصومالية بعيد .. أي أن كسمايو معناها .. المكان البعيد للصيد .. وذلك بالنسبة لموقع الجزر) .
وهذه الجزر لا تساهم في اقتصاد الصومال في الوقت الحاضر لضآلة الإنتاج ، ولكن في القريب العاجل سنساهم بجزء له قيمة ، إذ من المنتظر أن يقام فيها مصنع لتعليب الأسماك من الأنواع السردينية المشهورة في هذه المنطقة ، وكذلك تعليب التونة .
[تحرير] السهول يمكن أن نعتبر الجزء الشمالي من الصومال أراضي بلا سهول متسعة لأن الضفة الغالبة عليها هي الشكل الهضبي والجبلي . والسهول الشمالية بصفة عامة سهول المراعي ، على حين أن السهول الشرقية هي سهول الزراعة والتقدم الصناعي . فالمدن الكبرى لا توجد على السهول الشمالية بينما أكبر وأكثر المدن الصومالية من حيث عدد السكان ، ودرجة المهارة ، والاقتصاد ، تتركز في نطاق السهول الشرقية .
وتبدأ السهول الصومالية في اتساع نحو خمسة عشر كيلو مترا إلى الجنوب من أرتريا وتمتد إلى الجنوب حتى تصل إلى أقصى اتساع لها حول خليج تاجورة في مسافة 60 ميلا ، وتمتد هذه السهول في نطاق ضيق تجاه الشرق حتى تكاد تختفي تماما عند منطقة رأس غردفوي لتبدأ مرة أخرى في الاتساع عند رأس حافون ، من ميلين في اتجاه الجنوب حتى تصل إلى عشرات الأميال في منطقة جوبا العليا وجوبا السفلى .
وعلى هذه السهول تنتشر مجموعات من التلال الرملية أو الصخرية ذات الصخور القرمزية اللون كما هو الحال في المناطق الجنوبية من منطقة رأس غودفوي وقد تنتشر الصخور البازلتية والبركانية كما هو الحال على سهل زيلع وكذلك جنوب بربره . وقد تغطي السهول بمجموعات حصوية ورملية أو مفتتات صخرية صلبة كما في النطاق الشمالي والشمالي الشرقي من الصومال .
وعلى هذه السهول تنتشر مجموعات نباتية من الأنواع القرمزية كالحشائش أو أشجار السنط وما شابه ذلك (أنظر الفصل الخاص بالنباتات) . والسهول الشمالية أكثر حركة في الإنتاج الرعوي بينما السهول الجنوبية حيث يتضاغط السكان فإن إيجاد النبات الاقتصادي أمر ضروري للحياة ، ومن ثم تحولت أحراش براوه ومركه وغيرها إلى مناطق زراعية .
والسهول الصومالية عامة شديدة الحرارة والرطوبة مما نظرا لانخفاض الكبير بالنسبة لسطح الهضبة ، ولوقوع الصومال أساسا في المنطقة الحارة من العالم . ولا يظهر أثر نسيم البر والبحر أكثر من نصف كيلو متر . والمتوسط العام لدرجة الحرارة في فصل الصيف نحو 35 درجة وقد تصل إلى أكثر من أربعين درجة مما يجعل الحياة أمرا صعبا ولذلك فإن سكان بوصاصو وبربره وغيرها من سكان المدن الشمالية يتركون الموانئ والسهول المنخفضة فيما بين شهري إبريل ويوليو إلى المناطق المرتفعة التي تكون بمثابة مصايف للسكان ، ومرعى طيب للحيوان .
وخلال فترة الجفاف ، واشتداد الحرارة تكون السهول خالية من السكان والحيوان والنبات ، فقد تأتي الرياح بالرمال والأتربة والحشرات مما يسبب آلاما حادة للإنسان وتعرض كثير من الحيوانات للموت ، فكان الالتجاء إلى الجبال والمرتفعات أمرا ضروريا لسكان تلك الجهات .
أما سكان الجنوب فإن اتساع الغطاء النباتي ، وكثرة الأمطار جعلت الحياة أكثر استقرارا .
وعلى لاسهول تجري مجموعات مائية كبيرة منها الأنهار الدائمة كنهر جوبا ، ونهر شبيللي ، والأنهار الفصلية كنهر نوجال ونهر ضرور . ومنها الأنهار الفجائية السلبية .. وأغلب هذه المجموعات المائية تنتهي في السهول عدا نهر جوبا إذ تنتهي مياهه في البحر ، ولكنها قليلة في العادة .
ومن ثم كانت السهول الصومالية مناطق خصبة صالحة للزراعة إذ تتوافر هناك المجاري المائية ودلالات الأنهار الداخلية سواء منها شبه الدائمة أو الموسمية أو الفجائية ، أو الأخوار البسيطة .
[تحرير] الهضبة الكبرى تغطي الهضبة الكبرى للصومال مساحة تبلغ ثلثي مساحة الصومال تقريبا وانحدارها العام من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في تدرج كبير بينما القسم الشمالي من الهضبة انحداره سريع نحو خليج عدن .
ومتوسط ارتفاع الهضبة نحو 600 قدم فوق سطح البحر ، وترتكز هذه الهضبة على قاعدة (أركيه) ترجع إلى أقدم صخور القشرة الأرضية .
ويعلو هذه القاعدة الأركية القديمة صخور جرانيتية وبلورة وصوانية ، وقد تظهر هذه الصخور مكشوفة على سطح الأرض بفعل عوامل التعرية الهوائية ، أو التعرية المائية ، فتكون على أشكال حادة مدببة كما في منطقة مجرتينيا أو مناطق مستوية السطح كما هو الحال في النطاق الجنوبي للصومال .
وهذه الهضبة الكبرى قد قسمتها الأنهار المائية – خاصة – خلال العصر المطير إلى أقسام صغيرة ، كما أن الأنهار المائية الحالية كنهر جوبا ونهر شبيللي بأوديتها العميقة قد ساعدت على تقسيم الهضبة إلى ثلاثة أقسام هي : الهضبة المشالية وهضبة ما بين النهرين والهضبة الجنوبية .
فالهضبة الشمالية يتخللها عدد كبير من المنخفضات والتجويفات نتيجة للتعرية الجوية في مناطق الضعف من سطح الهضبة ، وهذه المنخفضات في العادة ممتلئة بالرمال ، والحجار والصوان ، ومفتتات الصخور القريبة . والصفة البارزة لهذه الهضبة هي الجفاف الشديد الشامل ، وظهور التلال الصخرية والجبال ، وانتشار الكثبان الرملية .
أما الهضبة الوسطى والجنوبية فإن السطح يكاد يستوي تماما ، والنبات الشجري والأعشاب من الأشباه البارزة التي تغطي سطح الهضبة ، ولا يمنع هذا من وجود بعض التلال الصخرية والرملية كما في بورهكبة ، وانتشار الحصى والحصباء في اتجاهات مختلفة في المناطق البعيدة عن الأنهار . فالهضاب الصومالية بصفة عامة تمتاز بعدم التجانس في التضاريس ، إذ تجمع بين المنخفضات والمرتفعات الفجائية ، وفي العادة ترتبط الحياة النباتية بالمنخفضات الرطبة .
ومن أطول أودية الهضبة الشمالية وادي ضرور ويمكننا أن نعتبر أن وادي ضرور وادي انكساري يرجع إلى عصر الأيوسين ، ثم أصبح واديا خصبا في العصر المطير والآن أصبح واديا جافا وقد يمتلئ بالمياه في فترات فجائية .
كما يمكننا أن نتتبع الانكسار العظيم الذي حدث في الزمن الرابع الجيولوجي ، ونتج عنه انخفاض البحر الأحمر . والحافة الجنوبية للبحر الأحمر تمتد في الأراضي الصومالية . ومحور الانكسار من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي .
وعلى الهضاب الصومالية تقع أهم المدن الصومالية من حيث تعداد السكان كهرجيسة وبرعو وجالكعيو وبيدوا .. كما أن أهم وأكبر عناصر الاقتصاد الصومالي ، تتمثل في المراعي والإنتاج الزراعي ، تتفق والمناظر الهضبية في النطاق الشمالي .
[تحرير] النطاق الجبليتمتد السلاسل الجبلية في محور شمالي غربي ، وجنوبي شرقي بين نوجال وانكاهور ، وتلك هي نطاق الجبال الرئيسية في الصومال وعداها ، فالجبال من الأنواع القليلة الارتفاع .
وهذا النطاق الجبلي يمتد على صورة عمود فقري للإقليم الشمالي ، وهو يبدأ باتساع نحو ستين ميلا عند هرر ، ويصل إلى 15 ميلا في اتساعه جنوب بندر زياد .
ويبلغ متوسط ارتفاع سلاسل الجبال في هذا النطاق ما بين 5000 ، 6000 قدم ، والانحدار العام لهذا النطاق الجبلي هو الانحدار السريع تجاه سهل جابون (السهول الشمالية) ، وانحدار تدريجي تجاه الجنوب (هود) ، ويطلق اسم أوجو OGO عل القمم المرتفعة .
وفي منطقة هود تكثر المنخفضات والأعشاب ، وخاصة تلك التي تنتشر حول مناطق البحيرات الداخلية . أما منطقة أوجو فتوجد فيها أحواض صخرية تمتلئ بالمياه في الفترات المطيرة ، ومن أهم هذه الأحواض هيمان وساول هود .
ومن منطقة الجبال الرئيسية تنبع عدة انهار فصلية قصيرة تتجه نحو السهول الشمالية (جابون) . ومن الأنهار الكبرى نهر ضرور ونهر نوجال ونهر بوك’ ، وهي تقطع النطاق الجبلي للتجه صوب الشرق حيث تصب في المحيط الهندي ، وهي انهار فصلية أيضا .
وأعلى القمم الجبلية ارتفاعا في هذه المنطقة هي قمة جبل جوليس Golis والهيلز Hills وجبل ورجر Worgr .
ومن البروزات الجبلية على سطح الهضبة جبل هربوجرهابر Her Bogar Habero وجبال هودا Hoda في الشمال الشرقي ، وجبال دوربا Durba الذي يصل طوله إلى 1200 متر ، وجبال صول Sol بين وادي نوجال ووادي ضرور ، وأعلى قمة لجبال صول هي قمة Har Carear في الشمال وقمة Shed Medove في الجنوب ، وسلاسل جبال أحل ، ورأس عسير ، وشتيا في منطقة رأس غردفوي .
تلك هي أهم المناطق الجبلية القريبة في ارتفاعها من نطاق الجبال الرئيسية ، وعدا ذلك فإننا لا نجد إلا الجبال القزمية والتلال الرملية كالتي بين نهر جوبا ونهر شبيلي مثل جبل بورهيكه (35 مترا) . والكثبان الرملية المنعزلة وتدعى بور Bur وقد يصل بعضها إلى 500 متر ، ويصل طول الكثبان الرملية أحيانا إلى 650 مترا مثل كثيب بوردنسور Bur Dinsr أو كثيب إيلبي Bur Elbi الذي يبلغ طوله 751 مترا .
[تحرير] المجاري المائية أغلب المجاري المائية في الصومال من الأنواع الموسمية السريعة الامتلاء والجفاف ، فهي أنهار زمنية تتفق وكمية المتساقط المتذبذب من حيث طول موسم المطر ومن حيث المكان والكمية . ويمكن أن تقسم المجاري المائية إلى مجموعتين : مجموعة ثانوية ، ومجموعة رئيسية .
المجموعة الثانوية من الأنهار
أولا – أنهار تصب في خليج عدن :
(1) نهر دجهان .. نهر قصير ، يجف سريعا عقب امتلائه بالمياه ، وينبع من منطقة كارن ويصب إلى الشرق من بندر زياد بعد أن يجتاز منطقة السهول بانحناءات كثيرة . (2) نهر هادي بلاد Hadi Balada ينبع في الشرق من نطاق الجبال الرئيسية ، ويصب عند بندر قاسم ، وتختفي مياهه في الرمال قبل أن تصل إلى الخليج البحري ، وفي فيضان عام 1961 امتلأ هذا النهر بالمياه ، وتابع سيره حتى وصل إلى مياه خليج عدن ، وتلك هي المرة الأول التي يصل فيها النهر إلى خليج عدن منذ ثلاثين عاما . (3) نهر توج وين Tog Wen ويصب في بحر علوله . (4) نهر فولا Fulla وينتهي في سهل زيلع ، ومنابعه عند منطقة الحدود بين الصومال والحبشة . (5) نهر دودوبا يصب في الرمال قبل أن يصل إلى البحر Dodoba عند انكاهور .
والأنهار الخمسة السابقة ضمن مجموعة كبيرة من الأنهار القصيرة التي تنبع من نطاق الجبال الرئيسية في القسم الشمالي من الصومال ، وكلها تتجه صوب الشمال إلى خليج عدن وهي في أعاليها سريعة الجريان ، شديدة التيار ، عميقة المجرى ، بينما في النطاق السهلي يضعف التيار ، وتقل قوة سريان المياه ، حتى أن بعضها يختفي تماما قبل أن يصل إلى لابحر أو يضعف لتعدد روافده ، وغالبا ما تغير مجاريها تبعا لحالة فيضان النهر .
ثانيا – أنهار تصب في المحيد الهندي :
(1) وتوجد أنهار ثانوية تتجه نحو الساحل الشرقي كنهر جايل Gaiel الذي ينبع من جبال بوجر ، وطوله نحو 160 كيلو مترا ، ويصب في شرق حافون . (2) ونهر ضرور Durror يعتبر أطور الأنهار الثانوية ، وينبع من مرتفعات جبال صول في إقليم برعو ، ويدخل جزء منه في مقاطعة مجرتنيا في منطقة Aua Daue ويسمى Juhud ، ويبلغ طول الوادي نحو 200 ميل ، وينتهي في المحيد الهندي إلى الجنوب من شبه جزيرة حانون . وأجزاؤه العليا في الغالب جافة إلا في موسم المطار حيث تمتلئ بالمياه ، أما في جزئه الأدنى فإن المياه تنتشر إلى مسافة طويلة على صورة برك ومستنقعات متصلة أو منفصلة أحيانا ، ولكن حركة المياه تكاد تكون مستمرة . ويقول البعض أن هذه الحركة الظاهرة للمياه ترجع إلى وجود مجرى للمياه الباطنية أسفل قاع النهر ، تتفجر فيها العيون التي تغذي النهر باستمرار بموارد مائية . (3) نهر نوجال Nugal يعتبر أطول من نهر ضرور ، ولكن أقل منه أهمية من ناحية حركة الاستقرار السكني على ضفافه ، إذ أن نهر ضرور عليه حركة رعوية واسعة واستقرار سكني من أجل الزراعة ووفرة حيوانية وغابية من أشجار النخيل والدرم . وينبع نهر نوجال من المرتفعات الشرقية لمقاطعة برعو ويسير في موازاة حافة هضبة هود ويصب في خليج نجرو على لامحيد الهندي عند بلدة آبل وتتسرب مياهه قبل أن تصل إلى المحيط .. وفي الجزء الأدنى تكثر المراعي الطبيعية في موسم الأمطار ، وأهم أنواع الحياة الشجرية شجرة التين البري ونخيل البلح . (4) نهر تود Tud وينبع من شمال كوتن Cotton ويصب شمال بندر بيلا . (5) نهر أودادي ويصب إلى الجنوب من بندر بيلا . (6) نهر بيو أوادي Udadi يصب عند رأس حافون وله واد عميق خصب .
وبالإضافة إلى تلك الأنهار يوجد عدد من الأخوار المائية الصغيرة من أشهرها خور أشا قرب بيدوا ، وخور ماجاودي شرق نهر جوبا .
ويوجد عدد كبير من البحيرات الصخرية التي تمتلئ بالمياه في الفصل المطير ، وتجف بعد فترة قد تصل إلى أربعة أو خمسة شهور ، ومن أشهر هذه البحيرات ما يوجد في منطقة هود ، كما يوجد عدد كبير من العيون المائية التي تنفجر من المستودعات الباطنية عند أقدام الجبال كعين بيو كولاليه ، ومنابعها في المادة تتجه نحو الشمال الغربي .
المجموعة الرئيسية من الأنهار
تتضمن هذه المجموعة نهرين هما جوبا وشبيللي ، وهما أكثر الأنهار فائدة الإنسان والحيوان والنبات . ومع هذا فكلا النهرين يتبعان ويسيران ويصبان دون أن يتدخل الإنسان في أمرهما من تعميق المجري ، وإعداد الجوانب ، وإقامة الخزانات والقناطر والسدود ، والحماية من الفيضانات العالمية وغير ذلك من مشروعات ضبط الأنهار . وفي عهد الاستقلال اتجهت الحكومة إلى ضبط مياه الأنهار لتحسين الإنتاج كمية ونوعا .
(1) نهر شبيللي : يبلغ طول نهر شبيللي نحو 1500 كيلو متر من منبعه عند منطقة أجيسو Agisso بين خطي عرض 8 و 10 شمال خط الاستواء غير بعيد عن منابع نهر جوبا . ويبلغ مساحة منابع هذا النهر نحو 2680 مترا .
يدخل من هذا النهر العظيم داخل الجمهورية الصومالية نحو 800 كيلو متر وذلك اعتبارا من بلدة أفرادو Affer Addo ، أما الجزء الأعلى والذي يبلغ نحو 700 كيلو متر فيدخل ضمن الأراضي التي احتلتها الحبشة من أرض الصومال في أواخر القرن الماضي .
ويصب نهر شبيللي في الرمال قبل أن يصل إلى لابحر لعدم مقدرته المائية على السير إلى البحر لكثرة المنخفضات والإنثناءات التي تعترض في مجراه الأعلى . وغالبا ما يلجأ النهر بعد جينالي إلى التفرغ إلى روافد صغيرة ، ثم تتجمع لتنقسم مرة أخرى إلى روافد صغيرة ، وهكذا مما يضعف من قوة النهر على أن يأخذ طريقه إلى الساحل ، بالإضافة إلى وجود نطاق ساحلي مرتفع مابين مقدشوه وكسمايو لذلك كان اتجاه النهر موازيا للساحل في هذه المنطقة .
ويسير نهر شبيللي في اتجاه مواز لنهر جوبا منذ منابعه ، حتى إذا ما بلغ مدينة بلعد غير طريقه لينقض فجأة ويتجه إلى الجنوب الغربي ، وهذا الانحناء نتيجة لوجود حافة تضاريسية عالية شديدة حالت دون أن يتابع النهر سيره نحو الجنوب .
ويبلغ طول المسافة التي يسير فيها نهر شبيللي في موازاة المحيط الهندي نحو 300 كيلو متر ، أما متوسط الاتساع للوادي فبين 150 و200 كيلو متر ، وهو في العادة وادي منبسط ، وأكبر روافده نهر توج فافان الذي ينبع قرب هرر .
ولنهر شبيللي موسمان من حيث الفيضان ، الموسم الأول في الربيع يبدأ من إبريل إلى مايو ، ويستمر في الارتفاع التدريجي البسيط في يونيو وأغسطس وسبتمبر . ومتوسط تصريف النهر في هذا الفضل يصل إلى 180 متر مكعب في الثانية عند بلدة جوهر و100 متر مكعب في الثانية عند بلدة جينالي .
أما الموسم الثاني فهو في فصل الخريف ويبدأ من أواخر سبتمبر وأكتوبر إلى أوائل نوفمبر ، ويبدأ في الانخفاض تدريجيا إلى أن يجف تماما في شهري فبراير ومارس . وعلى العموم فإن مياه هذا الموسم أقل من مياه الموسم الأول ، وتجف المياه لمدة شهرين على الأقل في كل دورة .
وتميل مياه نهر شبيللي إلى ارتفاع نسبة الملوحة فيه لمرورها على منطقة كارستيه ومنطقة أخرى ذات صخور ملحية مما أدى إلى ارتفاع نسبة الأملاح في مياهه وتقدر بأربعة جرامات لكل مائة متر مكعب من المياه . وهذه النسبة من الملوحة لا تضر بمشروعات التنمية الزراعية في الصومال .
(2) نهر جوبا : أقصر من نهر شبيللي من حيث الطول إذ يبلغ نحو 1030 ميلا من منابعه بين خطي عرض 4 و 8 درجة شمال خط الاستواء ، غير أنه أعظم فائدة من حيث استغلال مياهه في الري .
ولنهر جوبا ثلاثة روافد رئيسية هي وابي جيسترو Webi Giestro ووادي دوا باراما Down Payama ووادي دوريا Doria وهي نقطة التقاء الحدود الصومالية مع الحبشة في العصر الحديث .
وينابع النهر سيره بعد بلدة دولو غير أن الانحدار بطيء ، وسرعة النهر ضعيفة . وعند بلدة بارديرا تزداد قوة اتلنهر في الجريان بسبب الامتدادات الجانبية للأخوار التي تتصل بالنهر أثناء الفيضان . وأهم هذه الروافد مجرى هرأيك Hereik ومجرى أياديز Iae Dese الذي يأتي من تلال إقليم أنفدى ، وطوله نحو عشرين كيلو مترا ، وهو من أهم روافد نهر جوبا لكثرة مياهه وعمقه الشديد مما جعله صالح للملاحة للسفن الصغيرة .
وتنتهي مياه نهر جوبا إلى البحر (شمال مدينة كسمايو) ، وأكبر اتساع لوادي جوبا يصل إلى 250 كيلو متر .
ولنهر جوبا فيضانان أحدهما في الخريف وهو الغزير المياه ، ويبدأ من إبريل إلى سبتمبر ، ويكون متوسط تصريف النهر ما بين 800 إلى 1000 متر مكعب في الثانية ، أما الفيضان الثاني فيكون أقل من الفيضان الأول ، وفي العادة يبدأ مع آخر شهر سبتمبر وأكتوبر ، وتقل المياه في أواخر يناير وفبراير ومارس ، ونادرا ما تجف المياه في ذلك النهر .
وفي فصل الشتاء وهو فصل الجفاف يصل تصريف النهر في المتوسط ما بين 15 – 20 مترا مكعبا في الثانية ، ونلاحظ أن مياه نهر جوبا أقل ملوحة من مياه نهر شبيللي ، لذلك كانت أكثر الأراضي الزراعية ومشروعات التوسع الزراعي تتفق ونهر جوبا .
[تحرير] البناء الجيولوجي والتربة من المسلم به أن التوزيع الحالي لليابس والماء في الصومال يختلف اختلافا كبيرا عما كان عليه الحال في الأزمنة القديمة ، وليس أدل على ذلك من وجود كميات هائلة من أصداف بحرية في صحاري الصومال في مناطق متباعدة جدا عن المحيط الهندي ، وعلى مناسب تعلو كثيرا عن مستوى سطح البحر ، وهي أن دلت على شيء فإنما تدل على أن مياه البحر كانت في وقت ما تغطي الأرض الصومالية وتنحصر عنها لتعود فتغمرها مرة أخرى .
وتتكون بنية الصومال من قاعدة أركيه وصخور الزمن الثاني والثالث والرابع على الوجه التالي :
قاعدة أركيه :
من المحتمل أن تكون القاعدة الأساسية لبنية الصومال من صخور القاعدة الأفريقية القديمة ، وهي من أقدم صخور القشرة الأرضية ، فقد كانت جزء من قارة جندرنا لند التي تعرضت في بداية التاريخ الجيولوجي لحركات باطنية تكتونية شديدة أدت إلى تقسيم هذه القارة القديمة إلى أجزاء هي الآن ممتلئة في الجزء الشمالي الشرقي لأمريكا الجنوبية ووسط أفريقيا وغرب أستراليا وبعض جزر جنوب شرق آسيا .
وصخور هذه القاعدة الأركية تتكون أساسا من الجرانيت والدتوربت ، وهي ممتلئة في الصومال في نطاق يمتد من الغرب إلى الشرق في الإقليم الشمالي من الجمهورية الصومالية ، وتغطيها صخور أحدث منها .
وتظهر هذه التكوينات الأركية القديمة مكشوفة على سطح الأرض في المناطق التي تعرضت لتعرية شديدة كالتي على الواجهة الشمالية للنطاق الجبلي عدا المنطقة المحصورة بين 30 - 46º شرقا و 45 - 46º شرقا (بالنسبة لخط جرينتش) أي بين أنكاهور – أيشه – ريج Ankhor – Asseh – Wireg .
ومن الصعب أن تحدد مساحة القاعدة الأركية في الصومال في الوقت الحاضر لتعرض هذه لتقلبات أرضية ، واندفاعات لكتل هائلة من الصهير مما أدى إلى وجود صخور جديدة متحولة ونارية ، وهي في جملتها صخور بللورية خالية من الحفريات .
ومما يزيد مشكلة تقدير مساحة القاعدة الأركية في الصومال أن أغلب الدراسات الجيولوجية في مناطق محدودة وهدفها البحث عن البترول ، والكثير من الأراضي لم يمسح جيولوجيا ، بالإضافة إلى أن صخور القاعدة غالبا ما توجد ضمن تكوينات جديدة كالنيس والشست التي من أصل رسوبي ، وتغيرت بفعل الحرارة والضغط والإلتواء ، وتدخل كتل من الصهير فيما بينها وذلك خلال ملايين السنين مما أدى إلى فقدان حفرياتها وخصائصها التي ترسبت فيها .
صخور الزمن الأول :
تكاد تكون التكوينات الخصرية للزمن الأول مختفية من الصومال ، وقد يكون هذا أما لأنها أزيلت تماما بفعل عوامل التعرية قبل الزمنا لثاني وأما أن بعضها مختف تحت تأثير تكوينات أحدث ..
والأدلة التي تعرفها تشير إلى وجود رواسب العهد الترياسي Triassie في مناطق محدودة المساحة ومتفرقة ، وهي من خصور رملية ونادرا ما تكون من اللافا ، وتوجد مرتكزة على القاعدة الأركيه في كثير من المواقع .
كما تشير الأدلة الثابتة في الوقت الحاضر إلى أن الصومال ظل خلال العصر الأول أرضا يابسة مرتفعة ولم يتعرض لغزو بحري إلا في النطاق الهامشي للإقليم الشمالي .
صخور الزمن الثاني :
تتمثل صخور هذا الزمن في مساحات واسعة في غرب الصومال . ومنطقة بوراما بصفة خاصة ، كما تنتشر في وسط الإقليم في الجهات المنخفضة .. وهي تغطي صخور القاعدة الأركيه .
ويوجد مقطع كامل لخصور الجوارسي Jurassie في بهندولا Bihendula ، وهذه الصخور تتكون من صفائح رقيقة طينية ، ومن الحجر الجيري ، ويمكن مشاهدتها في قيعان أنهار جوبا وشبيلي في أعاليها ، وكذلك في مناطق الإنكسارات أو على حافات الصخور القاعدية .
وتظهر صخور العصر الجوارسي في نظام طبقي في المناطق الشمالية الشرقية من الصومال ، وهي تتابع مع صخور رملية ومارل وحجر جيري وشرائح الطين ، وقد تظهر عارية على سطح الأرض كما هو الحال في المنطقة المتدة من أسكا بادو ، ودردوا 48 - 9º شمالا ، 50 - 41º شرقا إلى 3º شمالا ، 44º شرقا .
وقد عثر على تكوينات زيتية محلية في رواسب هذا العصر في وسط الإقليم الشمالي والمنطقة الممتدة في جالكعيو حتى هوبيا ولكن لم تستغل بعد .
ويمكن أن تقرر أن المحيط الجوارسي كان ممتدا حتى أعلى نهر جوبا وشبيللي بدليل ماترك من حفريات في الصخور الجيرية المنتشرة في هذه الجهات .
الكرتاسي :
تكوينات هذا العصر قد تكون على صخور العصر الجوارسي مباشرة أو على لاصخور الأركية ، أو صخور العصر الترياسي في عدم انتظام طبقي .
وصخور العصر الكرتاسي الأدنى تتكون من صخور رملية خالية من الحفريات ، وهي ما نسميها الخرسان النوبي ، وهي عبارةعن أحجار رملية وكوارتز ، وهي تشغل مساحة كبيرة في غرب ووسط الصومال ، ويمكن مشاهدتها في نظام طبقي من أحجار رملية حمراء على المرتفعات الجبلية لجبال هدود شابل Hedod Shabl .
أما صخور عصر الكرتاسي (الرملي) الأعلى فهي تتكون من صفائح رقيقة ومارل وحجر جيري في سمك متزايد في الكبر في ترسيب طبقات أسمك من الصخور الجيرية البحرية ، وهذه التكوينات توجد إلى الشرق والجنوب من كارن وانكاهور أسفل تكوينات طبقة من صخور نوبية وأحجار جيرية صفراء ، وقد يصل السمك ما بين 10 ، 200 قدم . وهذه التكوينات السميكة هي سبب ارتفاع جبل الهيلز ، كذلك النطاق الجبلي الرئيسي في الإقليم الشمالي ..
ويرجع إلى الصخور النوبية سبب ارتفاع نسبة مسام التربة في المنطقة المحجوزة وهرر .
صخور الزمن الثالث :
تغطي صخور عصر الأيوسين Eocene مساحة كبيرة من الإقليم ، وهذا لتعرض شبه جزيرة الصومال لحركة هبوط عظيمة أدت إلى تعميق البحر الأيوسيني إلى الداخل في اتجاه شمالي غربي ، وترسيب طبقات سميكة استمرت بضعة ملايين من السنين ، ثم حدثت حركة ارتفاع الإقليم فانحسر البحر الأيوسيني وظهرت طبقات فوق سطح البحر ، وتعرضت لعوامل التعرية والانكسارات ، فكان من الصعب تحديد منطقة البحر الأيوسيني قديما ، ذلك أن الانكسارات والإلتواءات ساعدت التعرية على إزالة رواسيب هذا العصر في أماكن كثيرة أو على اختفائها ..
وتكوينات الأيوسين الأدنى من حجر جيري وصلصال ، وهي في العادة ذات كتل كبيرة من الدوليت تغطي صخور العصر الكرتاسي وهي تكون أشكال طبوغرافية ، ذات رمال تميل إلى الحمرة وقد يصل الانحدارات إلى 100 قدم ..
ويوجد مقطع كامل لصخور عصر الأيوسين الأدنى في ايل أهاجي Ail Akkajid ذي طبقات منتظمة جيرية تميل إلى البياض .
وقد نشطت عوامل التعرية في تشكيل تكوينات الأيوسين فظهرت أشكال على هيئة تلال مخروطية وخوانق رئيسية كما هو الحال ناس هابلادNass Hablald قرب هرجيسه وهي تغطي سطح الأرض .
وفي الشمال الشرقي للصومال توجد طبقات الأيوسين الجافة في محور جنوبي غربي في اتجاه شمالي شرقي تتابع مع امتداد البحر الأحمر وهو محور بولهار – بوهتليه Bulhar Bohatleh حيث أخذ له مقطع كامل على ارتفاع 100 قدم وهذا الارتفاع لهذه الطبقات يرجع إلى حركة الرفع من أسفل إلى أعلى على طول الحد الشرقي في البحر الأيوسيني الأدنى ، ثم تتابعت عملية الترسيب الصخور الأيسونية الملفوفة أو المسطحة ، وهي في جملتها صخور جافة أو من حجر جيري رفيق السمك .
وقد شوهد انتظام الترسيب على بعض القمم التلالية ومناطق الفوالق وحيث المجاري المائية الدائمة ، والصخور الأيسونية السفلى في العادة صالحة لأعمال البناء ..
وقد عثر على تكوينات زيتية في مصائد عدسية لصخور جافة في منطقة لاس عانود Las Anod غير أنها لم تستغل اقتصاديا ..
أما صخور عصر الأيوسين الأوسط فهي تغطي المنطقة الشمالية الشرقية (مجرتينيا ومدق) وتظهر على شكل طبقات جيرية على جوانب وادي نوجال ومنطقة بوران Buran ، ولصخور الأيوسين الأوسط مقطع كامل في دابان Daban جنوب شرق بربرة .
وصخور الأيوسين بصفة عامة هي صخور صلبة تغطي منطقة ساول هود والجزء الشرقي من الأراضي المحجوزة ، أما في اتجاه محور بلهار بوهتليه فهضبة هود تميل الصخور إلى أن تتحول فيها إلى صخور رملية (رمل وزلط) ، وهي تمثل الحد الشمالي للأحجار الجيرية التي تغطي مساحة كبيرة من الإقليم الجنوبي.
وعلى صخور الأيوسين الأوسط تجري مجموعات من الأخوار المائية الفصلية القزمية التي لا تصل إلى البحر ، كما أن رمال الأيوسينالأدنى من الصعب تمييزها من الصخور السفلى التي هي على هيئة طبقات من نوبية كرتاسية ..
عصر الأليجوسين :
تظهر صخور هذا العصر أعلى طبقات دابان وفي المدرجات البحرية الشاطئية ..
وقد تعرضت تكوينات الأليجوسين لعوامل التعرية والتفتيت ، مكونة كثيرا من الحصى الصلد والصوان ، وقد نقلتها عوامل التعرية إلى مسافات بعيدة فترسبت في المنخفضات في تجمعات كثيرة ، وكذلك عند مصاب الأنهار .
وفي العادة تظهر الصخور الأليجوسينية أعلى الصخور الأيسونية وقد تتداخل معها فيا لوضع مما جعل من الصعب تحديد البحر صخور نوبية كرتاسية ..
عصر الميوسين :
لم يكن تقدم البحر كثيرا في عصر الميوسين ، فقد كان هامشيا لليابس ، ولتكوينات هذا العصر مقطع كامل في دوبار Dubar ولكنه غير نظامي في طبقاته إذ تتداخل معه صخور أخرى أقدم منه . وصخور الميوسين من رمل وجير وصلصال وهي تحتوي على أصداف بحرية ، وقد تكون الصخور بيضاء أو صفراء ، وقد تغطيها صخور جيرية حديثة ..
وصخور الميوسين تكون شاطئا قديما لخليج عدن ،وهي من أ؛جار مرجانية تسمى الشعب الصخرية أو صخور البحر .
وتوجد أحيانا مدرجات ميسونية تحصر فيما بينها بحيرات ساحلية في بعض المناطق .
صخور الزمن الرابع .. (عصر البلايوسين) :
بدأت تكونيات هذا الزمن على صورة طبقات حجرية متتالية في الفترة التي كانت تتكون فيها طبقات عدن البركانية من بازلت وريوليت . ومن المرجع أنها استمرت بعد ذلك ، وكونت قمما مسطحة من البازلت الأسود الذي يغطي سلاسل التلال ، وقد تآكلت بفعل التعرية أو اختفت نحت صخور أحدث ، وتوجد هذه الصخور مكشوفة في المناطق الشمالية للإقليم الشمالي ..
ومن الملاحظ أن الأحجار الصغيرة التي تكونت بعد طبقات عدن البازلتية (ليس بعد الريوليت) تحولت إلى سهول رسوبية من طمي ورمل ، ولها انتشار على طول الساحل في مستويات مختلفة ، وتتكون على صورة شعاب وصخور مرجانية ورمال .
ومن المشاهد أن التجمعات الرملية ذات اللون الأحمر تحوي أكسيد الحديد ، وقد تظهر هذه التكوينات على سطح الأرض مكونة رواسب .
ومن المشاهد أيضا أن المجموعات السفلى من طبقات عصر البلايوسين ذات حفريات من أصل بحري ، على حين أن المجموعا العليا من أصل قاري بفعل الأنهار ، وأحيانا بفعل التعرية الهوائية .
ونلاحظ أن الصخور البازلتية تغطي سهل زيلع بأكاسيد بركانية بما تحوي من ريوليت وكوارتز ومصهورات بركانية ، وكانت هذه الذرات الدقيقة من الأسباب التي حالت دون استغلال منطقة زيلع في الزراعة لصعوبة التصريف لقنوات سهل زيلع .
وفي وادي هرجيسة توجد طبقات من الطين تسمى مالاس Malas وهو من المارل الأبيض ويستعمله الصوماليين في تبييض الشعر .. وهذا المارل قد تكون من مفتتات الصخور الأيسونية ، كما هو الحال في أعلى أودية هرجيسة ، وقد تجمع كثير من المفتتات في قيعان الأودية مما منع تسرب المياه إلى باطن الأرض وقد تكونت هذه المفتتات المتجمعة من الملح الصخري الأبيض ، ومن المرجع أن أصله من الصخور الكرتاسية التي تكون الوادي .
الحركات التكتونية وأثرها في بنية الصومال
• الحركة التكتونية العامة لها اتصال بتكوين خليج عدن (من الغرب إلى الشرق) وكذلك يظهر أثرها في اتجاه فالق البحر الأحمر من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في الأراضي الصومالية .. • حركة تكتونية أرضية اخترقت رواسب العصر الجوارسي في الأجزاء الوسطى من الصومال ، ومن المحتمل أن يكون قد تبعها انكسارات في أوائل العصر الكرتاسي . وخلال هذين العصرين تتابعت عوامل التعرية الجوية والبحرية .. ومن المحتمل أن يكون البحر الأيوسيني قد غطى البلاد كلها عدا منطقة بوراما ، فخلال عصر الأيوسين تراجع البحر في اتجاه شمالي شرقي ، ثم عاد مرة أخرى فغطى الأجزاء الجنوبية الغربية في عصر الأيوسين الأوسط . • الانكسار الكبير الذي رفع حافات خليج عدن (الأخدود الإفريقي العظيم وغيره) تبعه اندفاعات في صخور الأيوسين الأوسط نتيجة لحركة رفع من أسفل إلى أعلى لنطاق الجبال الرئيسية في الإقليم الشمالي ، غير ان هذه الارتفاعات تعرضت للتشقق والانكسارات في مناطق الضعف حيث الانخفاض الحوضي الذي تكون في العصر الجوارسي ، وكان خط الانكسار على طول انكاهور ، ايشه ، وريج ، نوجال (شمالي غربي/جنوبي شرقي) . • في جنوب انكاهور حدثت حركة رفع باطنية أظهرت سلاسل الجبال التي تمثل منطقة الاتصال لجبال الهيلز عبر قمة ايشه ، وذلك إلى الشمال من هضبة هرر ، وكذلك الحال لجبل جوليس Golis المرتفع وإلى الجنوب يوجد عدد من الانكسارات قد يكون ذلك لاندفاع الصخور الجافة في عصر الأيوسين الأوسط التي ترجع إلى حركة رفع حدثيت في الجنوب .. • آخر حركة تكتونية حدثت في عصر الميوسين ونتج عنها ظهور الشعاب المرجانية ، وارتفاع الصخور إلى نحو ألف قدم فوق سطح البحر ، مما أدى إلى ارتفاع مصبات الأنهار ، وتآكل المدرجات الحصوية ، وكسح السهول البازلتية أي إزالتها ، وما زال أثر الارتفاع في زيلع وجيبوتي ممثلا في الصخور المرجانية ، فأية حركة رفع مهما كانت بسيطة لا بد أن يتبعها نشاط للتعرية وتغير في النظم المائية للأنهار ..
[تحرير] التربة وأنواعها التربة هي الغشاء الرقيق الذي يغطي سطح الأرض نتيجة لتحلل الصخور وما اختلط بها من بقايا نباتية وحيوانية مؤلفة وسطا حيا متغيرا يعيش عليه النبات ..
وإذا كانت التربة من فتات صخور المنطقة ذاتها (تربة محلية) أو نقلتها عوامل التعرية (تربة منقولة) فإن التربة تختلف من جهة إلى أخرى من حيث حجم الحبيبات التي تتكون منها .. فالتربة الرملية والحصوية ذات حبيبات كبيرة مما يسهل نفاذ الماء فيها .. والتربة الطفلية حبيباتها أدق ومسامها أقل وأقدر على حفظ الماء .. والتربة الطينية أو الصلصالية تتميز بعدم مساميتها وصعوبة نفاذ الماء فيها ..
وتعاني التربة في الصومال من مشاكل الجفاف المميت ، وجرف التربة بالأمطار الغريزة السيلية ، أو بعوامل التعرية الهوائية ، التي تعمل على مسح التربة ، وإضعاف الإنتاج الحيواني والنباتي ..
وسنوجز الحديث عن التربة بذكر أنواع التربة في لاصومال والمسائل المتعلقة بها .. ومن أشهرها : (1) تربة السهول الساحلية : وتتمد هذه التربة في نطاق السهول الساحلية على البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي ، وهي في الغالب تربة رملية وحصوية عند أقدام الجبال والهضاب ودالات الأنهار المروحية ، وغالبا ما تكون غير خصبة إلا حيث توجد مجاري مائية دائمة . والاستغلال حاليا وقف على دالات الأنهار حيث أن التربة بها يتداخل فيها الطين فتكون أخصب نوعا ما كما هو الحال في منطقة واهن ، وسهل زيلع .
(2) تربة رسوبية من جير ورمل : وقد تكون حمراء أو صفراء أو بيضاء ، وهذه التربة هي أوسع أنواع التربة انتشارا في الصومال في السهول والهضاب على حد سواء ، وبصفة خاصة في مناطق الخرسان النوبي .
(3) تربة جيرية : ولها انتشار كبير في النصف الشمالي من الصومال وتكون أكثر رملية في الغرب والجنوب الغربي . وحيث تقل نسبة الجير وتعتدل كمية الأمطار الساقطة ويكون هناك تدرج في المواد العضوية إذ تكون الأرض سهلة الصرف خصبة للإنتاج الكبير .
(4) تربة بركانية : وتكثر في المناطق التي تعرضت لحركات بركانية كما هو الحال في المناطق المنخفضة من الإقليم الشمالي ، وخاصة في الجهات الغربية . وكذلك على طول أودية جوبا وشبيللي تنتشر تربة طينية من أصل بركاني منقولة بواسطة المياه أثناء الفيضانات العالية مكونة سهول فيضية على طول الأودية .
(5) تربة طينية سوداء : عند دالات الأنهار ووادي نهر جوبا وشبيللي ، وهي أخصب المناطق من ناحية الإنتاج الزراعي للمحاصيل المختلطة .
وتعاني الصومال مشكلة جرف التربة بواسطة عوامل التعربية سواء الجوية او المائية ، وقلة الغطاء النباتي ، وميل السكان إلى قطع الأشجار من أجل التفحيم مما يعرض التربة للتحلل والجرف بواسطة عوامل التعرية .. كما تعاني مشكلة نقص المواد العضوية وارتفاع نسبة الملوحة في عناصر التربة .
وتقوم الحكومة الصومالية بدراسة أنواع التربة في جميع أنحاء البلاد تمهيدا لوضع مخطط علمي لصيانة التربة وتحديد أنماط الإنتاج الزراعي ومجال الحركة الرعوية
للموضوع بقيه
يتبع
قطرى وافتخر