جبل لبنان شاعر منتدى كــــــــــل العــــــــــــرب
عدد الرسائل : 512 العمر : 59 العمل/الترفيه : مراسل حربى _ صحفى تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: أمرأه من سلاله الشياطين الفصل التاسع والعشرزن الجمعة 23 يوليو 2010, 10:18 am | |
|
امرأة من سلالة الشياطين الفصل التاسع والعشرون
مرت الليلة لذيذة مزينة بالأحلام الجميلة؛ رأيتني – في ما يرى النائم خيرا وسلاما - في نزهة جماعية رفقة المرأة المكتنزة وزوجتي الأولى والثانية ونعيمة والشرطية وسيدة الصالون ونسرين وطبيبة الأسنان، وأخريات عديدات، رأيتهن عرائسَ في مُروج ازدانت صفحتها الخضراء بفسيفساء من الزهور التي لم أشاهد مثلها أبدا سوى في تلك الزرابي الفارسية التي أتقن رسمها فنانو المدرسة التشكيلية الاستشراقية. كانت النساء ترتدين ملابس بيضاء شفت إلى أن كشفت عن لحومهن الرطبة الجميلة، وكانت تعتلي رؤوسهن أكاليل من الذهب والفضة المرصعة بحبات الزهور... وكنتُ أتحول إلى فراشة تتنقل بين تلك الورود البشرية؛ تمص رحيقهن واحدة واحدة، حتى إذا ارتويتُ تحولتُ إلى بساط فيما تتحول النساء إلى نحلات ترشفن عسل جسدي المترامي الأطراف ...
أسعدني هذا الحلم كثيرا، ترحمتُ على أبي؛ كان يردد علينا وصيته الشهيرة، مثل لازمة أغنية، كلما اجتمعنا حول مائدة الطعام: - إياكم يا أبنائي والسياسة ! والله إنه لخير للمرء في هذه البلاد أن يفتض عشرة أبكار وينال خمسين سنة سجنا من أن يُدافع عن حقوق الشعب فليصقون به تهمة مناضل، ويدسون الزجاجات في دبره ويطاون زوجته أمامه، ثم يخرج من السجن بعاهة مستديمة. إياكم والنضال ! إياكم والسياسة !
اعتبرت الحلم بشارة خير وفألا حسنا مضاعفا. «عليَّ أن أطوي صفحة حياتي الماضية طيا نهائيا وأفتح أخرى جديدة»، قلتُ ففعلتُ فورا؛ جمعتُ حقائبي، انتقلتُ إلى فندق آخر يقع عند مدخل شارع محمد الخامس، أفضل من سابقه بكثير. نعم هو لا يرقى إلى فندق باليما أو نزل فرنسا، ولا تجوز مقارنته إطلاقا بفندق حسان أو سفير، ولكن ميزته أنه في موقع أفضل من هذين بكثير. أنا الآن في عصب دماغ المدينة وما أدراك ما المدينة... سيكون في متناولي الخروج في كل مساء إلى الشارع والاستمتاع بأجساد البنات والنساء الجميلات اللواتي تكتظ بهن الطريق الواسعة إلى أن تكاد يشكو كثرتهن. ثم إني لن أخش من الآن فصاعدا تكرار حكاية الريفية أو نعيمة أو حتى زوجتي الثانية؛ من الآن فصاعدا، سأزعم لكل من ترافقني إلى الفندق بأنني مجرد مقيم عابر، وأن مدة إقامتي في المدينة نفسها لن تتجاوز يوما أو يومين: لهذه سأقول: أنا من أكادير ولتلك: من تطوان وللأخرى: أنا من وجدة. ولمن قد تزل قدمي – لا قدر الله – وتلج محرابها أن تتحمل مسؤوليتها كاملة؛ لتتدبر أمر خياطة زهرتها الجريحة أو شراء هذا النوع من الكريات الدموية الصغيرة التي صارت تباع في الصيدليات ولتفرقعها بين فخذي من شاءت من الرجال..
قضيتُ اليوم في التجول في أحياء المدينة القديمة وأزقتها بعيني سائح، بل اشتريتُ أشياء صغيرة كثيرة لتزيين غرفتي؛ مزهريات نحاسية وشمعدانات وتماثيل وأقنعة أفريقية، دون أن أنسى لوازم الحمام: صابون بلدي ورومي وشمبوان وغاسول وحناء هندي وشفرات حلاقة...
بعد الغداء توجهتُ إلى حمام تركي؛ سخنتُ عظامي وصبغتُ شعر رأسي بالحناء فلم تبق فيه شيبة واحدة، ثم حلقتُ لحيتي وشاربي معلنا التمرد النهائي على سلطة النساء اللائي عبثن بوجهي طيلة عقود: هذه تضع إعفائي اللحية والشارب شرطا في البقاء معي لأنهما، حسب زعمها، يجعلاني جميلا «مثل المغني مارسيل خلفية» أيام كان شابا، وتلك تقول: «اعف اللحية وقص الشارب، لأنك تبدو على هذا النحو رجلا متدينا، فلا تطمع فيك ابنة امرأة قط»، وثالثة تقول: «قص اللحية واعف الشارب، فشاربك جميل يبديك مثل أمير فارسي»... ياست! أنت تعشقين مارسيل خليفة ! حسنا. أنت حرة في ما تعشقين، هذا حقك الوطني والدولي الذي لا يمكن لأحد أن يجادلك فيه، ولكن لماذا لا تحجزي تذكرة سفر إلى لبنان للإقامة بين أحضان الفنان؟ وأنت ! أتحسبينني دجاجة ملقاة في قارعة الطريق؟ ! إن كانت شهوتك رجلا متدينا، فاذهبي إلى باب أول مسجد واختاري ما شئت من المصلين واتركيني في سلام! وأنت ! لماذا لا تذهبين إلى إيران؟ ! إن بقاءك معي لهو أقصى ما يمكن للمرء أن يلحقه بنفسه من إهانات: تقبلين أميرا اصطناعيا، مزوَّرا ...
على أن أحسن ما قمتُ به اليوم، ولا أتردد في اعتباره أعظم حدث تاريخي في حياتي، هو شرائي جهاز حاسوب محمول. نعم، اشتريتُ حاسوبا من سوق المستعملات بالسويقة، عالي الكفاءة وبثمن زهيد. اخترته في البداية لتجزية الوقت، ولأجل ذلك اقتنيت معه حقيبة امتلأت عن آخرها بأقراص مدمجة من الأفلام واللعب الإلكترونية والموسيقى... ولكن في طريق العودة إلى الفندق استكثرتُ أن أصرف كل وقتي في اللعب مثل طفل صغير، قررتُ أن أدوِّن قصتي مع المرأة المكتنزة ونزوحي من شقتي لتكون عبرة لغيري، ثم لمَ لا كي أعوض بها الثروات الطائلة التي بددتها في الحانات وبين أفخاذ النسا؟ فقصتي مثيرة بجميع المقاييس، وتبدو أغرب من الخيال مع أنني لا أروي فيها سوى ما حصل لي فعلا. عندما أتأمل غرائب المصادفات فيها لا أتردد في اعتبار نفسي وليا من أولياء الله الصالحين، وصدف لقاءاتي اللا متوقعة مما يدخل في باب الكرامات. والحق أنه لو كان التصنيف في علوم التصوف لا زال قائما وكان الناس لا زالوا يصدقون اليوم وقوع هذا النوع من الحكايات التي ساقها أئمة مثل الكالاباذي والقشيري وأبو طالب المكي في كتاباتهم الصوفية لسميتُ كتابي هذا: «مدهش الألباب في ما لم يرد مثله في كتاب. أخبار الشيخ سعيد (قدس الله روحه) ومريداته من بنات حواء» أو «اللؤلؤة الحمراء في اصطياد الفاتنة الشقراء»... وستكون كرامة الكرامات طبعا لو تترجم روايتي إلى 27 لغة وتقع بين يدي مخرج سينمائي؛ سأشتري شقة كبيرة في وسط المدينة وأحول المرأة المكتنزة ونعيمة والريفية وزوجتي الثانية إلى مجرد شغالات يصرفن الوقت في ترتيب البيت وطهي الطعام وسقي الخمور في الليالي الحمراء التي ستنتظرني... وهيت لك يا مقامات وأحوال ومدارج وخواطر...
توكلتُ على الله، بمجرد ما عدتُ إلى الفندق وشرعتُ في الكتابة. بعد بضعة شهور اجتمع لي من الفصول ما أغراني بنشره في شبكة الأنترنت لجس نبض التلقي. في البداية، لم أكن عالما باختلاف المنتديات وتخصصاتها، فنشرت الفصلين الأولين في القسم الأدبي لساحات أدبية منتظرا أن يخصص لي أعضاؤها استقبالا حارا، فإذا بنصوصي تواجه بالصمت المطبق، ليتبدى بعد ذلك أن المنتدى كان ملتقى للعلوم الشرعية، إذ انبرى لي كبيرهم، وهو مراقب قسم الشريعة والحياة وشاعر وكاتب إسلامي، فأدرج تعقيبا كرره مرات عديدة مثل التعاويذ التي يُتقى بها شر الشيطان؛ قال: أخي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته لماذا تريد مفارقة إخوانك من اول طريق للاختلاف في الرأي الوارد في جميع الأزمنة والأمكنة وقد قيل قديما: الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية؟! إليك ردودي السابقة ورسالتي وانتظر رأيك ************************** بصفة عامة الرواية واقعية تحدث في أكثر من مكان والمباشرة فيها أكثر من الإيحاء وقد يكون الأمر مقصودا لأهداف - العنوان كنت أتمنى أن يكون ( امرأة شيطانبة ) لأن التعبير ( من سلالة الشياطين ) يخرجها عن الآدمية ولو على سبيل الخيال والإدعاء فهي شيطانة من شياطين الإنس وربما أصابت كلمة السلالة غيرها كالوالدين والمجتمع وهذا يرفض فكم من صالح أنجب فاسدا والعكس - المهم أن تكون هناك عبرة من الرواية ولا شك أن في كثرة من كتب التراث ما هو أشد جرأة وفحشا مثل : ألف ليلة وليلة ، والمستطرف في كل فن مستظرف ، والأغاني وفية من مغامرات المثليين وغير ذلك - كنت أتمنى عدم المباشرة ولاكتفاء بالإيحاءات التي سيعرفها ويتقبلها الكثير كواقع لأنه ربما حركت الأحداث نوازع لدى المتلقي مراهقا أو شابا من الجنسين وكان يمكن اختزال كل ذلك في صفحة واحدة كما وعد الراوي ولا زلت أقول الساقطات والساقطون كثرة فمن واجبنا التحذير مع تجنب الإغراء كما أتمنى النتيجة وما خرج به الراوي نسأل الله التوبة والمغفرة لنا جميعا وسلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم - حاضر سيدي ! ولكن لماذا اعترضتَ سبيلي منذ أول كلمة؟ ! دعني أوَّلا أجوبُ بحكايتي بلاد النت الواسعة إلى أن أغرف من علوم التلخيص ما يؤهلني لاختصارها فأعود وأحكيها لكم في نصف صفحة أو فقرة، ولم لا في كلمة واحدة..
حمدتُ الله لأن الرجل كان متفهما لطيفا، مسلما متفتحا. لو كانت وجهتي ساحة للجهاد لصارت روايتي أهم من العراق وفلسطين وأفغانستان وفلسطين، ربما صلبوني في المنتدى وعلقوا جثثي في بابه لأكون عبرة للمعتبرين، مع أن لا ذنب لي في ما أتيتُ ولا في ما حكيتُ..
عندما خرجتُ في المساء من الفندق حليق شعر الرأس، مرتديا بذلة أنيقة، واضعا على عيني نظارتين شمسيتين سوداوين، انبهرت ربة الفندق؛ قالت: - يــاه ! سبحان الله، بينك وبين الرئيس السوري بشار الأسد شبه عظيم...
تخلصتُ من هذه المريضة الأخرى بسرعة البرق، ثم اختيفتُ في زحام الشارع. على بعد حوالي 300 متر، ناداني مُلصق حائطي، بواجهة سينما كوليزي، لفيلم Emanuelle. كانت الممثلة عارية تماما كما في شريط الأغنية الموسيقي للفيلم أملكه منذ حوالي 20 عاما وأحافظ عليه مثل تحفة ثمينة، لا أشغله إلا في حضور جسد ملائكي في السرير، وبالضبط مع من أشعر بميل عاطفي نحوها. لم أنتهك هذه القاعدة إلا مرة واحدة أو مرتين مع المرأة المكتنزة تحت وطأة السكر والانخذاع الأولي دون شك؛ عزف البيانو المرفوق بصوت ذكوري حزين يحرك فيَّ الشجون ويبدو كما لو كان يحكي لنا معا، أنا ورفيقتي في الفراش، قصة حب قوي وعنيف آلت إلى السقوط، على نحو ما تحكيه معزوفة أروفيوس الشهيرة بصيغة الجاز...
حجزت تذكرة، دخلت إلى القاعة، مرت بضع لحظات، ثم: يا للمفاجأة! ها هي المرأة المكتنزة تقف بجانبي متأبطة ذراع عجوزها، لم يتعرفا علي طبعا، ولا أحمد في ذلك إلا السهو الذي جعلني أنسى خلع نظارتي الشمسيتين. لو خلعتهما لانقلب الأمر إلى حكاية أخرى. استأذتني المأة البدينة في الجلوس بجانبي، أذنتُ، توسَّطتنا، بحيث جعلتني عن يمينها وجعلت زوجها عن يسارها، عرفتُ مرماها فورا. والله إن الفسادَ والخيانة ليجريان فيها مجاري الدَّم؛ أرادت – كعادتها – أن تحتفظ بزوجها، لكن أن تضيفني إليه عشيقا، وذاك ما كان؛ جلستْ بيننا جلسة هارون الرشيد وسط الجاريات... عم الظلام القاعة، أحسستُ بصفحة كف أنثوي تداعب كفي، استجبتُ لها؛ شبكت أصابعي في أصابعها، لم تقل شيئا. انطلق الشريط، وبمقدار توغله في المشاهد الحارة توغلتُ في جسد جارتي؛ دسستُ يدي بين فخذيها، ثم بين نهديها، وفيتُ أعضاءها الشهوية حقوقها كاملة من المداعية واللمس، بل سرقتُ منها قبلات عميقة، وأحطت رأسها بذراعي، وعبثت بشعر رأسها بحركات رومانسية إلى أن نضجت وهيأتْ سُبل الوصول إلى الفراش؛ أخذت تعقب على بعض اللقطات، وتشرح لي أخرى، بما جعلنا نبدو في أعين جيراننا من المتفرجين وكأن بيننا معرفة سابقة حميمية. أما جارنا العجوز، فالله وحده يعلم أين كان في ذلك الوقت، هل كان يباركُ سفرنا المقدس أم يلعنه. أعادني العناق واللمس المسروق في ذلك اللقاء غير المتوقع إلى أيام المراهقة حيث كانت السينما هي المكان الوحيد الذي يمكن أن نلتقي فيه مع حبيباتنا من زميلات القسم لإطفاء نهمنا للقبل واللمس والعناق؛ إن تحضر فتاة إلى البيت يقم أبواك قيامة وإن ترافقها إلى منزلها فقيامتين: - سيُفسدها شخص آخر وتلصق التهمة بك ! ستحبل من شخص آخر وتلصق التهمة بك !
إن ترافق حبيبتك إلى الحديقة العمومية يبتزك آخر شرطي مرور متطاولا على اختصاصات شرطة الأخلاق؛ هات بطاقة الهوية، وأنتِ كذلك. من تكون هذه البنت؟ ماذا تفعلان معا هنا؟ أنا لا أعرف زملية فصل ولا مراجعة دروس ولا يحنون. هيا معي إلى دائرة الشرطة، فلا ينصرف إلا بعد أن يفرغ ما في جيبك، وإن وجده فارغا فحيَّ على خواتم البنت وأقراطها الذهبية... وليقل الشاعر بعد ذلك: «بعيدة مهوى القرط» أو «قريبته»...
ما أن انتهى الشريط حتى قفزتُ من مقعدي واختفيتُ وسط الزحام، تبعتني جليستي مهرولة وهي تصرخ: - آحمد ! آحمـد ! انتظرنا ! انتظرنا !
تجاهلتُ نداءها، لم تفهم تجاهلي أو تظاهرتْ بعدم الفهم، واصلت مطاردتها إياي إلى أن كادت تمسك بي من خلف، ولم ينقذني سوى استغفالي إياها واختفائي في المراحيض. لما خرجتُ رأيتها على بعد حوالي 200 متر وهي تلتفت يمينا ويسارا مثل حمقاء، كانت تبحث عني دون شك.. بصفتي مشروع «حبيب» بديل عن المعلم ومديره... --------- يُتبَــع
جبل لبنان
الموضوع الأصلي : أمرأه من سلاله الشياطين الفصل التاسع والعشرزن المصدر : منتدى كل العرب
|
|