قال مسؤولون في مشيخة الازهر ان الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الازهر توفي يوم الاربعاء في العاصمة السعودية الرياض.
وكان طنطاوي في الرياض للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية.
وقالت مصادر في مشيخة الازهر ان أزمة قلبية فاجأته في المطار لدى استعداده لصعود الطائرة للعودة الى القاهرة نقل على أثرها الى مستشفى الملك خالد العسكري حيث فاضت روحه.
وقال وكيل الازهر محمد واصل ان ابن شيخ الازهر أحمد الذي يعمل ضابط شرطة وافق على دفن جثمان والده في البقيع حيث دفن النبي محمد وال بيته وصحابته.
وسوف يحل واصل محل الامام الراحل في المنصب لحين تعيين شيخ جديد للازهر بقرار يصدره رئيس الدولة طبقا للقانون. ويرأس واصل لجنة حوار الاديان في الازهر.
ولد طنطاوي الذي يلقب بالامام الاكبر في محافظة سوهاج بصعيد مصر عام 1928. وحصل على درجة الدكتوراه في الحديث والتفسير عام 1966 وعمل مدرسا بكلية أصول الدين ثم انتدب للتدريس في ليبيا لمدة أربع سنوات.
وعمل في المدينة المنورة عميدا لكلية الدراسات العليا بالجامعة الاسلامية. وعين مفتيا للديار المصرية عام 1986 ثم شيخا للازهر عام 1996 .
وهناك اتفاق بين رجال الدين على سعة علمه واطلاعه الديني. ويقول محللون انه صاحب دور بارز في الحفاظ على الوئام بين المسلمين والاقباط في مصر. ويشيرون الى علاقته الوطيدة بالبابا شنودة الثالث بابا الاقباط الارثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين في البلاد.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان طنطاوي كانا "صوتا مهما في الدعوة للحوار بين الاديان والطوائف."
وقالت في بيان "سيتذكر الامريكيون دوما الامام طنطاوي على ادانته للعنف بعد الهجمات الارهابية في 11 من سبتمبر 2001 حينما قال انه ليس من الشجاعة بأي حال أن تقتل بريئا."
كان الامام الراحل أثار الكثير من الجدل في السنوات الماضية وبخاصة لمصافحته الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في مؤتمر حوار الاديان الذي نظمته الامم المتحدة والسعودية بجنيف عام 2008.
وفي عام 2003 أثار الجدل بقوله ان لفرنسا الحق في منع الحجاب في المدارس الحكومية.
وقال ذلك بعد اجتماع في مشيخة الازهر مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان يتولى منصب وزير داخلية فرنسا انذاك.
وقبل شهور قرر طنطاوي منع النقاب في مؤسسات الازهر ومعاهده حين لا يكون فيها رجال.
وتعرض طنطاوي لانتقادات من بينها أنه مؤيد لسياسات الحكومة. كما انتقده ليبراليون كثيرون لقرارات صدرت في عهده من الازهر بحظر كتب قال الازهر ان محتواها مخالف للاسلام.
وكان أيد عام 1996 حكم محكمة قضت بالتفريق بين الاستاذ الجامعي نصر حامد أبو زيد وزوجته على أساس أنه مرتد عن الاسلام بسبب كتابات له. ولجأ أبو زيد وزوجته الى هولندا للافلات من الحكم.
وقال عبد الله النجار مستشار الامام الراحل للتلفزيون المصري ان الشيخ كان باديا في تمام صحته قبل سفره الى السعودية.
وقال الشيخ محمود حمدي مجاهد أحد علماء الازهر والعضو في مجلس الشعب حاليا لرويترز "بالنسبة لاختيار البديل الحكومة دائما تختار الشيخ الوسطي ونحن نسألهم أن يختاروا شيخا للازهر يعمل لمصلحة الشعب ولا ينحاز للحكومة ولكن للحق."
وقالت مصادر في الازهر ان أبرز المرشحين لخلافة طنطاوي هم وزير الاوقاف محمود حمدي زقزوق (66 عاما) وأحمد الطيب رئيس جامعة الازهر (64 عاما) ومفتي مصر علي جمعة (58 عاما).
وقال مصدر ان جمعة الذي قطع زيارة لليابان بعد اعلان وفاة شيخ الازهر يبدو أقل حظا لانه بدأ تعليمه الازهري بعد حصوله على درجة البكالوريوس من كلية التجارة جامعة عين شمس بالقاهرة.
ولا ينتظر تعيين شيخ للازهر قبل عودة الرئيس حسني مبارك الى البلاد من ألمانيا التي يمر فيها بفترة نقاهة بعد عملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية.
فى ذمه الله ياشيخ الازهرLENA