فاروق السيد سيف king
العضو الذهــبي
مشرف المنتدى الاسلامى عدد الرسائل : 1387 العمر : 61 العمل/الترفيه : رئيس قطاع بمصانع أعلاف بشركة خاصة تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: الدولة العثمانية من أعظم الدول الاسلامية (2) الجمعة 31 يناير 2014, 3:35 pm | |
|
بالإسلام نحيا وللإسلام نموت: >>>>>>>>>>>>>>>>> وكان عثمان مؤسس الدولة يكن احتراماً وتقديراً كبيرين للعلماء ورجال الدين في عصره حتى انه عند وفاته كتب وصية لإبنه اورخان سار عليها السلاطين من بعده فكانت نبراساً يهديهم إلى بلوغ أهدافهم في نشر الإسلام والجهاد في سبيل الله مع الأخذ بمشورة العلماء.
وتلك الوصية التي أوصى بها عثمان ابنه اورخان ومن أتى بعده من حكم الدولة:
يا بني ! إياك أن تشتغل بشيء لم يأمر به الله رب العالمين. يا بني ! إذا واجهتك في الحكم معضلة فاتخذ من مشورة علماء الدين موئلا. يا بني ! نحن بالإسلام نحيا وللإسلام نموت.
تلك هي الوصية التي سار عليها أورخان وبدأ معها عهداً جديداً حافلاً بالفتوحات. وكان رجال الدين والتصوف يشتركون مع الجيش في فتوحاته وكان لهم دورهم في إنتصارات الدولة , وقد ورد أن الشيخ الادبالي هو الذي قلد عثمان سيف الغزو, وجدير بالذكر أن مفهوم الغزو عندهم كان يعني الجهاد في سبيل الله وكان للأخية دورهم القوي على شئون الدولة في عهد أورخان وبعد وفاته قام الأخية بدعوة مراد الأول وإعلائه حاكماً على الدولة وكان يلقب في حياته بلقب "ملك المشايخ الغازي مراد" .
وقد قام الأمراء الغزاة ,الأمير عثمان والأمير أورخان والأمير مراد الأول بفتح القرى وإنشاء الزوايا والتكايا بها وكانت هذه الزوايا بمثابة المحرك للنشاطات الدينية والخيرية والثقافية ,ثم تأسست المساجد والمدارس.
أما السلطان "مراد الثاني" فكان مثالاً للصوفي العارف, وقيل إنه شبه بالصوفي الكبير"إبراهيم ابن أدهم" وكان مراد الثاني أكثر السلاطين تقرباً من التصوف وحباً له وكان مقرباً للشيخ الكبير "حاجي بيرام ولي" وقيل أنه هو الذي أشار عليه بترك السياسة فتركها لإبنه محمد الثاني الذي كان في سن صغيرة واختلى بنفسه في زاوية تاركاً أمور الدنيا والحكم والسياسة وفضل حياة التصوف عن العرش.
وعندما قام السلطان مراد الثاني بمحاصرة استانبول صحبه مئات المريدين الذين كانوا تابعين له في جهاد لفتحها ,لكنه لم يستطع فتحها في ذلك الوقت. وكان تأثير حاجي بيرام ولي على مراد الثاني كبيراً ويروى أن حاجي بيرام ولي كان ذات يوم مع مراد الثاني فدخل عليهم طفل في المهد فنظر الشيخ إلى الطفل بدهشة ثم قرأ سورة الفتح وقال لمراد الثاني :- يا سيدي انك لن تفتح استانبول لكنها ستفتح من هذا وأشار على الطفل الذي يرقد في المهد, فتعجب مراد الثاني من أمر الشيخ الذي قرأ سورة الفتح على الطفل دون أن يعرفه فقال للشيخ:- "مولاي أنت لست من رعيتي بل أنا من رعية روحانيتكم" فقد كان هذا الطفل الذي في المهد هو السلطان محمد الثاني فاتح استانبول وهو أيضاً ابن السلطان مراد الثاني .
فاتح القسطنطينية : >>>>>>>>>>>> وأمر مراد الثاني رجل العلم والمعرفة بتولي أمور ابنه محمد الثاني وتربيته التربية الإسلامية الصحيحة إلى جانب تعليمه الأمور اللازمة للسلطنة وأحاطه بالمربين والمرشدين ورجال الدين وعلى رأسهم الشيخ "آق شمس الدين" الذي قلده السيف في مسجد أيوب سلطان. وكان من عادة السلاطين عند ارتقائهم العرش أن يتسلموا سيف السلطان عثمان من شيخ الطريقة المولوية في مسجد أبي أيوب الأنصاري-رضي الله عنه- ويلقبون أنفسهم بلقب "خادم الحرمين الشريفين". أما مراد الثاني فقد أستكمل حياته في خلوة داخل زاوية كان يتعبد فيها وطلب أن يدفن في التراب وأن تفتح له في مدفنه فتحات حتى ينزل فيها ماء المطر ورفض أن يدفن في ضريح مثل عادة سائر السلاطين.-أنظر إلى تواضعه وزهده رحمه الله فليتعلم خوارج هذا العصر منه-.
وعندما تولى السلطان محمد الثاني الحكم في البلاد , قام بجمع العلماء والمشايخ بغرض استشارتهم في أمر فتح القسطنطينية تلك المدينة التي حاصرها المسلمون من قبل إحدى عشر مرة ولم تفتح إلا على أيدي السلطان محمد الثاني القائد الإسلامي الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديثه الشريف ..لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ,ولنعم الجيش ذلك الجيش)
وقد أهتم السلطان محمد بحضور المشايخ معه أثناء الفتح وخاصة الشيخ "آق شمس الدين" الذي ظل يبشره بالفتح والصبر على طول مدة الحصار التي أستمرت شهراً ونصف حتى لا يفقد الأمل في الفتح ,وقد تم الفتح بفضل التقوية المعنوية التي تلقاها السلطان وجنوده من المشايخ وخاصة الشيخ آق شمس الدين . وقد عبر السلطان الفاتح عن فرحة بهذا الفتح بقوله ما فرحت بهذا الفتح قدر فرحي بوجود الشيخ آق شمس الدين في زماني). وبعد الفتح مباشرة توجه السلطان الفاتح إلى جامع "أيا صوفيا" وخطب فيه وطلب من الشيخ آق شمس الدين أن يقوم بالإرشاد في هذا الجامع ثم قام الفاتح ببناء مسجد أبي أيوب الأنصاري الذي أشار له الشيخ بموضعه .
وكان السلطان الفاتح يكن حباً وإحتراماً للشيخ آق شمس الدين ويقول:أن إحترامي لهذا الشيخ أمر خارج عن إرادتي وعندما أكون بجانبه أشعر بالفرح والسرور والخوف وترتعش يداي من شدة تأثيره علي
وقد طلب الفاتح من الشيخ آق شمس الدين أن يسمح له بدخول الخلوة وترك أمور الحكم إلا أن الشيخ رفض طلبه لانه إذا دخل الخلوة فسوف يجد لذة تسقط السلطنة من عينيه فينتج عنه اختلال أمور الدولة وقال له:إن إستقامة الدولة هو الجهاد الأكبر لك وعليك أن تكون مالكاً وليس سالكاً وسوف تحقق غرضك من الخلوة .
الموضوع الأصلي : الدولة العثمانية من أعظم الدول الاسلامية (2) المصدر : منتدى كل العرب
|
|