فاروق السيد سيف king
العضو الذهــبي
مشرف المنتدى الاسلامى عدد الرسائل : 1387 العمر : 61 العمل/الترفيه : رئيس قطاع بمصانع أعلاف بشركة خاصة تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: الدولة العثمانية من أعظم الدول الاسلامية (3) الجمعة 31 يناير 2014, 3:36 pm | |
|
بايزيد الثاني يؤم الناس: >>>>>>>>>>>>>> أما "بايزيد الثاني" ابن السلطان الفاتح فكان ذا سمة صوفية وكان يُظهر إجلالاً كبيراً لمولانا جلال الدين الرومي شيخ الطريقة المولوية وكان مشغولاً بالعبادة دائماً. وكان بايزيد الثاني منتسباً أيضاً إلى الطريقة الخلوتية وكان يشاركهم مجالس ذكرهم وكان يصلي دائماً مع الناس في جماعة ويوزع الصدقات بكثرة ,وعندما تم بناء مسجده المعروف بإسمه الآن في استانبول أذاع أن الشخص الذي سيكون إماماً في أول صلاة جمعة في ذلك المسجد لابد وأن يكون محافظاً على سُنة صلاة العصر والعشاء طوال حياته فلم يتقدم أحد سواه لانه الذي كان يحافظ على الصلوات في أوقاتها حتى أثناء حملاته ولهذا فلقد قام هو بالصلاة بالناس.
وقد حارب بايزيد إنتشار النشاط الشيعي في البلاد, كما أظهر إهتماماً كبيراً بمشايخ الطريقة النقشبندية التي أنتشرت اعتباراً من القرن التاسع الهجري وذلك لانها كانت مرتبطة بالعقيدة السنية ومساندتها للشعب في موضع الخلافة وكان إنتشار الطريقة النقشبندية كبيراً في وسط آسيا وكان كل شخص من الأتراك في هذه المنطقة منتسباً لشيخاً نقشبندياً وقد قدم بايزيد الثاني خدمات جليلة للمتصوفين وكان الناس يطلقون عليه"بايزيد الولي" كما أمر بايزيد ببناء المساجد والتكايا والزوايا ,وغرفاً خاصة بالنقشبندية نظراً لكثرتهم .
ونستطيع القول أن معظم السلاطين العثمانين وأبنائهم وبناتهم وأمهاتهم والوزراء والأغوات والأمراء كانوا ينتسبون إلى الطرق الصوفية التي كانت موجودة في الدولة وتعلموا على أيدي مشايخها أصول الدين والروح الإسلامية العالية فكان مشايخ تلك الطرق لهم التأثير والنفوذ القوي على رجال الدولة والشعب معاً. ويذكر "عاشق باشا زاده" أنه ظهرت طائفة صوفية تمثل النساء في الدولة وكانت تسمى باجيان الروم وقد تأسست على يد "فاطمة باجي" زوجة الشيخ "ناصر الدين محمود " مؤسس الطريقة الأخية وكانت فاطمة تعد بمثابة زعيم ومرشد لتلك الطائفة . وكان يوجد في الأناضول في الفترة من 1550-1560م 342 جامعاً و1025 مسجداً و110 مدارس دينية و626 زاوية وتكايا ,وكان يصرف على هذه المؤسسات من الأوقاف المخصصة لها كما كانت هذه المؤسسات تضم 121 مدرساً و3756 خطيباً وإماماً و3229 شيخاً.
أما السلطان "سليم الأول" فقد أستطاع أن يقضي على الثورات الشيعية التي ظهرت في البلاد, كما أستطاع السلطان سليم الأول فتح مصر والشام ووصل إلى القدس الشريف وصلى بالمسجد الأقصى وتسلم مفاتيح مكة والمدينة كما تسلم الاثار النبوية الشريفة ,وهي(البيرق والسيف والبردة الشريفة) وأمر السلطان اثنى عشر حافظاً من حفظة القرآن الكريم بتلاوة القرآن في المكان الذي حفظت فيه هذه الاثار ليلاً نهاراً.
والسلطان سليمان القانوني كان يستهل جميع خطاباته الرسمية بالأية الشريفة "انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم" . وأهتم في عصره بتجديد العمارة النبوية الشريفة وأرسل منبراً من الرخام إلى مكة ,كما أهتم بالجانب التشريعي في عهده وظهر في عصره الشيخ أبو السعود الذي نظم قوانين البلاد على أساس الشريعة الإسلامية.
ثم نأتي إلى الحديث عن السلطان "عبدالحميد الثاني" الذي ناضل كثيراً من أجل إعلاء الإسلام وتوحيد جميع العناصر في دولة إسلامية واحدة وهو صاحب فكرة إقامة الجامعة الإسلامية لتدعيم أواصر الاخوة الإسلامية بين كل مسلمي العالم . وكان يقول :إن الدول الكبرى ترتعد من سلاح الخلافة ,ولا أمل في المستقبل إلا بوحدة العالم الإسلامي . فاهتم السلطان عبدالحميد بتعليم اللغة العربية لغة القرآن وكان يحيط نفسه بالفقهاء ورجال الدين وعلى رأسهم الشيخ أبو الهدى الصيادي والشيخ عبدالرحمن الكواكبي والشيخ عاطف الاسكليبي والشيخ سعيد النورسي. وقام ببناء المساجد والمدارس وتشجيع الاحتفال بالمناسبات الاسلامية وزيادة دروس اللغة العربية والاسلام في مناهج المدارس. كما قام بإستقدام زعماء إسلاميين من شتى بلاد العالم وقام ببناء الخطوط الحديدية بين دمشق والمدينة على يد مهندسين مسلمين بغرض تيسير سبل الحج إلى مكة وقام بتدعيم مؤسسات التصوف في الدولة وإعلاء شأن مشايخ الطرق الصوفية وكان مشايخ الطرق يعملون مستشارين للسلطان في شئون الجامعة الإسلامية.
تلك هي الدولة العثمانية التي قامت على أسس إسلامية صحيحة بمساعدة ومساندة كبار المتصوفة. وهؤلاء هم السلاطين الذين ساروا على نهج الإسلام والسُنة الصحيحة وإن كان بعض من هؤلاء السلاطين قد جنحوا عن هذه السياسة وتوجهوا إلى الغرب في محاولة للإصلاح على الشكل الغربي الا اننا لا يمكننا التغافل عن هؤلاء السلاطين الذين وهبوا حياتهم وجهادهم من أجل إعلاء كلمة الإسلام وتوحيد العالم الإسلامي تحت ظلالها.
الموضوع الأصلي : الدولة العثمانية من أعظم الدول الاسلامية (3) المصدر : منتدى كل العرب
|
|