بسم الله و الصلاة و
السلام على رسول الله سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و التابعين و
تابع التابعين لهم بإحسان الى يوم الدين و إجعلنا منهم يا رب العالمين
آميــن
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مع إقتراب موسم الحج ،
تذكرت بعض الكلمات التى أملاها على أحد معارفى من الصالحين (أحسبه كذلك) و
كان قد طلب منى أن أشاركها مع من أتوسم فيه الصلاح . و ها هى أعرضها عليكم
بإذن الله ...

الحج

من تلبيات الحج "إنَ الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك" .
فالحاج
يعلن أنَه يلبي نداء إبراهيم عليه السلام عبر السنين و الأزمان ، و قد هوى
فؤاده ، فهجر مُلك الله الى ملكوتُه ليشهد منافع الملكوت ، التى رآها خليل
الرحمن ، بعد أن شهد منافع المُلك . "و كذلك نُرى إبراهيم ملكوت
السَّماوات و الأرض".

و هنا تتحققُ المعرفة َ الإلاهية َ عند
الوقوفِ بعرفة . و بعد المعرفة يقدم نفسه هدية لرب العالمين متمثلة فى
الضحيةِ ( الذى أصله الهدى) . و هنا يكون قد بلغ الهدى محله لأن الذبح
أصلا ً معنى ً مقدس معنويا ً لا ماديا ً .

و بعدها يأتى رجم العقبة ،
و هو فى الحقيقة فك الرقبة َ مما سوى الله عز و جل . إذ إنه تعالى الآخذ
بناصيتها عرفنا فى عرفات أو لم نعرف ، فهو سبحانه رب العارفين و رب
الغافلين علموا أم لم يعلموا.
و فى الحديث القدسى يقول ربنا عز و جل (
من طلبنى وجدنى ، و من وجدنى عشقنى ، و من عشقنى عشقته ، و من عشقته قتلته ،
و من قتلته كنت انا ديته )

فالنعمة الكبرى أن تعرف أنك عبد الله و
لذلك وجب عليك أن تزور المدينة المنورة بعد مكة المكرمة إعترافا ً منك و
ولاء ً و وفاء ً لصاحب الفضل معلم الحمد صلى الله عليه و سلم . و بهذا
يتحقق لك الحمد و لا تجافى صاحبه لقوله صلى الله عليه و سلم ( من حج و لم
يزورنا فقد جافانى )
و الذى حج مكة ، مخلص أمين . و الذى حج مكة و زار المدينة ، مخلص أمين وفى ٌ خليل .
اللهم
لا تحرمنا مقام الخلة َ فى حضرة الحب الأعلى فى الفردوس الأعلى مع صاحب
الدرجة الأعلى صلى الله عليه و على آله و صحبه و التابعين . آميــن

و
من أراد معرفة معنى الحج الحقيقى و ليس الوقوف عند حد المناسك ، أى يعرف
سر الشعيرة المقدسة ، عليه بتدبر سورة الحج التى تنفرد بخاصية لا مثيل لها
فى سور المصحف ، ألا و هى سجدتان .
إنتهى