حديث الأمهات لأطفالهن هو مفتاحهم للحياة الاجتماعية حديث الأمهات يساعد الأبناء بفهم محيطهم الاجتماعي
- أثبتت دراسة بريطانية، أن الطريقة التي تتكلم بها الأمهات مع الأبناء في مرحلة الطفولة المبكرة، تؤثر على فهمهم الاجتماعي في مراحل متقدمة من طفولتهم.وأظهرت الدراسة التي مولها مجلس الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، أن الأمهات اللاتي حدثن أبنائهن عن أمور تتعلق بمشاعر الناس، ومعتقداتهم، واحتياجاتهم، ونواياهم، أظهروا تطوراً اجتماعياً أكبر من أولئك الأطفال الذين لم تكلمهم أمهاتهم بهذه القضايا.
وفي الجزء الأول من الدراسة، تم الطلب من عدد من النساء، الحديث لأطفال تبلغ أعمارهم ثلاث سنوات، عن سلسلة من الصور، تحوي مشاهد مختلفة، فوجد أن الأطفال الذين تحدث لهم أمهاتهم عن الحالة النفسية للشخصيات التي احتوتها الصور، كانوا أفضل أداء في الفهم الاجتماعي من غيرهم.
كما وجد الباحثون، بعد زيارة العائلات التي تمت عليها الدراسة، أن معامل الذكاء والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأم لا يؤثر على السلوك الاجتماعي للطفل.
وبقول المؤلف وكبير المحاضرين في علم النفس بجامعة سسكس في انجلترا نيكولا يويل "التأثير على الأطفال من أمهاتهم، أصبح أقل في العمر من 10 إلى 12 عاماً، ربما لأن الأطفال في هذا السن لا يقضون وقتاً طويلاً في البيت كالسابق، بينما يؤثر فيهم معلموهم وزملاؤهم."
بينما يقول الباحثون أن الأطفال بعمر 12 عاماً يبدون سلوكاً اجتماعياً مقارباً لسلوك أمهاتهم، فالأطفال في هذا العمر يكونون اجتماعياً كالبالغين.
الجزء الثاني من الدراسة تركز على معرفة فيما إذا كان تدريب الآباء على مهارات التخاطب مع الأبناء بطريقة معينة سيكون ذو فائدة، وأوضح يويل أنه "قبل 14 عاماً عندما بدأت الدراسة، لم يكن من السهل إيجاد الآباء لتدريبهم، وكان التدريب في معظمه للأمهات، أما الآن فالوضع مختلف."
وتقول المتخصصة بعلم النفس داون هوبنر "من الضروري للأباء والأمهات أن يعلموا أبنائهم مصطلحات ومعاني المشاعؤ، فالأطفال في الأعمار بين 6 و 12 سنة لا يدركون مشاعرهم دوماً، كما إنهم قد يفتقدوا الكلمات المناسبة للتعبير عنها."
وتضيف هوبنر "وصف مشاعر الآخرين أمر مهم للأطفال، فلو قام طفل بأخذ لعبة طفل آخر، يجب أن يقال للطفل، إن هذا يسبب الحزن لصاحبها، بدلاً من، لا تأخذ اللعبة، أعدها إليه."
لكن يويل يقول"الفهم الاجتماعي لايعني بالضرورة سلوكاً اجتماعياً جيداً، فقد أظهر البحث أن بعض الأولاد الذين أظهروا وعياً اجتماعياً واضحاً، كانوا سلبيين في التعامل مع أمهاتهم."