يوسف عنتر عضو مبتدا
عدد الرسائل : 23 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 24/08/2010
| موضوع: أولادنا أمانة في أعناقنا الثلاثاء 24 أغسطس 2010, 11:13 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أبناؤنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض، هم سرّ الحياة وملح البيوت كما يقال، بل هُم بلغة القرآن زينة الحياة الدنيا، فهم صِلة الحاضر بالماضي وحلقة الربط بالمستقبل وهم مع ذلك كلّه حسنات باقية بعد موتنا ورحيلنا من الدنيا ففي الحديث: ''إذا مَات ابن آدم انقطع عمله إلاّ مِن ثلاث... وولد صالح يدعوا له'' كل ذلك يتحقّق إن نحن أحسنا التصرف في العمل وبذلنا الجهد في تربيتهم وإعدادهم لما فيه صلاحهم وفلاحنا فنحن في الأخير مَن تقرّ أعيننا أو تنغص حياتنا إن ضيّعنا وأهملنا، ففي الحديث ''إنّ الله سائل كلّ راع عمّا استرعاه حفظ أم ضيّع''، وهذا هو الفرق بيننا نحن البشر وباقي السلالات الأخرى؛ إذ يتناكحون ويلدون ولا مسؤولية، أُقدّم بهذه الكلمات للحديث عن واجبنا نحن الأولياء تجاه أبنائنا خصوصًا خلال عطلة الصيف هذه، إذ كانت قبل اليوم تؤطّرُهم وتملأ أوقاتهم مقاعد الدراسة وقد انتهى الموسم الدراسي بنجاح ورسوب كما هي سنة الحياة، لتبدأ عطلة الصيف وما فيها من حيف؛ إذ هي أحدّ من السيف ولعلّ من أهم المخاطر الّتي تواجه أبناءنا خلال العطلة أمران: الفراغ: إذ هو بوابة لكلّ شرّ ومدخل معبد من مداخل شياطين الإنس والجن، ولأن الطبيعة تأبى الفراغ والنّفس كما قال الشافعي: النّفس إن لم تشغلها في الخير شغلتك في الشرّ، كان لزامًا على الأولياء أن يكونوا مدركين لخطورة ذلك. وأحسب أن ما يُعين على ملء الفراغ بما هو أنفع وأصلح مع مراعاة الحق الجِبلّي للأولاد من لعب ولهو ما يلي: ربط الولد وتقوية صلته بالله عزّ وجلّ وذلك من خلال تعويده وترويضه على المسجد وحلقات تحفيظ القرآن الكريم وتشجيعه بالجوائز وغيرها، قال صلّى الله عليه وسلّم: ''مُرُوا أولادكم بالصّلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهُم أبناء عشر سنين وفرّقوا بينهم في المضاجع''، فمَن شبّ على شيء شاب عليه، ويُضاف إلى هذا ترغيبهم في مطالعة الكتب والمجلات وممارسة مختلف الرياضات، وربط الولد بالعائلة الكبيرة وتعريفه برحمه وأقاربه، ذلك أنّ كثيرًا من أبنائنا اليوم يجهلون وللأسف كثيرًا من أعمامهم وأخوالهم ناهيك عن الحواشي القريبة منها والبعيدة وهذا خطر يُهدِّد الرحم والتماسك الأسري إذ لا قيمة لإنسان بدون رحم وهي الّتي تشتكي لربّها وتقول يا ربّ صِل من وصلني واقطع مَن قطعني، إلى جانب تخصيص أيام للسياحة والتنزه والرحلات العائلية، ولكم أن تكتشفوا طاقات أبنائكم وأسرارًا كنتم لها جاهلين، قال أحد المربّين: تعلّموا عن أبنائكم فإنّكم تجهلون عنهم الكثير، قال صلّى الله عليه وسلّم: ''علِّموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل''. أمّا رفقاء السوء، فهي من مخاطر ومضار العطلة إنْ لم يكن للأولياء فيها توجيه ورعاية ذلك أنّه ممّا لا يتناطح فيه عنزان ولا يختلف فيه اثنان أنّ الخلطة الفاسدة من أكبر العوامل في انحراف الولد والبنت خصوصًا في أيّامنا حيث عمّت المخدرات والمنكرات، فالصّاحب ساحب كما تقول العامة وهو كالرقعة للثوب إن لم تكن مثله شانته، فاختر لأبنائك إن كانوا صغارًا رفقاء وأصدقاء، وراقبه إن كان كبيرًا قبل أن يستفحل فيه المرض فلا ينفع حينها عتاب ولا طبيب، وللبالغين من أبنائنا نقول إنّك بصاحبك تعرف مَن أنت؛ فإيّاك وقرين السُّوء، قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: ''المرءُ على دين خليله فلينظر أحدكم مَن يُخالل''. وفي الختام لا بأس أن نقول للأولياء على أن ما يُعِين على صلاح الذرية الرزق الحلال، ثُمّ التّضرّع لله عزّ وجلّ بالدعاء كما جاء في وصف عباد الرّحمان: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
الموضوع الأصلي : أولادنا أمانة في أعناقنا المصدر : منتدى كل العرب
|
|