LENA رئيسة جمهورية المرأه العالمية
نائب المدير العـــــــام
عدد الرسائل : 4801 العمر : 38 العمل/الترفيه : مديره علاقات عامه باحد وكالات الانباء تاريخ التسجيل : 16/01/2009
| موضوع: حوار ممتع بين الحجاج بن يوسف الثقفي و طفل صغير الجمعة 20 أغسطس 2010, 2:27 am | |
|
حوار ممتع بين الحجاج بن يوسف الثقفي و طفل صغير
خرج الحجاج بن يوسف ذات يوم في الصيد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب. فقال له الحجاج : ماذا تفعل هنا أيها الغلام ؟ فرفع الصبي طرفه إليه وقال له : يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين الاحتقار وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار. فقال الحجاج له : أما عرفتني ؟ فقال الغلام : عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام. فقال الحجاج : ويلك أنا الحجاج بن يوسف. فقال الغلام : لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك . فما أتم كلامه إلا والجيوش حلّقت عليه من كل جانب وكل واحد يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقال الحجاج: احفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام فأخذوا الغلام فرجع الحجاج إلى قصره فجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام فلما مثل بين يديه ،ورأى الوزراء و أهل الدولة لم يخشى منهم بل قال : السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام فرفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عالياً ومزين بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع والإتقان. فقال الغلام : أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً فقالوا للغلام : يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام اللائق ولماذا لم تتأدب في حضرته ؟ فقال الغلام : يا براغيث الحمير منعني عن ذلك التعب في الطريق وطلوع الدرج أما السلام فعلى أميرالمؤمنين وأصحابه ، يعني السلام على علىّ بن أبى طالب وأصحابه _فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك. فقال الغلام : والله يا حجاج أن كان في أجلي تأخير لم يضرني من كلامك لا قليل ولا كثير. فقال بعض الغلمان : لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين كما _تخاطب غلاماً مثلك يا قليل الآداب انظر من تخاطب وأجبه بأدب واحترام فهو أمير العراق والشام. فقال الغلام : أما سمعتم قوله تعالى " كل نفس تجادل عن نفسها" فقال الحجاج : فمن عنيت بكلامك أيها الغلام ؟ قال : عنيت به على بن أبى طالب وأصحابه وأنت يا حجاج على من تسلم ؟ فقال الحجاج : على عبدالملك بن مروان. فقال الغلام : عبدالملك الفاجر عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. فقال الحجاج : ولم ذلك يا غلام ؟ فقال : لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسببها خلق كثير فقال بعض الجلساء اقتله يا أمير المؤمنين فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبدالملك بن مروان. فقال الغلام : يا حجاج أصلح جلسائك فإنهم جاهلون فأشار الحجاج لجلسائه بالصمت. ثم سأله الحجاج : هل تعرف أخي؟ فقال الغلام : أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه فاستشار جلسائه. فقال الحجاج : اضربوا عنقه. فقال له الرقاشي : هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك. فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه. فقال الغلام : لا شكر للواهب ولا للمستوهب. فقال الرقاشي : أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام ثم التفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له: افعل ما تريد يا أمير المؤمنين. فقال الحجاج للغلام : من أي بلد أنت ؟
فقال الغلام : من ثلى بنى غالب من سلالة علي بن أبى طالب عليه السلام وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا و نسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة فاغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله. فقال له كل من حضر من الوزراء : ولكنه لا يستحق بالقتل وهو دون سن البلوغ أيها الأمير. فقال الحجاج : لا بد من قتله ولو يناد منادى من السماء. فقال الغلام: ما أنت بنبي حتى يناديك مناد من السماء. فقال الحجاج : ومن يحول بيني وبين قتلك. فقال الغلام : يحول بينك وبين قتلي ما يحول بين المرء وقلبه. فقال الحجاج : وهو الذي يعينني على قتلك. فقال الغلام : كلا إنما يعينك على قتلي شيطانك و أعوذ بالله منك ومنه. فقال الحجاج : أراك تجاوبني على كل سؤال فأخبرني ما يقرب العبد من ربه؟ فقال الغلام : الصوم والصلاة والزكاة والحج . فقال الحجاج: أنا أتقرب إلى الله بدمك لأنك قلت أنك من أولاد الحسن والحسين. فقال الغلام : من غير خوف ولا جزع أنا من أولاد رسول الله صلى الله علية وسلم إن كان أجلي بيدك فقد حضر شيطانك يعينك على فساد آخرتك. فأجابه الحجاج : أتقول أنك من أولاد الرسول وتكره الموت؟ قال الغلام : قال الله تعالى " ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة" قال الحجاج : ابن من أنت ؟ قال الغلام : أنا ابن أبي و أمي. فسأله الحجاج : من أين جئت؟ قال الغلام : على رحب الأرض. فقال الحجاج: فمن أنجس العرب و أبخلهم وأقلها خيراً ؟ بفقال الغلام : بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف بنمرود وكذاب فالكذاب مسيلمة والنمرود أنت فأغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلاً ؛؛ وقال الحجاج : أين تركت الإبل ذات القرون ؟ فقال الغلام : تركتها ترعى أوراق الصوان. فصاح الحجاج به قائلاً : يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق؟ فقال الغلام : وهل للإبل قرون ؟ فقال الحجاج : هل حفظت القرآن ؟ فقال الغلام : هل القرآن هارب منى حتى أحفظه. فسأله الحجاج : هل جمعت القرآن ؟ فقال الغلام : وهل هو متفرق حتى أجمعه ؟ فقال له الحجاج : أما فهمت سؤالي . فأجابه الغلام : ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه. فقال الحجاج : فأخبرني عن آية في القرآن أعظم؟ وآية أحكم؟ وآية أعدل ؟ وآية أخوف ؟ وآية أرجى ؟ وآية فيها عشر آيات بينات؟ وآية كذب فيها أولاد الأنبياء؟ وآية صدق فيها اليهود والنصارى ؟ وآية قالها الله تعالى لنفسه؟ وآية فيها قول الملائكة؟ و آية فيها قول أهل الجنة؟ وآية فيها قول أهل النار؟ وآية فيها قول إبليس ؟؟؟ فقال الحجاج : فأخبرني ما يجب على المسلم في السنة مرة ؟ فقال الغلام : صيام رمضان. فقال الحجاج : وما يجب في العمر مرة ؟ فقال الغلام : الحج إلى بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا . فقال الحجاج : فأخبرني عن أقرب شيء إليك ؟ فقال الغلام : الآخرة . ثم قال الحجاج: سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبياً أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام. فقال الغلام : أنا أهل لذلك. فقال الحجاج : فمن أحق الناس بالخلافة ؟ فقال الغلام : الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس.
فقال الحجاج : فأخبرني عن النساء ؟ فقال الغلام : أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطـّلع بعد على أحوالهن و رغائبهن ومعاشرتهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن؛؛ فبنت العشر سنين من الحور العين؛؛ وبنت العشرين نزهة للناظرين؛؛ وبنت الثلاثين جنة نعيم ؛؛وبنت الأربعين شحم ولين؛؛ وبنت الخمسين بنات وبنين؛؛ وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين؛؛ وبنت السبعين عجوز في الغابرين؛؛ وبنت التسعين شيطان رجيم؛؛ وبنت المائة من أصحاب الجحيم.
فقال الحجاج : أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم ؟ فقال الغلام : هو بيت حاتم طي. حيث يقول: ـــ وأكرم الضيف حتما حين يطرقني *** قبل العيال على عسر و إيسار فقال الحجاج : أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة و جارية وسيف وفرس. وقال الحجاج في نفسه : إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما قدمها له. ثم قال الحجاج : خذ ما تريد يا غلام فغمزته الجارية. وقالت : خذني أنا خير من الجميع فضحك الغلام وقال ليس لي بك حاجة وأنشد يقول : ـــ و قــرقعــت اللجان _:بـــرأس _حــمراً *** أحــــب إلىّ مــما تــغــمـزني أخـاف إذا وقعــت عــــلى فراشــي *** وطالت علتي لا تصحبينـــي أخـــاف إذا وقــعــنا فــي مضـــيـق *** وجار الدهر بي لا تنصريني أخـــاف إذا فـقــدت المــال عــندي *** تــمــيلي للخصام وتهجريني فأجابته الجارية تقول : ــ معاذ الله أفـــعــــل مـــا تــــقــول *** ولو قطعت شمالي مع يميني وأكتم سر زوجــي فــي ضميري *** وأقـــنع باليسير وما يــجيني إذا عاشـــرتني و عرفت طـــبعي *** ستــعــلم أنـــني خــير القرين فقال الحجاج : ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر. فقال الغلام : إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع. فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم. فقال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى. ثم قال الغلام : من أين أخرج يا حجاج ؟ فأجابه الحجاج : أخرج من ذاك الباب فهو باب السلام. فقال الجلساء للحجاج : هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعذاب ؟ فقال الحجاج : إنه استشارني والمستشار مؤتمن... وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه..."""..."
i LENA
الموضوع الأصلي : حوار ممتع بين الحجاج بن يوسف الثقفي و طفل صغير المصدر : منتدى كل العرب
|
|