عدد الرسائل : 257 العمر : 55 تاريخ التسجيل : 06/05/2010
موضوع: التحدث مع الذات الجمعة 28 مايو 2010, 5:06 am
هل تسمع احيانا صوتا يأتيك من داخلك كما لو كان هناك شخص يتحدث اليك؟ هل حدث انك اردت الاستيقاظ باكرا اتنهي تقريرا أو تقوم بعمل شيء مهم وسمعت صوتين من داخلك .... احدهما يحثك على النهوض والاخر يشجعك على ان تظل راقدا..... دعني اسألك ....هل تتحدث مع نفسك احيانا؟ كلنا كائنات تتكلم وتفكر وهذا لن يتوقف طالما نحن احياء........ هل تتحدث الى نفسك بصوت مرتفع؟ ربما تكون مررت بتجربة سلبية سببت لك احساسا سيئا ومن وقت لاخر تسمع صوتا يذكرك بتلك التجربة ويعيد عليك نفس الاحساس السيء. او ما رأيك في تجربة لم تحدث بعد؟....انك تشعر مقدما بالضيق من نتائجها المنتظرة....... في كتابه كيف توقف القلق والاحاسيس السلبية -قال ديل كارنيجي {ان اكثر من 93 في المائة من الاحداث التي نعتقد انها ستسبب بالاحداث السلبية لن تحدث ابدا،و7 في المائة او اقل لا يمكن التحكم فيها مثل الجو او الموت مثلا} اجرت احدى الجامعات في كالفورنيا دراسة على التحدث مع الذات عام 1983 وتوصلت الى ان اكثر من 80 في المائة من الذي نقوله لأنفسنا يكون سلبيا ويعمل ضد مصلحتنا ولك ان تتخيل مدى تأ ثير هذا الكم الهائل من السلبيات.... وهناك مفاجأة أخرى حيث ان البحث لم يصل الى تلك النتائج فقط بل توصل أيضا الى ان هذا القلق يتسبب في أكثر من 75 في المائة من الأمراض بما في ذلك ضغط الدم والقرحة والنوبات القلبية،اي أنك بكامل ارادتك تتحدث الى نفسك وتفكر بطريقة سلبية وايضا تصاب بالمرض ولا تحتاج لأي مساعدة من أحد لانجاز كل ذلك. قال د.وين داير في كتابه <الحكمة في حياتنا اليومية> {ما يفكر فيه الناس ويتحدثون عنه يتزايد ويصبح افعالا}. ترى ما الذي يتسبب في ان تتحدث مع ذاتك؟ وكيف يمكن ان تتحكم في ذلك؟ وكيف تجعل هذا التحدث يعمل لمصلحتك بدل أن يعمل ضدك؟ هناك خمسة مصادر للتحدث مع الذات او البرمجة الذاتية المصدر الاول: الوالدان: قال د. تشاد هليمستتر في كتابه <ماذا تقول عندما تحدث نفسك>{انه في خلال ال18 سنة الاولى من عمرنا وعلى افتراض نشأتنا وسط عائلة ايجابية الى حد معقول فانك قد قيل لك اكثر من 148000 مرة لالالا،او لا تعمل ذلك ...تخيل ...وستصل دهشتك ذروتها عندما تعلم انه في نفس الفترة كان عدد الرسائل الايجابية التي وصلتنا لا تتجاوز 400 مرة،وهذا بالطبع يعني ان اباءنا وامهاتنا لم يكونوا سيئين ولكن للأسف لم يكونوا على دراية بأية طريقة اخرى افضل لانهم كانوا قد نشأوا وبرمجوا بنفس الطريقة بواسطة اباءهم. وفي كتابه خط الحياة قال د. تاد جيمس وويات وودسمول {عندما نبلغ السابعة من عمرنا تكون اكثر من 90 في المائة من قيمنا قد تخزنت في عقولنا ،وعندما نبلغ سن 21 تكون جميع قيمنا قد اكتملت واستقرت في عقولنا}....وبهذه الطريقة نشأنا مبرمجين اما سلبيا او ايجابيا. المصدر الثاني :المدرسة المصدر الثالث:الاصدقاء المصدر الرابع :الاعلام المصدر الخامس:انت نفسك: بالاضافة الى المصادر الاربعة السابقة ،فانك تضيف اليهم برمجة ذاتية نابعة منك انت.... فمن الممكن للبرمجة الذاتية والتحدث مع النفس أن تجعل منك انسانا سعيدا ناجحا يحقق احلامه او تعيسا وحيدا يائسا من الحياة وفي ذلك يقول د. هلمستتر:{ان ما تضعه في ذهنك سواءا كان سلبيا او ايجابيا ستجنيه في النهاية} ننتقل الان الى التحدث عن المستويات الثلاثة الرئيسية للتحدث مع الذات: المستوى الاول الارهابي الداخلي:وهو أخطر مستويات التحدث مع الذات فانه من الممكن أن يجعلك فاقد الأمل ويشعرك بعدم الكفاءة ويضع امامك الحواجز التي تمنعك من تحقيق أهدافك... فالارهابي الداخلي يبعث اشارات سلبية مثل: انا خجول،انا ضعيف،انا ذاكرتي ضعيفة،انا لا استطيع..... يقوم الناس بارسال اشارات سلبية للعقل الباطن ويرددونها باستمرار الى ان تصبح جزءا من اعتقادتهم القوية وبالتالي تؤثر على تصرفاتهم واحساسيهم الخاصة بهم وبالعالم من حولهم. المستوى الثاني: كلمة ولكن:هذا المستوى من التحدث الى الذات أفضل من المستوى الاول...فالانسان يقول انه يرغب في التغيير ويضيف كلمة <ولكن> ...وللأسف فان هذه الكلمة تمحو الاشارات الايجابية التي سبقتها.... المستوى الثالث: التقبل الايجابي:هذا المستوى من التحدث مع الذات هو أقوى المستويات بمراحل كما أنه يكون مصدرا للقوة وعلامة للثقة بالنفس والتقدير الشخصي السليم... الرسائل الايجابية تدعم خطواتنا بالحماس والثقة تجاه اهدافنا الى ان نحققها. الانواع الثلاثة للتحدث مع الذات: الفكر:هدا النوع من التحدث مع الذات ذو قوة شديدة،ومن الممكن أن يؤدي الى نتائج خطيرة . قال فرانك اوتلو: راقب افكارك لأنها ستصبح افعال راقب افعالك لأنها ستصبح عادات راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك الحوار مع النفس هل حدث ان دخلت في جدال مع شخص وبعد ان تركك هذا الشخص دار في ذهنك سريط الجدال مرة اخرى؟ في هذه الحالة ستكون قد قمت بالدورين، وكأن عنك ندائين داخليين أحدهما يمثلك والثاني يمثل الشخص الاخر واخذت في اعادة شريط الجدال عدة مرات مع اضافة عبارات كنت تتمنى ان تقولها وقت الجدال الاصلي. وتظل على هذا المنوال الى تفقد صوابك.هذا النوع من التحدث مع الذات يولد احاسيس سلبية قوية. التعبير بصراحة والجهر بالقول وهذا النوع يأخذ شكلين: التحدث مع النفس بصوت مرتفع. محادثة توحي بعدم الكفاءة اشر الاضرار التي يمكن ان تصيب الانسان هو ظنه السيء بنفسه قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:لا يحقرن احدكم نفسه. لحسن الحظ فانت وانا واي شخص في استطاعتنا التصرف تجاه التحدث مع الذات الذي يتسبب في البرمجة الذاتية ،وفي استطاعتنا تغيير اي برمجة سلبية لاحلال برمجة اخرى جديدة ايجابية تزودن بالقوة، واليبب في ذلك بسيط وهو اننا نتحكم في افكالرنا،فنحن المالكون لعقولنا وعلى ذلك فيمكننا أن نغير فيها تبعا لرغباتنا. وقد قال ارنست هولمز في كتابه النظريات الاساسية لعلم العقل:{افكاري تتحكم في خبراتي ،وباستطاعتي توجيه افكاري}...وفي كتابها العودة للحب قالت ماريان ويليامسون:< باستطاعتنا في كل لحظة تغيير ماضينا و مستقبلنا باعادة برمجة حاضرنا>... وفي علم البرمجة اللغوية العصبية هناك مبدأ يقول: ج انا مسؤول عن عقلي اذا انا مسؤول عن نتائج افعالي> من حقك كما انه في استطاعتك ان تفكربالشيء الذي ترغبه،لا يوجد هناك من يستطيع ان يوجه افكارك...افكارك تحت سيطرتك انت وحدك ،ومن الممكن ببساطة توجيه التحدث مع الذات الى الاتجاه السليم مما يحول حياتك الى تجارب مليئة بالنجاح والسعادة. وفي كتابهما < تجرأ لتكسب > قال جاك كانفيلد ومارك فينس:نحن جميعا متساوون في اننا نملك 18 مليون خلية عقلية ، كل ما يلزمها هو التوجيه> قبل ان تنتقل الى الخطة التي عن طريقها يمكنك تغيير النداءات السلبية الى اخرى ايجابية ذات فعالية،دعني اشرح لك كيف يعمل العقل الحاضر والعقل الباطن. اذا اعتبرنا ان العقل الحاضر هو معد برامج الكومبيوتر وان العقل الباطن هو عقل الكومبيوتر فان معد البرامج يجمع المعلومات من الخارج ويغذي بها عقل الكومبيوتر ،فمثلا لو ان معد البرامج يغذي الكومبيوتر بالرسائل التالية : انا خجول... انا لا استطيع الامتناع عن التدخين،انا عصبي المزاج انا....فاذا ادخل هذا البرنامج الى الكو مبيوتر فان الذي سيظهر على شاشة الكومبيوتر هو :انا خجول ........لا استطيع الامتناع عن التدخين ....انا عصبي المزاج......
فوظيفة العقل الحاضر هو تجميع المعلومات وارسالها الى العقل الباطن ليغذيه به،وهذا الاخير لا يعقل الاشياء فهو ببساطة يخزن المعاومات ويقوم بتكرارها فيما بعد لا اكثر ولا اقل . تاكد ان عندك القوة وانك تستطيع ان تكون زتستطيع ان تملك وتستطيع القيام بعمل ما تريده وذلك بمجرد ان تحدد بالضبط ما الذي تريده وان تتحرك في هذا الاتجاه بكل ما تملك من قوة وقد قال في ذلك جيم رون مؤلف كتاب السعادة الدائمة: التكرار اساس المهارات