هنادي فطاير تتعرض للضرب المبرح والاعتداء في نابلس كان الخامس عشر من آذار لعام 2010، يوماً دامياً لأسرة "فطاير" النابلسية، المكونة من الأب والأم والأطفال الأربعة، إذ بدأت الحكاية حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً عندما كانت ربة المنزل هنادي فطاير في المطبخ ومعها طفلاها الصغيران اللذان لم يتجاوز أكبرهما السنتين من العمر، بينما كان الأب في عمله والطفلان الآخران في المدرسة.
وفي غفلة من أمرها وجدت هنادي رجلاً غريباً في مطبخها بحوزته سكيناً كبيرة وشرع يعتدي عليها ضرباً لمدة 45 دقيقة، بطريقة مباشرة ومكثفة استهدفت العينين والرأس والرقبة، حتى أصابها ارتجاج دماغٍ بالغ وشُعرٍ في الجمجمة ونزيف في العيون قضت على إثرها ثمانية أيام في المستشفى تعاني من آلام شديدة، ناهيك عن صدمتها النفسية الناتجة عن الاعتداء والهجوم المفاجىء.
"كان المعتدي يضربني دون توقف -تقول هنادي- حتى جاء زوجي ليخلصني من يديه إثر مكالمة هاتفية من قبل الجيران الذين سمعوا صراخي فهرعوا لإخبار زوجي الذي حال وصوله لم يحتمل منظر الاعتداء علي، فتشاجر مع المعتدي وطعنه بالسكين، ثم اتصل بالشرطة ليبلغ عن الحادثة".
المحزن في الأمر أن الطفلين الصغيرين قد شهدا الحدث بتفاصيله وهذا ما يزعج هنادي ويقض مضجعها إذ تؤكد والدموع تنهمر من عينيها: "أنا لا يهمني أي شيء سوى طفليي الصغيرين اللذين صدما لرؤيتي أضرب بهذه الطريقة، حتى أن أحدهما بدأ يتصرف بطريقة عدوانية وهذا ما يخيفني، فإني أحتمل أي شيء، بما في ذلك الألم والجروح والرضوض والكسور إلا أنني لا أستطيع احتمال رؤية نظرة الخوف في عيون أطفالي خاصة أن المعتدي قد استخدم السكين وهدد صغيري بها حتى لا يتحرك".
أما الأب فقد حُجِز لمدة أسبوع في السجن وتم إطلاق سراحه باعتبار الاعتداء الحاصل دفاعاً عن النفس بينما لا يزال المعتدي في قسم العناية المركزة في المستشفى العربي في نابلس بحالة خطيرة جداً مما أعاق الشرطة من تنفيذ عملية استجوابه؛ لهذا فإن الشرطة لا تعلم حتى الآن سبب الاعتداء خاصة بعد تأكيد الزوجين مراراً وتكراراً أنهما لا يعرفان المعتدي (م.خ) كما تفيد سجلات الشرطة.
الأسرى المنكوبة تشعر بالأسى الشديد لعدم قدرة الشرطة على إقفال الملف نهائياً حتى الآن فتقول الوالدة: "جل ما أتمناه هو أن ينتهي هذا الكابوس الذي سبب لي ولعائلتي الأسى إلا أنني لا أريد أن يقفل الملف دون أستعيد كرامتي واعتباري" معبرة عن استيائها من كثرة الإشاعات والأقاويل التي تداولتها ألسن المقربين والجيران بعد الحادثة فتقول: "لقد ضربني المعتدي ضرباً مبرحاً لكن لم يحدث شيء غير ذلك".
من ناحية أخرى فقد أبدت شرطة نابلس تعاوناً شديداً في تزويد المعلومات اللازمة إذ يوضح العميد يوسف عزريل مسؤول العلاقات العامة والإعلام أن الشرطة هرعت للمنزل عقب مكالمة الزوج مباشرة فوجدت الزوجة والمعتدي في حالة خطرة وتم نقلهما للمشفى في حين تم نقل الزوج لقسم الشرطة ليتم التحقيق معه، وقد أطلق سراحه بعد أن تم استجوابه، مشيراً إلى أن المتهم يقبع الآن في العناية المركزة بوضع خطر وبحراسة مشددة من قبل الشرطة بحيث سيتم التحقيق معه وأخذ إفادته عندما يستفيق من الغيبوبة.
وعن ملابسات الحادث يؤكد العميد يوسف أن المتهم كان يحمل سكيناً هدد بها الأم وطفليها الصغيرين مما دفع بالأم للدفاع عن نفسها وأطفالها فقام المعتدي بالهجوم عليها ضرباً مستهدفاً منطقتي الرأس والرقبة ولم يتوقف إلا حين هاجمه الزوج وأخذ سيكنه وطعنه بها.
بدوره يؤكد العميد يوسف أن المعتدي قد دخل البيت من خلال الباب الذي كان مفتوحاً في حينها بسبب قيام ربة المنزل ببعض التنظيفات المنزلية الاعتيادية، محذرا جميع المواطنين من أخذ الحيطة والحذر بعدم تكرار هذه الغلطة التي قد يدفع المرء حياته جراءها.
وهذا بالضبط ما دفع هنادي فطاير للحديث عن قصتها المريرة، فهي تقول لكل فتاة أو امرأة: "لا تبقي مداخل المنزل مفتوحة بل اغلقيها ولا تفتحي الباب لأي شخص غريب لأن الوقاية تبقى دائماً خير من العلاج".
مع تحياتى
LENA