مخاطر حلقات التثقيب والوشم تلاحق 30% من أصحابها في صيف 2006 أخضع الجرّاحون الألمان امرأة شابة لعملية تجميل في الثديين بعدما عجزت عن إرضاع طفلها بسبب حلقتين كانت تعلقهما، إلا أن مثل هذه المضاعفات قد تزداد، حسب تحذير الأطباء الألمان، مع انخفاض درجات الحرارة في الشتاء.
فموجة البرد سجلت هذا العام في ألمانيا أرقاما قياسية جديدة في تدني درجات الحرارة، وبلغت في بعض مناطق الألب البافارية تحت (- 27 مئوية)، وما عادت التدفئة في بعض البيوت القديمة توفر الدفء لأصحابها.
مع ذلك يحتفظ البعض، وعددهم ليس بالقليل، بحلقات التثقيب في حواجبهم وأنوفهم وآذانهم وألسنتهم، وهي المناطق القريبة من الدماغ، وكذلك في مناطق أكثر حساسية في أجسامهم.
وإذا كانت بعض الثياب تحمي أصحاب الحلقات من البرد، فإن جوارب النايلون والتنورات القصيرة، التي تلبسها البنات، لن تكفي لحفظ الحلقات تحت درجة الصفر في هذا البرد القارص.
ولهذا فقد حذرت الدكتورة كورنيلا بينزينغ، من اتحاد شركات التأمين الصحي، من الاحتفاظ بحلقات التثقيب في المناطق الحساسة من الجسم تحت درجة صفر.
وقالت إن تجميد المعدن الملاصق للبشرة يتسبب بتجميد البشرة أيضا، ويؤدي لاحقا إلى تغيير لون البشرة ويعرضها لمختلف الالتهابات.
وأردفت أنه «يمكن لمن تصر على لبس موضة البلوزات التي تظهر السرّة المثقوبة، والتنورات القصيرة، أن تجازف بمضاعفات أخطر بالنظر لقرب مناطق التثقيب الداخلية من أجهزة الجسم الحيوية».
من جهة ثانية، لا تقل مخاطر الوشم - أي «التاتو» - عن مخاطر التثقيب على صعيد الالتهابات الجلدية.
وإذا كانت الألوان المستخدمة في الوشم تسبب الحساسية وتغيير لون البشرة، فإن معدن الحلقات يمكن أن يسبب الالتهابات. ولذلك لا تنصح كورنيلا بينزينغ بوضع حلقات تزيد فيها نسبة النيكل على 0.05%.
الدكتورة بينزينغ طالبت بحظر الوشم والتثقيب عند الشباب من سن تقل عن 18 سنة، أسوة بالإجراءات المستخدمة في قانون منع الكحول. وبرّرت طلبها بالقول إن مخاطر الإصابات تزداد مع انخفاض سن المراهق.
ونصحت حملة الوشوم والحلقات على أجسادهم، في الفترة التي تعقب الوشم والتثقيب تماما، بالابتعاد خلال الصيف عن المسابح والشمس الحارقة والتلامس لأن مخاطر انتقال عدوى الأمراض، وخصوصا الالتهابات والإيدز والتهاب الكبد الفيروسي، كبيرة جدا.
ومما يذكر في هذا المجال، أن أطباء أميركيين كانوا قد حذّروا في بحث نشرته مجلة «الأمراض السريرية المعدية» من تثقيب اللسان وجفون العين بسبب قرب موقع التثقيب من الدماغ.
وجاء هذا التحذير بعدما أزال الأطباء «كيس خراج» من رأس شابة أميركية تسبب تثقيب اللسان، وما رافقه من التهاب وأعراض، في نشوء الكيس على الجهة اليمنى من المخيخ.
كما حذر الأطباء من حدوث أكياس خراج مماثلة نتيجة التثقيب في المناطق القريبة من الرأس مثل الأنف والحاجبين والشفتين.
عدا عن ذلك، ما عاد التثقيب والوشم موضة طارئة تقتصر على المراهقين فقط في ألمانيا، لأن الإحصائيات تشير إلى أن عدد حاملي الوشوم على جلودهم يزيد اليوم على 4 ملايين ألماني.
ولا يدري هؤلاء أن التأثير «الجمالي» للوشوم والثقوب سرعان ما يخلي مكانه للتأثيرات المرضية، وخصوصا الحساسيات والالتهابات، حسب دراسة جديدة أعدتها شركة «أي أو كي» للتأمين الصحي.
فقد ذكر البروفسور بيرنهارد إيغر، رئيس قسم الأمراض الجلدية في الشركة، أن دراسة اعتمدت سجلات أطباء نقابة الأمراض الجلدية تثبت أن 30% ممن «قشوا» جلودهم بالوشم وثقبوا أجسادهم بالحلقات عرضوا صحتهم إلى عواقب مرضية.
وامتدت المضاعفات المرضية بين الالتهابات الحادة، التي تعقب الوشم أو التثقيب في الحال، والالتهابات الحادة والمزمنة والأمراض الحساسية الناجمة عن الألوان المستخدمة في الوشوم.
وهناك مؤشرات على زيادة أخرى في نسبة التعرض للحساسيات جراء هذه الإجراءات التجميلية لأن 10% من الألمان يعانون سلفا من أمراض حساسية أخرى مثل حمى الدريس والربو والتهاب الجلد والعيون والإكزيما.
ولقد تعرّض 33% من الشباب إلى الالتهابات والحكة والنزف نتيجة الوشوم في الوجه، وكانت العواقب أخطر في حالات التثقيب.
وخلال المؤتمر السنوي لاتحاد مصارف الدم الأميركية في واشنطن، حذرت خبيرة أمراض الدم ثيريزا ويغمان من انتقال عدوى بعض الأمراض الخطيرة بواسطة أجهزة التثقيب والوشوم (التاتو)، وقالت إنها رصدت العديد من حالات انتقال مرض الكبد الفيروسي من خلالها.
وثمة أيضا احتمالات أن تتسبب الحلقات والوشوم بنقل مرض الإيدز (نقص المناعة المكتسب) إذا كانت الأجهزة المستخدمة غير نظيفة.
وكان سبق لاتحاد البنوك أن أجرى فحوصا على هذه الأجهزة في العديد من الاستوديوهات وتوصل إلى أنها تفتقر إلى الشروط الصحية المطلوبة في العديد من الحالات.
مما يستحق الإشارة إليه في هذا المجال، أن البريطاني كام ما (32 سنة)، من مدينة سندرلاند بشمال شرقي إنجلترا هو حامل الرقم القياسي في التثقيب Piercing حسب كتاب «غينيس» للأرقام القياسية.
وتحمل الحلاق كام ما آلام 100 ثقب في الدقيقة لكي يعلق في جسده 1000 حلقة معدنية على امتداد 10 ساعات. ويأمل ما بكسر رقمه القياسي بنفسه لاحقا وبلوغ رقم 3000 حلقة تثقيب على جسمه.
وكان الرقم السابق مسجلا باسم الفنان الكندي موفات عام 2002 الذي سمح بإحداث 702 ثقب في جسمه بواسطة أدوات جراحية وذلك في غضون 8 ساعات قط. وكان الرقم الذي سبقه أيضا قد سجل باسم كندي آخر عام 1999 لكنه يتوقف عند 200 ثقب.
وفي حينه وافق موفات على استعراض جسمه المثقب كالـ«المنخل» أمام خبراء «كتاب غينيس للأرقام القياسية» كي يوافقوا على تسجيل رقمه في الكتاب، إلا أنه رفض عرض نفسه على طبيب رغم الدماء التي سالت منه حتى قدميه حسب تعبيره.
مع تحياتى
LENA