تؤكد دراسة جديدة الأهمية الكبرى لنمط الحياة الصحي في خفض خطر الإصابة بسرطان القولون.
وقد تميزت الدراسة عن سواها من الدراسات بتوظيفها لنموذج شامل حول الأخطار.
ولم يتوجه هذا النموذج لدراسة عوامل الخطر المتعددة فحسب، بل تجاوز ذلك ليقيِّم تأثيراتها المتغيرة مع الزمن.
وكانت الدراسات السابقة تركز على الاهتمام دوما، وفي الغالب، بالعوامل الفردية التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون (مثل زيادة تناول اللحوم الحمراء) أو إلى تقليل خطرها (مثل تناول الأسبرين أو إجراء التمارين الرياضية).
أخطار جينية وحياتية
وفي التحليلات التي نشرت في مجلة علوم الأوبئة الأميركية (1 أكتوبر - 2009) حسب الباحثون حوادث سرطان القولون، وأيضا الأخطار النسبية له لدى النساء حتى أعمار 70 سنة.
واستقى الباحثون المعلومات من «دراسة صحة الممرضات»، التي شملت 83 ألفا و767 امرأة بين أعمار 30 و54 سنة عند بدء الدراسة عام 1976.
وتوبعت النساء لمدة 24 سنة، جمع الباحثون فيها معلومات عن طولهن، ووزنهن، وعاداتهن الصحية، وعبورهن لسن اليأس من المحيض، وتاريخ إصابتهن هن أو أقربائهن بسرطان القولون، وتاريخ فحوصات الكشف عن سرطان القولون لديهن، وتناولهن الأسبرين، والكحول، والعلاج بالهرمونات.وكان أقوى الأخطار، التي لا يمكن تطويعها، هي الأخطار الجينية: أي وجود قريب واحد من الدرجة الأولى على الأقل (أب أو أم أو أخ أو أخت) مصاب بسرطان القولون.
وهذا العامل زاد من خطر الإصابة لدى النساء بنسبة 55 في المائة.
إلا أن العوامل التي يمكن تطويعها، كانت - في مجموع تأثيراتها التراكمية - مؤثرة أكثر بكثير.
فالمرأة التي لم تكن تمارس الرياضة، وكانت بدينة دوما، وتتناول اللحوم الحمراء وكذلك اللحوم المعالجة صناعيا يوميا، وتتناول مقدارا قليلا من الفوليت، ولم تخضع لفحص طبي على سرطان القولون حتى عمر 70 سنة، كانت معرضة للإصابة بسرطان القولون بمعدل أربع مرات أكثر عند وصولها سن السبعين، مقارنة بالمرأة التي كان نمط حياتها أقل خطرا ( تمارس الرياضة بانتظام، ولديها وزن معتدل نسبيا، وتتناول مقدارا مناسبا من الفوليت).وكانت مستويات النشاط البدني العالية (التي تقاس بمكافئات الأيض -التمثيل الغذائي - metabolic equivalents, METs ) مهمة جدا، فالنساء اللواتي قلن إنهن يمارسن 21 من مكافئات METs أسبوعيا (ما يكافئ نحو 7 ساعات من المشي السريع في الأسبوع) كن يتعرضن لخطر الإصابة بسرطان القولون بمعدل يقل بالنصف عن خطر تعرض النساء اللواتي كن يمارسن ساعتين من مكافئات METs ( ما يكافئ نحو ساعة واحدة من المشي البطيء أسبوعيا).
مع تحياتى
LENA