يعتبر مرض الشرايين التاجية للقلب أخطر عارض صحي يواجه الإنسان، فهو قد يصيب أي شخص في أي مرحلة عمرية ، وخصوصا كلما تقدم بنا العمر، كما أنه لا يفرق بين رجل أو امرأة، غني أو فقير، أسود أو ابيض. و في المملكة المتحدة وحدها يتعرض شخص واحد لنوبة قلبية كل دقيقتين أي حوالي 300.000 شخص كل عام، وفي الوقت نفسه يعاني حوالي مليوني شخص من الذبحة الصدرية وحوالي نصف مليون يعانون من قصور في القلب، يشفي منهم 20000 بعد إجراء جراحات لقلوبهم.
أعراض أمراض القلب والشرايين التاجية:
تعتبر الذبحة الصدرية (ألم الصدر) ونوبات القلب هما من الأعراض الرئيسية لمرض شرايين القلب التاجية، وتنتج من حدوث ضيق بهذه الشرايين نتيجة حدوث تصلب فيها حيث تتعرض الأغشية الداخلية لها للضيق أو الانسداد بسبب بعض المركبات والتراكمات الدهنية كالكوليسترول وبعض المعادن كالكالسيوم ـ وفي بعض الأحيان تتهشم (أو تتشقق) هذه الترسبات وتنزف وتشكل تخثرات الدم عبر الشرايين فتحدث الذبحة ـ أو تسبب انسداداً تاماً للشريان فتحدث النوبة القلبية.
الذبحة الصدرية:
يتراوح ألم الذبحة ما بين وخزة بسيطة بالصدر ، حتى الألم الساحق المتمركز في منطقة الصدر، ومن الممكن أن يتجه إلى الرقبة والكتف والذراع والفك السفلي وغالباً ما يستمر لدقائق عدة مصحوباً بضيق في التنفس (عادة ما يحدث ألم الذبحة نتيجة تعرض عضلة القلب لعوامل ومؤثرات تحتاج إلى جهد إضافي لعضلة القلب كالجهد الجسماني مثل صعود الأدراج أو الركض أو ممارسة الجنس أو الضغط الانفعالي).
وهناك نوعان من الذبحة الصدرية :
-الذبحة الصدرية المستقرة:
من الممكن توقع حدوثها من قبل المريض كأن يحدد مثلاً المسافة التي يستطيع أن يمشيها قبل حدوث ألم الصدر ويزول الألم عندما يخلد المريض إلى الراحة.
- الذبحة الصدرية غير المستقرة :
لا يمكن توقع حدوثها، فقد يداهمك الألم أثناء الراحة وهذا النوع ينبئ بقرب إصابة المريض بنوبة قلبية ولذلك يجب إخبار طبيب القلب أو التوجه فوراً إلى اقرب مستشفى للعرض على طبيب قلب.
النوبة القلبية :
تحدث النوبة القلبية(احتشاء عضلة القلب) نتيجة توقف كمية الدم المتجهة إلى أي جزء من عضلة القلب وذلك عند حدوث انسداد تام نتج عن تخثر وتجلط الدم ومن ثم تراكمه على الغشاء الداخلي لأحد الشرايين التاجية المتصلبة.
وفي حالات نادرة تحدث النوبة القلبية نتيجة تشنج عضلي لا إرادي غير معروف سببه تماما للشرايين التاجية للقلب سواء كانت متصلبة أو سليمة.
وبمجرد حرمان الخلايا العضلية للقلب من الكمية الكافية من الأكسجين بالدم تموت هذه الخلايا وفي الحال يتكون نسيج صلب في المنطقة نفسها التي حرمت من الدم، بينما تقوم بقية الأجزاء بالعمل الذي كان يقوم به الجزء المصاب.
أعراض النوبة القلبية:
- ألم ساحق وحارق ومتواصل يعتصر الصدر (خصوصاً منتصف الصدر) يستمر لمدة دقائق أو يختفي ليعود ثانية.
- ألم يلتف حول الجسم أو يمتد حتى الكتفين والرقبة والذراعين ومن الممكن أن يحس به المريض في منطقة الرقبة والفك وأسفل البطن. ولا يزول الألم عند الراحة.
- عدم ارتياح في منطقة الصدر مع شعور بالوهن أو الدوخة أو الدوار أو الإغماء.
- الغشيان أو انقطاع النفس.
- بالإضافة إلى أن عدداً من المصابين بالنوبة القلبية يحسون بشعور خفي من عدم الارتياح يتراوح ما بين الإحساس بدنو الأجل الحتمي إلى الشعور بأن شيئاً ليس على ما يرام يحدث لهم.
- إن المريض ينهار في حالة من العرق البارد مع إحساس بالغثيان والهلاك.
- على أن أخطر ما يحدث للمريض عند إصابته بنوبة قلبية هو حدوث ما يعرف بارتجاف البطين Ventricular Fibrillation حيث ينبض القلب بصورة سريعة جداً ومشوشة Chastic ثم يبدأ بالارتعاش وإذا ترك ارتجاف البطين بدون علاج فإنه يؤدي إلى الموت سريعاً لا محالة.
- إن ارتجاف البطين يعد خطراً حقيقياً خلال الساعة الأولى من حدوث النوبة القلبية ثم تقل خطورته أثناء الساعات الست التالية .
- وهذا يحتم الإسراع بطلب المساعدة الطبية لحظة ارتيابك بإصابتك أو احد أقاربك بنوبة قلبية.
مخاطر التعامل مع النوبة القلبية:
نصف عدد المصابين الذين يموتون بسبب نوبة قلبية يحدث لهم ذلك لأنهم لم يطلبوا المساعدة الطبية في وقت مبكر كاف لتلافي الخطر ويحدث هذا لان المريض يتردد قبل طلب المساعدة ويعزي أعراض المرض إلى الذبحة الصدرية أو عسر الهضم. ومن ثم يحاولون معالجتها بأنفسهم - وبعض المرضى يتخوف من احتمال الإصابة بالنوبة القلبية لذا فهم يرفضون مجرد الاعتراف بذلك حتى مع أنفسهم وبعض المرضى يتفادى طلب المساعدة الطبية أمام الآخرين ربما لشعوره بالارتياح حينما يخفي أعراض المرض أو لإظهار رباطة الجأش أو الخوف من الظهور بمظهر المتسرع أمام الآخرين.
الأعراض المضللة للنوبة القلبية:
يتعرض بعض مرضى القلب إلى أعراض غامضة لا يعرفون إذا كان لها علاقة بالقلب أم لا مثل آلام الفك أو الكتف أو الظهر أو عسراً في الهضم يستمر لعدة أسابيع خاصة عندما ترتبط الأعراض بالتمارين البدنية وأيضاً ملازمة شعور غامض بعدم الارتياح لا يتمكن الفرد من تفسيره - ومرضى السكر بالذات معرضون لهذه الأعراض الغامضة، حيث أنهم في كثير من الأحيان لا يحسون بآلام الذبحة لان مرض السكر يفقد المرء الإحساس بالألم، كما يتعرض بعض المرضى وخاصة مرضى السكر للتقلصات المؤلمة التي تصيب كامل القدم أو الفخذين أثناء المشي أو الرياضة وتختفي بعد اخذ قسط من الراحة وتعرف هذه الحالة بالعرج المتقطع Intermittent claudication وهو مؤشر لحدوث ضيق بالشرايين التاجية مع وجود ضيق بشرايين الأطراف.
المرأة ومرض القلب :
من المؤكد أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بنوبات القلب من النساء إضافة إلى أنهم يتعرضون لها مبكراً في حياتهم أما النساء فواحدة من بين كل تسع نساء من الفئات العمرية 45 إلى 64 سنة تصاب بأمراض القلب وحين بلوغهن من العمر 65 عاماً فما فوق يتساوى الرجل والمرأة في نسبة خطورة الإصابة.
لكن تتقاسم النساء والرجال العديد من عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب كالتاريخ العائلي والعمر وضغط الدم والتدخين ومستويات الكولسترول.
ويغلب الظن أن هرمون الجنس لدى المرأة 'الأستروجين' هو أحد أهم العوامل المؤدية إلى إصابة النساء بأمراض القلب بعد سن اليأس أما قبل ذلك فان للأستروجين تأثيراً وقائياً ضد مرض الشرايين حيث يقوم بدور مضاد للأكسدة antioxidant كما ينقي الدم من الجذور الحرة free Raicals والتي يعتقد بتورطها في نشوء مرض تصلب الشرايين.
وإضافة للأستروجين يعتقد العلماء أن فئة سداسية من الأحماض الدهنية في الجسم: بروستاجالاندين Prostaglandins يفرزها الرحم (قبل سن اليأس) لها دور إضافي للوقاية ضد أمراض القلب حيث تؤثر على النشاط العضلي للأوعية الدموية ويشترك في عمليات تخثر الدم.
وتشير الأبحاث أن تناول حبوب منع الحمل لا يؤثر على زيادة نسبة خطورة الإصابة بأمراض تصلب الشرايين ولكن من المؤكد أن تناول حبوب منع الحمل له ارتباط بازدياد خطورة ازدياد نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية وتكون تخثرات الدم داخل الأوردة (التخثر الوريدي العميق) وارتفاع ضغط الدم وتزداد نسبة الخطورة حينما تكون المرأة مدخنة.
المرأة أكثر تعرضاً للتحديات والمشاكل عند تعرضها لأمراض القلب للأسباب الآتية:
النساء خاصة الشابات أقل عرضة من الرجال للاستقصاء حول أمراض القلب وبالطبع حينما لا تبحث حالتك الصحية يصبح من المستحيل تشخيصها كما يجب.
تميل النساء إلى المرور بأعراض غير قياسية مقارنة بالرجل حيث من الملاحظ ندرة وجود أعراض الذبحة الصدرية المتعارف عليها بين النساء.
هناك بعض الاختبارات التي تستخدم لتشخيص أمراض القلب تكون غير مجدية في النساء مثل رسم القلب الإجهادي الذي يعطي نتائج ايجابية خاطئة بالنسبة للنساء تحت سن 65 عاماً وأيضا الاختبار الإشعاعي أو المسح الذري للقلب فيعطي نتائج غير واضحة المعالم وذلك بسبب حجب أنسجة الثدي حول القلب.
تحصل المرأة المصابة بأمراض القلب على معالجة دوائية اقل تركيزاً مما لدى الرجل.
النساء لا يقمن بإجراء جراحات القلب المفتوح لتوصيل الشرايين التاجية للقلب بالكثرة نفسها التي يقوم بها الرجال كما تعاني النساء من آلام ما بعد الجراحة أكثر مما يعانيه الرجال ويفسر ذلك بان النساء يصبن بأمراض القلب حينما يتقدم بهن العمر مما يجلب لهن متاعب جسمانية أخرى تتسبب في تعثر نقاهتهن وإطالة أمدها وهذا ما يجعل أيضاً الطبيب أكثر ممانعة لإجراء جراحة القلب ولكن ذلك لا يمنع من الإشارة بأن النساء يحصلن على نفس نتائج الجراحة من نجاحات قد تكون أفضل من حيث التحسن الجسماني ونوعية الحياة مثل الرجل تماماً.
لوحظ أن النساء اقل حضوراً لبرامج إعادة تأهيل ما بعد النوبة القلبية التي تشرف عليها المستشفيات كما أن النساء تلاقي بعد العودة إلى المنزل صعوبات أكثر مما يلاقيه الرجال فالرجل تقوم زوجته برعايته رعاية تامة بينما يفترض أن تعود المرأة إلى شؤون منزلها والعناية بعائلتها فور عودتها إلى المنزل وبعد خروجها من المستشفى مما يجعل المريضة أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية جديدة.
علاجات مستقبلية :
1 ـ أمصال من الكوليسترول منخفضة الكثافة المؤكسد ضد تصلب الشرايين.
2 ـ PERSNAL GEMVICA من الممكن أن تساعد الأطباء على التنبؤ أي مرض سوف يصيب القلب وذلك لسنوات عديدة من إصابتهم بالمرض.
3 ـ عقاقير جديدة ضد السمنة.
- 4مضادات الالتهاب المزمنة والكوليسترول وتصلب الشرايين>
5 ـ سيصبح من الممكن توظيف شرايين لتغذية عضلة القلب ومن الممكن أن تحل محل جراحة القلب عند بعض المرضى .
6 ـ النانو تكنولوجي أجهزة صغيرة لتكسير ألواح الدهون داخل الشرايين والتخلص منهاسيتم استخدامها في وقت قريب.
7 ـ سيتم استخدام الخلايا الجذعية على نطاق واسع في حالات ضعف عضلة القلب.
8ـ الجيل الثاني من القلوب الصناعية سيصبح أكثر سهولة وتطوراً وسيتم استخدامه على نطاق أوسع.
__________________
مع تحياتــــــــــــــــــــــــــى