ابو عاصم مشرف المنتدى الاسلامى
المشرف العــــــــام
الكنج ابوعاصم
عدد الرسائل : 2845 العمر : 65 العمل/الترفيه : معاون عميد معهد معلمين تاريخ التسجيل : 06/05/2010
| موضوع: يوم شم النسيم في القران الكريم الأحد 12 أبريل 2015, 6:25 pm | |
|
[size=32]يوم شم النسيم أو عيد الربيع أو[size=32] يوم الزينة[/size]
كلها مسميات ليوم واحد وهو احتفال المصريين القدماء بقدوم موسم الربيع والحصاد ولكن هو ورد فى القرآن باسم يوم الزينة حيث تتزين الارض بتفتح الازهار وكان ومازال يخرج الناس وهم فى كامل زينتهم للاحتفال به فهو يوم بهجة لكل المصريين ولكن كيف نحتفل نحن المسلمون به ؟ هنا لابد أن نتعرف على قصة سيدنا موسى مع سحرة فرعون ليكون احتفالنا من منظور دينى إنه يوم فرق الله فيه بين الحق والباطل[/size]
من المعروف أنه قد ورد ذكر بنى إسرائيل كثيرا فى القرآن الكريم موضحا الاحداث التى كانت لهم مع نبى الله وكليمه موسى عليه السلام
وقصتنا حدثت فى مصر و كانت ذروتها فى يوم الزينة
و كان معروفا عن المصريين القدماء الإيمان بالسحر والعمل به وقد فاقت لديهم صنعة سحر أعين الناس لذلك عندما أمر الله نبيه موسى عليه السلام أن يذهب لفرعون مصر الذى تربى موسى فى بيته ليهديه ويقول له إنه ليس إله وأن الله هو الواحد الاحد وأنه هو مالك الملك
كان فرعون يقول عن نفسه انا ربكم الأعلى ويأمر الناس بعبادته وكان يعاملهم معاملة العبيد وخاصة بنى إسرائيل الذين أستوطنوا مصر منذ عهد نبى الله يوسف عليه السلام الذى استدعى والده نبى الله يعقوب عليه السلام واخوته الاسباط من البدو للاقامة فى مصر حيث الرخاء
وكان موسى عليه السلام من بنى إسرائيل وبعد هروبه من مصر والذهاب إلى مدين بعد رحلة عذاب وفى طريق العودة ناداه ربه سبحانه وتعالى وكلمه تكليما عند البقعة المباركة بجبل الطور بمصر وقال : (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى , إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)طه :12:11 ودار حوار رائع بين رب العالمين وكليمه موسى عليه السلام
قال تعالى : وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ,إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى, فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ,وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ , قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ, قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ , فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى, قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى, لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) طه : 24:13
هكذا كان تدريب الله سبحانه وتعالى لكليمه موسى عليه السلام لتعريفه بمعجزاته الكبرى التى سيواجه بها فرعون وملائه بتسع آيات بينات من الله وعلى الرغم من هذه المنزلة القريبة من الله دعى موسى الله قائلا:
(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي , وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي , وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي , يَفْقَهُوا قَوْلِي ) طه :28 :25
وطلب منه أن يجعل أخيه هارون معينا له لأنه أفصح منه لسانا وأن المأمورية التى كلفه الله بها ليست هينة لأنه يعرف فرعون وعناده جيدا
(وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ,هَارُونَ أَخِي ,اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ,وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي , كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ,وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ,إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا ) طه : 29 :35
فأجابه الله سبحانه وتعالى و جعل اخاه هارون مساعدا له : (قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ ) طه :36
ثم تؤكد الآية الكريمة التالية أن الدعوى لله تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة اللينة
قال تعالى : (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ,اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ,فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ) طه : 42 :44
هكذا جمع الله موسى بأخية هارون وقد صار نبيا ولكنهما كانا خائفين من فرعون لما علموه عنه من قسوة القلب والجبروت فقالا : (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ ) طه : 45
قال تعالى : (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ ) طه :46
وهكذا ذهب سيدنا موسى عليه السلام و اخاه هارون لفرعون يدعونه لعبادة الله الواحد الاحد بالحكمة واالقول اللين مخاطباً فيه العقل والإدراك السليم
فحدثاه عن الله سبحانه وتعالى و أنه هو الخالق العظيم وعن الادلة الارضية التي لا يغيب عن فطنة كل إنسان عاقل مثل خلق السماوات والارض و الانهار والهواء أن هذه الآيات دليلا على وجود خالق عظيم وأنك يافرعون رغم كل جبروتك هذا لم تستطيع أن تدعى إنك خالقك هذه الآيات من الشمس والقمر والنجوم والانهار و الجبال
قال تعالى : (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى , إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ,قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى , قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) طه : 47 :50
ولما زاد فرعون في العناد انتقل به سيدنا موسى إلى مرحلة الآيات المبهرة والخوارق المهولة فالقى أمامه عصاه فإذا هي ثعبان ضخم مخيف وأخرج يده من جيبه فإذا هي كالشمس في بياضها فاشتد عناد فرعون وزعم أن تلك هذه الآيات ما هي إلا سحر وأباطيل وكذبها جميعا
(وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ ) طه :56
فكذب فرعون موسى وقال عنه ساحرا عليم
قال تعالى : (قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَىٰ , فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى ) طه : 57 :58
وكان جواب موسى عليه السلام قال تعالى : (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) طه :59
ويوم الزينة هوعيد الربيع عند المصريين القدماء الذى كانت تتفتح فيها الازهار وتتزين بأجمل الالوان يتجمع فيه أهل مصر للتنزه فى الحدائق والمتنزهات ويقال عنه فى هذه الايام (يوم شم النسيم) وهى عادة فرعونية للاحتفال بقدوم الربيع وبداية أعمال الحصاد ولقد أختار موسى هذا اليوم ليفضح فرعون أمام جمع كبير من الناس إنه ليس إله وأن الاله هو الله الواحد الذى خلق كل شئ
ولما اشتد الغيظ بفرعون فقال للكهنة من حوله:
قال تعالى : (قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ , يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ,قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ , يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) الشعراء : 37:34
وجاء يوم الزينة وتجمع الناس فى مكان فسيح لمشاهدوا ماذا يحدث ومن يغلب موسى أم السحرة
قال تعالى : (فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ , وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ , لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ) الشعراء : 40:38
وكان السحرة قد اتفقوا مع فرعون أن يكون لهم أجرا إذا تغلبوا على سحر موسى فوعدهم بذلك بل سيكونوا له من المقربين ولما تجمع موسى وهارون وفرعون و الناس والسحرة وكان هذا الحوار الذى جاء فى سورة الشعراء لما القى السحرة تخيل للناس انها ثعابين تسعى وهى عبارة عن حبال وعندما القى موسى عصاه فإذا هى ثعبان كبير يبتلع كل ما صنعه السحرة فأندهش الناس وعلم السحرة أن موسى وهارون ليسا ساحران لأن هذا ليس سحرا وأنما هى قدرة من الله العليم الخبير فأمنوا بالله وبرسالة موسى ولم يهابوا الفرعون وسلطانه وسجدوا لله شاكرين
قال تعالى : (فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ , قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ , قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ , فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ , فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ , فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ , قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ , رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ , قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ , قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ , إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ) الشعراء:51:41
وهكذا أنقلب السحر على فرعون وآمن السحرة بالله وأتبعوا موسى ولكن الفرعون صلبهم على جذوع الاشجار وقطع ايدهم و ارجلهم من خلاف ليكونوا عبرة لمن يحذوا حذوهم ولكن إيمانهم كان بالله عظيمأ وقويأ وجاء فى وقت مناسب وتسبب فى دحض افكار الفرعون الهمجية أمام قومه الذين كانوا له عابدين وقالوا وكلهم إيمان بالله :
(قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) طه :72
قال ابنُ عباس رضي الله تعالى عنهما فيما نُقل عنه: ( إنهم كانوا أول النهار كفرةً سحرة وأصبحوا أخر النهار شُهداء بررة )
هكذا يجب علينا الاحتفال بهزيمة فرعون وتوبة وإيمان السحرة وليس لذلك علاقة بالفسيخ والبيض وباقى الطقوس التى هى من العادات وليست من العبادات
تم الاستعانة بكتاب الله وبعض كتب التفسير المعتمدة
الموضوع الأصلي : يوم شم النسيم في القران الكريم المصدر : منتدى كل العرب
|
|