فاروق السيد سيف king
العضو الذهــبي
مشرف المنتدى الاسلامى عدد الرسائل : 1387 العمر : 61 العمل/الترفيه : رئيس قطاع بمصانع أعلاف بشركة خاصة تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: الرسول زوجا الإثنين 01 ديسمبر 2014, 2:41 am | |
|
هو الذي وصفه الله تعالى بقوله : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ {القلم:4}.
ويقول صلوات الله وسلامه عليه عن نفسه: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق - رواه أحمد
فمن يقرأ سيرته صلى الله عليه وسلم يدرك سمو أخلاقه وحسن تعامله مع الناس جميعا, وهنا نخص بالذكر معاملته مع النساء وزوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن .
النساء آخر وصاياه
كان صلى الله عليه وسلم قمة في العطف والحنان مع النساء فقد أوضح لأمته: (أنما النساء شقائق الرجال)، و كان يحث على الرفق بهن، وعلى إعطاهن حقوقهن كاملة،وهو القائل في وصيته الاخيرة ” استوصوا بالنساء خيرا ”.و أبدا لم يقلل من قيمتها فهو يضعها في مكانة كبيرة ،ولما لا فهي الأم والزوجة والأخت والعمة والابنة والخالة..
وكان يستمع إلى شكاوي النساء، وقد بلغ من حرصه على هذا أنه خصص لهن يوما يستقبلهن فيه. أخرج البخاري عن أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن..
وفي احد الأيام استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له الرسول فدخل عمر ورسول الله يضحك ، فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله . فقال النبى « عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب » . فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله . ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن ، أتهبنني ولا تهبن رسول الله فقلن نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
خير الناس لأهله
أماعن حسن عشرته وخير صحبته لأهله فهاهو يقول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"
فالرسول الكريم كان يرفع من شأن زوجاته ويقدرهن ، ويدللهن ، فعلى الرغم من كل المسئوليات التي يتحملها الرسول الكريم ،إلا انه لا ينس حقوق زوجاته عليه ،فيعاملهم بمنتهي الرقة والحب وبين الرسول لأمته أن اللهو واللعب مع الزوجة مما يثاب عليه الرجل ، بل لا يعد من اللهو أصلا: ففي حديث عطاء بن أبي رباح قال: رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرميان فمل أحدهما فجلس فقال الآخر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كل شيء ليس من ذكر الله فهو لغو ولهو إلا أربعة خصال مشي بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة).
وقد بلغت رقة النبي الشديدة مع زوجاته أنه كان صلوات ربي وسلامه عليه يخشى عليهن حتى من إسراع الحادي في قيادة الإبل اللائي يركبنها، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) كان في سفر وكان هناك غلام اسمه أنجشة يحدو بهن (أي ببعض أمهات المؤمنين وأم سليم) يقال له أنجشة، فاشتد بهن في السياق، فقال النبي : رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير- رواه البخاري
وعن أنس قال: "خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر فرأيت النبي يجلس عند بعيره، فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب" - رواه البخاري
وكان رسولنا الكريم لا يتأخر أبدا عن مساعدة زوجاته ،فقد روي عن السيدة عائشة في أكثر من رواية أنه كان في خدمة أهل بيته. فقد سئلت عائشة ما كان النبي يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله (أي خدمة أهله) (رواه البخاري). وفي حادثة أخرى أن عائشة سئلت عما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يعمل في بيته؟ قالت: "كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم".. النبي يشاور نساءه
ولم يخجل الرسول الكريم وقائد الأمة العظيم في الأخذ برأي زوجته، ويتجلى ذلك في استشارته صلى الله عليه وسلم لأم سلمة في صلح الحديبية عندما أمر أصحابه بنحر الهدي و حلق الرأس فلم يفعلوا ، لأنه شق عليهم أن يرجعوا ، ولم يدخلوا مكة ، فدخل مهموما حزينا على أم سلمة في خيمتها فما كان منها إلا أن جاءت بالرأي الصائب فقالت : اخرج يا رسول الله فاحلق و انحر ، فحلق و نحر ، فإذا بأصحابه كلهم يقومون بقومة رجل واحد فيحلقوا و ينحروا ..
النبي الحليم
وقد حدث خلاف بين النبي وعائشة , فما كان من نبينا الحليم الاان قال لها: من ترضين بيني وبينك .. أترضين بعمر؟ قالت: لا أرضى عمر قط "عمر غليظ". قال: أترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم.
فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر فلما جاء قال الرسول : تتكلمين أم أتكلم؟ قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي ، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا.
فلما خرج قامت عائشة فقال لها الرسول : ادني مني؛ فأبت؛ فتبسم وقال: لقد كنت من قبل شديدة اللزوق( اللصوق ) بظهري - إيماءة إلى احتمائها بظهره خوفًا من ضرب أبيها لها -، ولما عاد أبو بكر ووجدهما يضحكان قال: أشركاني في سلامكما، كما أشركتماني في دربكما". - رواه الحافظ الدمشقي وعندما يشتد الغضب يكون الهجر في أدب النبوة أسلوباً للعلاج ، فلما يمد الرسول الكريم أبدا يده على أي من زوجاته ، فقد هجر الرسول زوجاته يوم أن ضيقن عليه في طلب النفقة .
وهذه الرقة في تعامل النبي مع زوجاته كان أمامها طاعة وحنانا وحسن خلق من زوجاته رضي الله عنهن ,فكما على الرجال الاقتداء بنبينا الزوج فعلى النساء الاقتداء بأمهات المؤمنين زوجات لتنشأ أسرا صالحةً سعيدة ..
الموضوع الأصلي : الرسول زوجا المصدر : منتدى كل العرب
|
|