فاروق السيد سيف king
العضو الذهــبي
مشرف المنتدى الاسلامى عدد الرسائل : 1387 العمر : 61 العمل/الترفيه : رئيس قطاع بمصانع أعلاف بشركة خاصة تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: تستاهلوووووووووووووووووووووا الأحد 30 نوفمبر 2014, 5:25 am | |
|
(( الإصبع الوسطى فقط ..... تكفى)) ......... ...... رن جرس الهاتف بمكتبى بقسم التحقيقات السياسية بصحيفتنا الكبرى .... كانت سكرتيرة رئيس التحرير تطلب منى مقابلته ، توجهت فورا إلى مكتبه وكان كعادة كل رؤساء التحرير يدخن سيجارته ويبدو عصبيا قال .... أنت تعمل مع زكى فى قسم التحقيقات السياسية .... نعم يا أستاذ ، ولكن أستاذ زكى لم يحضر حتى الآن .... لقد تعرض لحادث وكسرت ساقه .... يا ساتر .... إسمع يا بنى ، لقد أخذنا موعدا غدا مع (رجل البطولة والخير والبناء) لإجراء حديث صحفى وكان المفروض أن يقابله زكى لذا أريدك أن تذهب لتقابله غدا .... أوامركم يا أستاذ ولكن أنا مجرد مصور القسم ولا أعرف شيئا عن التحقيقات السياسية .... الأمر لا يتطلب أى معرفة لقد أرسلنا سبعين سؤالا لمكتب (رجل البطولة والخير والبناء) ووافقوا على عشرين سؤالا وهاهى الأسئلة التى ستوجهها إليه ، أنت تعرف أن كل الصحفيين مضربين الآن لتأخر رواتبهم والوقت ضيق ناولنى ورقة فقلت .... حسنا فقط إحتاج العنوان .... (رجل البطولة والخير والبناء) لا وقت لديه فهو مشغول دوما بأعمال البطولة والخير والبناء بالإضافة إلى مناصبه السياسية الرفيعة لذا فستركب معه سيارته خلال سفره إلى المدينة الغربية فهو سيلقى كلمة هناك فى إفتتاح مشروع (حنان للأيتام) وتجرى الحديث فى هذا الوقت .... أوامرك يا أستاذ فى اليوم التالى كنت أنتظر على أول الطريق المؤدى إلى المدينة الغربية فى المكان الذى حدده سائق سيارة (رجل البطولة والخير والبناء) كان الجو باردا لدرجة أن معطفى الثقيل لم يستطع حمايتى من الإرتعاش وكان السحاب الأسود يطبق على الأفق منذرا بأمطار غزيرة توقفت أمامى سيارة سوداء فارهة من نوع الليموزين الطويل .... ركبت السيارة لأجد أن داخلها يشبه صالونا صغيرا فى أحد الشقق كانت بالصالون كنبتان متقابلتان حيث يجلس (رجل البطولة والخير والبناء) الذى جاوز السبعين على إحداهما وأجلس أنا إلى جوار سكرتيرته ذات السيقان الرائعة على الأخرى كان الرجل فخما بشكل لا يصدق ، رغم أننى شاهدته كثيرا فى التلفزيون فلم تكن الكاميرات تظهر نصف فخامته الحقيقية ، بالإضافة إلى ذلك فقد كان إستقباله ودودا لطيفا سألنى عن إسمى وأبدى إعجابه بأن ترسل الصحيفة شابا صغيرا مؤكدا على أنه فى كل مكان يشغله من المناصب السياسية والإجتماعية يشجع الشباب عماد المستقبل أمضينا بعض الوقت فى تناول إفطار من الكرواسا والزبد والمربى والجبن وأخبرنى (رجل البطولة والخير والبناء) أنهم من أفضل الفنادق فى أوروبا مضت نصف ساعة و السيارة تسير بسرعة عالية رغم الأمطار التى تهطل بغزارة والتى تحولت إلى سيول عنيفة ، أخذت السيارة تبطئ من سرعتها حتى توقفت تماما ، تحدثت السكرتيرة مع السائق الذى أخبرها أن الطريق أمامه مقطوع وأن كتلا طينية تغطيه على الفور قامت السكرتيره بتحديد مكان السيارة بواسطه ال جى بى أس وأتصلت بمسئول كبير فى مديرية الأمن واخبرته بالموقع ثم أبلغت (رجل البطولة والخير والبناء) أن الطريق قطع قبل هذه النقطة بسبع كيلو مترات وأن قوات الإنقاذ ستحتاج لبعض الوقت للوصول إلينا سألها الرجل ألا يوجد أى مدن قريبة منا ، بعد نظرة على شاشة الكمبيوتر قالت ذات السيقان الرائعة .... يوجد قرية تبعد عن يمين الطريق ثلاثة كيلومترات إسمها (الهطايلة) هتف الرجل .... خبر عظيم ... أنا من أبناء القرية ... إتصلى بوزير المحليات فورا جرى إتصال بالوزير وطلب (رجل البطولة والخير والبناء) منه أن يوصل رسالة إلى عمدة القرية بأن سيارته عالقة ويطلب منه أن يرسل بعض أبناء القرية ببعض المعدات لشق طريق وسط الطين لسيارته بعد دقيقتين تلقينا إتصالا بأن العمدة سيجمع السكان وسيكونون لدينا خلال ساعة على الأكثر إلتفت إلى (رجل البطولة والخير والبناء) وقال .... يا لها من صدفة ... إسمع يا بنى .... تستطيع أن تكتب مقالا عن قصتى مع قريتى بدلا من الأسئلة المكررة .... هذه القرية شهدت بداياتى فى العمل من أجل الوطن .... طبعا طبعا يا سيدى ولكن كيف كانت هذه البداية .... الهطايلة قرية صغيرة كان معظم سكانها يعيشون على زراعة أراضيها التى لم تكن تدر الكثير فقد كان أغناهم من يمتلك ثلاث قراريط .... نعم يا سيدى .... حدث أن سافرت إلى الخليج لسنتين ... ولكن لم ينقطع تفكيرى فى الهطايلة .... كنت أفكر دوما فى كيفية زيادة دخل أهل القرية ولهذا بدأت أساعدهم بطريقة مبتكرة .... وما هى يا سيدى .... كنت أعرف كثيرا من الأصدقاء الخليجين فكنت أسعى فى تزويجهم من فتيات القرية الصغيرات وبالفعل زوجت المئات منهن مقابل عشرة آلاف لوالد كل فتاة ، هل تتخيل كم الأموال التى تدفقت على الهطايلة .... إحم ... نعم نعم يا سيدى .... إيه يا بنى ... نفعل الخير لوجه الله وناسنا .... ولكن لا تجرى الرياح بما تشتهى السفن .... ماذا حدث .... كان الخليجيون يقضون شهرا إو إثنين مع تلكم الأبكار ثم يسافرون ولا يعودون أبدا .... يا للمأساة .... وهل تظن أننى أتخلى عن قريتى .... لقد أمرت العاملين بمكتبى للمحاماة برفع قضايا لتطليق الفتيات مع تخفيض أتعاب المكتب من عشرين إلى خمسة عشر ألفا .... ولكن من أين للهطايلة بالنقود .... وهل تظن أننى أتخلى عن قريتى .... لقد قبلت بآن أخذ أراضى الهطايلة مقابل القضايا ومن لم تكن له أرض وفرت وظيفة كريمة لإبنته فى سلسة الملاهى التى أملكها لتسدد الأتعاب من عملها .... نفعل الخير لوجه الله وناسنا .... ما شاء الله .... ولكن ماذا فعل الهطايلة بعد أن فقدوا أرضهم مورد رزقهم .... وهل تظن أننى أتخلى عن قريتى .... لقد جعلتهم يعملون جميعا فى بناء مصنعى الذى بنيته على أراضيهم مقابل ما يقيم آودهم ثم عملوا بالمصنع بعد تشغيله .... يا لك من كريم رقيق القلب يا سيدى .... إيه يا بنى ... نفعل الخير لوجه الله وناسنا .... ولكن لا تجرى الرياح بما تشتهى السفن بعد تشغيل المصنع مرض الكثيرون أمراضا تنفسبة .... لا حول ولا قوة إلا بالله .... وهل تظن أننى أتخلى عن قريتى .... لقد ساهمت ب 70% من قبمة بناء مستشفى علاج أمراض الصدر .... بينما سدد الهطايلة البافى من تبرعاتهم كعاملين فى المصنع .... نعم ... نعم .... ولكن لم أكن أستطيع ان أكمل بناء المستشفى لأن مبيعات المصنع كانت ضعيفة لعدم وجود طريق مسفلت ..... وماذا فعلت .... أقنعت الهطايلة بشق الطريق بالجهود الذاتية مخبرا إياهم بأن هذا الطريق سوف يسهل بيع منتجات المصنع وقبض رواتبهم المتاخرة ... نفعل الخير لوجه الله وناسنا .... إذا لقد حلت مشكلة لمصنع .... نعم ولكن لا تجرى الرياح بما تشتهى السفن ... قتلت السيارات عددا من الهطايلة ولذا كان لابد من بناء كوبرى وتبرعت بنصف ثمنه بينما سدد الهطايلة النصف الآخر مقابل قروض منحها لهم البنك لذى أملكه بفائدة أقل من الجميع .... ما أكرمك يا سيدى .... إيه يا بنى ... نفعل الخير لوجه الله وناسنا ... لقد غادرت القرية تاركا فيها مصنعا ومستشفى وبنكا بإسمى ... لقد تقدم الهطايلة جدا من بين الأمطار ظهرت مجموعات تقترب من السيارة ... إنهم الهطايلة ... كانوا يرتدون أسمالا بالية وأجسادهم هزيلة فلا تستطيع أن تعرف إن كانوا بشرا أم هياكل عظمية ... كانوا مثالا للفقر المدقع ... سرت رعدة خوف فى بدنى ... لابد أنهم سينتقمون من (رجل البطولة والخير والبناء) .... لابد أنهم سينفذون الآن القصاص الواجب بمن دمر حياتهم وحياة أولادهم كم إعترانى الذهول لما حدث .... أخذوا يهتفون له وكانت نساءهم ترقص وتطلق الزغاريد .... أخذوا يرفعون الطين بأيديهم العارية ويضعوه على جانبى الطريق ... تم فتح الطريق بعد أن كاد الهطايلة يهلكون تحت الأمطار ووسط أكوام الطين عبرت السيارة الأوحال ... هنا قال (رجل البطولة والخير والبناء) .... لابد أن أحيى الهطايلة ،،، سألوح لهم بيدى قالت ذات السيقان الرائعة .... إحترس يا سيدى من إخراج يدك فالجو شديد البرودة قال (رجل البطولة والخير والبناء) .... لابد من تحيتهم بما يستحقون خرجت لأسجل اللحظة بالكاميرا كان الهطايلة يقفون مغطين بالأوحال فى الخلفية ... بينما يد (رجل البطولة والخير والبناء) تخرج من فتحة صغيرة من أعلى زجاج الشباك ..... يبدو أن البرد كان شديدا فلم يستطع أن يبسط كل أصابعه ... لم يرفع لهم سوى ما يستحقون ... الإصبع الوسطى فقط.!
الموضوع الأصلي : تستاهلوووووووووووووووووووووا المصدر : منتدى كل العرب
|
|