منظومة في معرفة السور المكية والمدنية
بسم الله الرحمن الرحيم
، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد من كان وسيظل قرآناً يمشي على الأرض وعلى آله وصحبه ..
أورد شيخ السنة الإمام العارف العالم العامل السيوطي في كتابه الجليل " الإتقان في علوم القرآن " الجزء الأول من المجلد الأول في معرفة المكي والمدني ما نصه :
" وقال أبو الحسن بن الحصار في كتابه الناسخ والمنسوخ : المدني باتفاق عشرون سورة ، والمختلف فيه اثنتا عشرة سورة ، وما عدا ذلك مكي باتفاق ، ثم نظم في ذلك أبياتاً فقال :
يا سائلي عن كتاب الله مجتهداً
وعن ترتب ما يتلى من السور
وكيف جاء بها المختار من مضر
صلى الإله على المختار من مضر
وما تقدم منها قبل هجرته
وما تأخر في بدو وفي حضر
ليعلم النسخ والتخصيص مجتهد
يؤيد الحكم بالتاريخ والنظر
تعارض النقل في أم الكتاب وقد
تؤولت الحجر تنبيهاً لمعتبر
أم القرآن وفي أم القرى نزلت
ما كان للخمس قبل الحمد من أثر
لو كان ذاك لكان النسخ أولها
ولم يقل بصريح النسخ من بشر
وبعد هجرة خير الناس قد نزلت
عشرون من سور القرآن في عشر
فأربع من طوال السبع أولها
وخامس الخمس في الأنفال ذي العبر
وتوبة الله إن عدت فسادسة
وسورة النور والأحزاب ذي الذكر
وسورة لنبي الله محكمة
والفتح والحجرات الغر في غرر
ثم الحديد ويتلوها مجادلة
والحشر ثم امتحان الله للبشر
وسورة فضح الله النفاق بها
وسورة الجمع تذكار لمدكر
وللطلاق وللتحريم حكمهما
والنصر والفتح تنبيهاً على العمر
هذا الذي اتفقت فيه الرواة له
وقد تعارضت الأخبار في أخر
فالرعد مختلف فيها متى نزلت
وأكثر الناس قالوا الرعد كالقمر
ومثلها سورة الرحمن شاهدها
مما تضمن قول الجن في الخبر
وسورة للحواريين قد علمت
ثم التغابن والتطفيف ذو النذر
وليلة القدر قد خصت بملتنا
ولم يكن بعدها الزلزال فاعتبر
وقل هو الله من أوصاف خالقنا
وعوذتان ترد البأس بالقدر
وذا الذي اختلفت فيه الرواة له
وربما استثنيت آي من السور
وما سوى ذاك مكي تنزله
فلا تكن من خلاف الناس في حصر
فليس كل خلاف جاء معتبراً
إلا خلاف له حظ من النظر
***
_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .