أثر ترك الجهاد في الأمة>>>>
................................
جدير بأمة تسعى في طريق الحق وتريد لنفسها العزة والسيادة ألا تترك الجهاد أو تقصر فيه.
فالإسلام لا يرضى للمسلمين أن تشغلهم أموالهم وأولادهم وأمور دنياهم عن الجهاد والاستعداد له في الوقت الذي يحاربنا فيه عدونا بكل سلاح ويتربص بنا ويتحين فرصة للإنقضاض علينا, ولذا حذرنا الله من الركون إلى الدعة وترك الجهاد وتوعدنا بالعذاب إن فعلنا.
فقال تعالى
( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين)) التوبة-24 .
ويحذرنا سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مغبة التقصير في هذه الفريضة فيقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
( إذا تبايعتم بالعينة (نوع من المعاملات الربوية) وأخذتم أذناب البقر( شغلتم بماشيتكم وأموالكم) ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)) رواه أبو داود.
ويقول المنذري في هذا الحديث في (الترغيب والترهيب جـ2 صـ454) :-
(( أرأيتم!!!؟ إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجعل ترك الجهاد بمنزلة الارتداد ويقرر أن الله لا يرضي عن المسلمين حتي يقيموا هذه الفريضة التي في العمل بها عزهم وحريتهم وما دامت الأمة حريصة علي الجهاد مستعدة له فإن عدوها يحذرها ويرهب قوتها ويخشي جانبها ويحترم حدودها ولا يطمع في استلاب شيء من حقوقها أو اغتصاب شبر من أراضيها ..
أما إذا رضي المسلمون بالعيش اللين واستمرءوا حياة الدعة والكسل فإنهم لا يفيقون إلا والعدو جاثم فوق صدورهم والذل يخيم علي ديارهم . يقول " صلي الله عليه وسلم " : ( ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بعذاب ) . الطبراني عن أبي بكر الصديق . )) (أنتهى).
نعم عمهم الله بعذاب : يصبه عليهم أعداؤهم , وعذاب: تعيش فيه ضمائرهم وتكتوي به نفوسهم ويلهب به شعورهم .. عذاب يؤرقهم وتضيق به الأرض عليهم ..
وهم ينظرون إلي العدو , وقد انتهز الفرصة واغتنم الغفلة فاغتصب حقوقهم واستعمر أوطانهم !! ثم يردون يوم القيامة إلي عذاب أليم وغضب من الله شديد .
ويقول أيضاً صاحب الترغيب في نفس الكتاب صـ453 :-
((إن الإسلام يفرض علي أبنائه الجهاد ,وإذا كان قد فرضه على وجه الكفاية فإن واجب الذين لم يخرجوا للجهاد-إكتفاء لغيرهم- أن يتهيؤا نفسياً للخروج إذا دعا الداعي ,وأن تكون الرغبة في الجهاد حديث نفوسهم وأمنية قلوبهم ,وإلا فإيمانهم مدخول وقلوبهم مريضة, يبين هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله:
(( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو , مات على شعبة من النفاق)). رواه مسلم وغيره- (أنتهى)
إن الذين يتركون الجهاد في سبيل الله ويتقهقرون استبقاء للحياة قوم ضعف الإيمان في قلوبهم , وهبطت معاني الرجولة في نفوسهم, أولا يعلم هؤلاء أن الطعن في الصدور أشرف من الطعن في الظهور؟؟.
أولا يعملوا أن الإيمان بقضاء الله وقدره , يقضينا ألا نجبن عن أي واجب مهما كلفنا من مشقة أو عرضنا لخطر؟؟.
إن الله تعالى يبين أن ميادين الجهاد هي المحك الحقيقي للرجال ذوي القلوب المؤمنة, وأن الحرب ليس معناها الموت وأن التخلف عن المعارك ليس معناه البقاء .
فيقول عز من قائل
( قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) )) آل عمران-154 .
_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا
سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا