فاروق السيد سيف king
العضو الذهــبي
مشرف المنتدى الاسلامى عدد الرسائل : 1387 العمر : 61 العمل/الترفيه : رئيس قطاع بمصانع أعلاف بشركة خاصة تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: { البيئة التي هيأها القدر لخاتم الأنبياء ، خالية من أسباب الدعة والترف } الخميس 23 يناير 2014, 4:26 am | |
|
يقول الله تعالي في كتابه العزيز : (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ، قال أأقررتم وأخذتم علي ذلكم اصري ، قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )) . ( آل عمران: 81 ) _ منذ استودع الخليل ابراهيم قلب الصحراء ولده اسماعيل عليهما السلام . فإن يد القدرة كانت تعد لونآ جديدآ من تحمل التبعة والمسئولية ، خاليآ من الدعة والرخاء والنعومة للرجال الأكفاء الذين سيحملون أمانة الرسالة الخاتمة علي يد النبي العربي سيدنا ومولانا محمد "صلي الله عليه وسلم" ، وتترجم فطرة ابراهيم هذه المعاني في صورة الدعاء والأماني : يسأل ربه . قال الله تعالي : (( ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي ذرع عند بيتك المحرم ، ربنا ليقيموا الصلاة ، فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم ، وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )) . ( ابراهيم : 37 )
وما كاد يشتد ساعد اسماعيل عليه السلام بعد فترة وجيزة ، حتي يقف الي جوار أبيه ، يؤكدان معآ هذا الأمل الجاد في خاتم الأنبياء من ورائه أمة الأسلام . قال تعالي : (( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم ، ربنا وابعث فيهم رسولآ منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم )). (البقرة: 127- 129 )
_ قال ابن عباس في تفسير قوله تعالي (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )) : أي ولدتموه يامعشر العرب . (ابن سعد _ الطبقات الكبري ج1ص21 )
وفي رواية لأبن سعد بسنده أن رسول الله"صلي الله عليه سلم " قال : ان الله اصطفي من ولد اسماعيل : بني كنانة ، واصطفي من بني كنانة : قريشآ ، واصطفي من قريش : بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم : فأنا خيار من خيار من خيار . ( المرجع السابق ص20 )
_ وتخلص من هذا بأن روحآ من الجد والعصامية : كانت تزخر بها البيئة التمهيدية لخاتم الأنبياء وتسري في دماء آبائه وأجداده معآ في الكفاح والجهاد والقوة والأعتماد علي النفس : توطئة لإبراز النبي "صلي الله عليه وسلم" وأصحابه وكل من أتبعه من أمته "صلي الله عليه وسلم" في هذا الجو العملي والمناخ الحيوي والطبيعة القوية المتحفزة ، لتكون كل هذه الصفات أمورآ غير متكلفة في نبي الأسلام وأصحابه وأتباعه ، وتحت تأثير هذه الظرف جميعآ : كانت نشأة محمد ، وكان ميلاده " صلي الله علي وسلم " . وفي ضوء هذه الظروف ، يري المتأمل لحياة النبي " صلي الله عليه وسلم " منذ ميلاده الشريف : أن نشأته الأولي " صلي الله عليه وسلم " كانت بعيدة كل البعد عن حياة الترف والرخاء والنعومة ، ومن حكمة ذلك أن يتهيأ النبي " صلي الله عليه وسلم " لاحتمال الشدائد والمصاعب منذ نعومة أظافره ، ويكون قادرآ علي تخطي العقبات والتغلب عليها ، ومن الظواهر التي يلاحظها التاريخ بين يدي ميلاد أعظم مخلوق عرفته البشريه علي وجه الأرض" صلي الله عليه وسلم " - ظاهرة اليتم المبكر - فقد قبض والده " صلي الله عليه وسلم " وهو في بطن أمه .
يقول الله تعالي في كتابه العزيز (( ألم يجدك يتيمآ فآوي )). ( الضحي : 6 )
_ لقد نشأ رسول الله " صلي الله عليه وسلم " أول ما نشأ : يتيمآ لايلقي برغبات الطفولة ودلالها علي حنان الأبوة وعطفها ، حتي لايكون لذلك تأثيره فيما بعد علي الأعتماد الكامل علي النفس بل ولم يكن قبر هذا الوالد قريبآ من ولده ، يزوره حيث شاء ، وانما كان الموت والمثوي في مكان بعيد عن مكة .
يقول ابن سعد بسنده : (( خرج عبدالله بن عبد المطلب الي الشام : الي غزة في عير من عيرات قريش يحملون تجارات ، ففرغوا من تجاراتهم ثم انصرفوا ، فمروا بالمدينة وعبد الله بن عبدالمطلب يومئذ مريض ، فقال : أنا أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار ، فأقام عندهم مريضآ شهرآ ، ومضي أصحابه فقدموا مكة ، فسألهم عبد المطلب عن عبد الله ، فقالوا : خلفناه عند أخواله : بني عدي بن النجار وهو مريض ، فبعث اليه عبد المطلب أكبر أولاده - الحارث - ، فوجده قد توفي ، ودفن في دار النابقة ، وأخبره أخواله بمرضه ، وبقيامهم عليه وما ولوا من أمره وأنهم قبروه !! فرجع الي أبيه فأخبره ، فوجد عليه عبد المطلب واخوته وأخواته وجدآ شديدآ ، ورسول الله " صلي الله عليه وسلم " يومئذ حمل ، ولعبد الله يوم توفي خمس وعشرون سنة ))
الموضوع الأصلي : { البيئة التي هيأها القدر لخاتم الأنبياء ، خالية من أسباب الدعة والترف } المصدر : منتدى كل العرب
|
|