فاروق السيد سيف king
العضو الذهــبي
مشرف المنتدى الاسلامى عدد الرسائل : 1387 العمر : 61 العمل/الترفيه : رئيس قطاع بمصانع أعلاف بشركة خاصة تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: الغلام العالم الإثنين 14 أكتوبر 2013, 8:55 pm | |
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
لما ولي سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الخلافة جاءته الوفود من كل بلد يعلنون بين يديه ابتهاجهم بإسناد إمارة المؤمنين إليه لشهرته بالعدل .
ولما وفد إليه الحجازيون تقدم للكلام غلام منهم حديث السن ، فقال له عمر : (( أما كان الأولى أن يتقدم للكلام من هو أسن منك )) فقال الغلام : (( أصلح الله أمير المؤمنين إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه فإذا منح الله عبدا لسانا لافظا وقلبا حافظا فقد استحق الكلام ، عرف فضله من سمع خطابه ، ولو أن الأمور بالسن يا أمير المؤمنين لكان في مجلسنا من هو أحق منك بالخلافة )) ، فقال : (( صدقت ، قل ما بدا لك )) ، فقال الغلام : (( أصلح الله الأمير ، نحن وفد تهنئة لا وفد مرزأة وقد أتيناك لمنّ الله الذي منّ علينا بك ولم يقدمنا إليك رغبة ولا رهبة ، أما الرغبة فقد أتيناك من بلادنا ، وأما الرهبة فقد أمِنا جورك بعدلك )) ، فقال له عمر : (( عظني يا غلام )) .
فقال الغلام : (( أصلح الله أمير المؤمنين ، إن ناسا من الناس غرهم حِـلْـم الله عنهم وطول أملهم ، وكثرة ثناء الناس عليهم ، فزلت بهم الأقدام فهووا في النار ، فلا يغرنك حِـلْـم الله عنك وطول أملك ، وكثرة ثناء الناس عليك فتزل بك قدمك فتلحق بالقوم فلا جعلك الله منهم وألحقك بصالحي هذه الأمة )) ، ثم سكت ، فسأل عمر الغلام عن سنه فإذا هو ابن إحدى عشرة سنة ثم سأل عنه فإذا هو من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنهم أجمعين ، فتمثل عمر عندها بقول الشاعر :
تعلم فليس المرء يولد عالما **** وليس أخو علم كمن هو جاهل وإن كبير القوم لا علم عنده **** صغير إذا التفت عليه حافل
ما أحوجنا هذه الأيام إلى علماء يخلصون النصح إلى ولاة الأمور وما أحوجنا اليوم إلى أولياء أمور يستمعون النصح من العلماء الصادقين الذين لا يخشون في الله لومة لائم .
الموضوع الأصلي : الغلام العالم المصدر : منتدى كل العرب
|
|