فاروق السيد سيف king
العضو الذهــبي
مشرف المنتدى الاسلامى عدد الرسائل : 1387 العمر : 61 العمل/الترفيه : رئيس قطاع بمصانع أعلاف بشركة خاصة تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: الطائفة المنصورة والقتال في سبيل الله الإثنين 07 أكتوبر 2013, 2:16 am | |
|
الطائفة المنصورة و القتال في سبيل الله ........................................ • قال سفيان ابن عيينة لابن المبارك «إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور» • أوَلَيسَ أولى الناس بالقتال لأجل هذا الدين ولنصرة أهله المستضعفين هم حملة العلم في هذه الأمّة؟
«بيان
أنّ من أعظم صفات الطائفة المنصورة القتال في سبيل الله»
دليل ذلك: وفي صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعاً «لا تزال عصابة من أمّتي يقاتلون على الحقّ، لا يضرّهم من خالفهم، حتّى تأتيهم الساعة، وهم على ذلك». وقد ذكرت بهذا الوصف في حديث عمران بن الحصين عند أحمد وأبي داود وكذا في حديث جابر عند مسلم وأحمد. فقه الحديث قول النبيّ صلى الله عليه و سلم «لا تزال عصابة من أمّتي يُقاتلون على الحقّ» دليل على أنّ القتال في سبيل اللـه تعالى صفة لازمة للطائفة المنصورة، وليس المعنى أنّها لا تنفكّ عن القتال ألبتَّةَ فلا تنشغل بغيره ولا تعرف سواه كما ظنّه بعضهم، فقال معترضاً: وأين طلب العلم والأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياءُ السنّة ومحاربة البدعة...؟! قلت: لا ينقضي العجبُ من حالِ هؤلاء القوم..! وكأنّ القتال في سبيل اللـه تعالى وما ذكروه أمرانِ لا يجتمعان..! وما وجه التعارض بين طلب العلم وتحصيله وبين القتال في سبيل اللـه تعالى..؟! أَوَلَيسَ أولى الناس بالقتال لأجل هذا الدين ولنصرة أهله المستضعفين هم حملة العلم في هذه الأمّة..؟! أوليسوا أحقّ الناس بالعمل بقوله تعالى {فليقاتلْ في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة...} وما شابهها من آيات الكتاب.. ثمّ إنّ اللـه تبارك وتعالى قد قال في كتابه الكريم {وما كان المؤمنون لينفروا كافّة فلولا نفرَ من كلّ فرقةٌ منهم طائفة ليتفقّهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون} [التوبة: 122]. وقد ذهب جماعة من الأئمّة رحمهم اللـه تعالى إلى أنّ معناها «لتتفقّه الطائفة النافرة دون المتخلّفة وتحذِّر النافرةُ المتخلّفةَ». وممّن جنح إلى ترجيح هذا من الأئمة ابن جرير رحمه اللـه تعالى، وذكر أنّ تفقّه الطائفة النافرة إنّما يكون بما تعاين من نصرِ اللـه أهلَ دينه وأصحابَ رسوله صلى الله عليه و سلم على أهل عداوته والكفر به، فَيَفقه بذلك من معاينته حقيقة علم أمْر الإسلام وظهوره على الأديان من لم يكن فقهه، ثمّ ذكر أنّ النَّفر إذا كان مطلقاً بغير صلة بشيء أنّ الأغلب من استعمال العرب إيّاهُ في الجهاد والغزو. قلت: قد وردت آيات في كتاب اللـه تعالى تدلّ على هذا المعنى، منها قولُ اللـه تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلَنا وإنّ اللـه لمع المحسنين} [العنكبوت: 69]. وهذه الآية ذهب بعض المفسّرين إلى أنّ المراد بها المعنى الأعمّ في الجهاد، فعن السدي أنّها نزلت قبل فرض القتال، كذا ذكره عنه ابن عطية وقال: فهي قبل الجهاد العرفي وإنّما هو جهاد عام في دين اللـه وطلب مرضاته. وعن أبي سليمان الداراني: ليس الجهاد في هذه الآية قتال العدوّ فقط، بل هو نصر الدين والرد على المبطلين وقمع الظالمين، وعظمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال ابن جرير في معناها: والذين قاتلوا هؤلاء المفترين على اللـه كذباً من كفّار قريش، المكذّبين بالحقِّ لمّا جاءهم فينا مبتغين بقتالهم علوّ كلمتنا ونصرة ديننا لَنُوَفِّقَنَّهم لإصابةِ الطرق المستقيمة، وذلك إصابة دين اللـه الذي هو الإسلام. وذكر ابن عطية في تفسيره: وقال سفيان ابن عيينة لابن المبارك «إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور» [أُنظر تفسير الطبري/ 11/21/15 والقرطبي: 13/365، وابن كثير: 3/464، وابن عطية: 12/39]. فـــائـــدة قلت: وصدق ابن عيينة واللـه ونصح، فإنّ هذا الدين العظيم دينٌ به الحياة، ولا بُدَّ لبقائِهِ حَيّاً في الأمّة أن يتحرّك به حملته لمواجهة أعداءِ اللـه تعالى، وهو دينٌ يقارع البيانَ بالبيان والسنانَ بالسنان، وإنّما أنزله اللـه تعالى لأجلِ ذلك، نوراً وهدىً للناس، وكلّما ازدادَ أعداءُ اللـه تعالى به تربُّصاً وكيداً، كلّما سخّر له من الذابّين عنه المجاهدين في سبيله ممّن يُظهر اللـه تعالى الحقَّ على أيديهم وينصرهم به وينصره بهم، ولا شكّ أنَّ هذه الحركة التي هي ماءُ الحياة وروحُها هي البيانُ العمليُّ والتحقيق الواقعيُّ لما أمرَ اللـه به من توحيده والكفر بالطاغوت والإيمان باللـه وموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين والحبّ في اللـه والبغض فيه ونصرة المستضعفين وإغاثة المظلومين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والهجرة والإنفاق والإيثار وكلّها معانٍ تحتاجُ إلى توفيق اللـه تعالى بمعيَّةِ اللـه لعبده كما قال عزّ وجلّ في آية العنكبوت السابقة: {وإنّ اللـه لمعَ المحسنين}، قال ابن جرير: وإنّ اللـه لمع من أحسَن من خلقه، فجاهدَ فيه أهلَ الشرك، مصدّقاً رسوله صلى الله عليه و سلم فيما جاء به من عند اللـه بالعون له والنصرة على من جاهد من أعدائه، وهذه المعيّة الربّانية لا شكّ أنّها سببٌ عظيمٌ في فتح كنوز الفهم والفقه في دين اللـه تعالى. تــنــبــيــه ولا يظنَّنّ أحدٌ أن العلم يحصلُ بمجرّد القتال وسكنى الثغور هكذا على طريقة الإلهامِ البدعي..! بل لا بُدَّ لحصول العلم من تحصيل آلاته وأسبابه مع توافُرِ شَرْطَيْه: حسن النية والصبر عليه، وإنّما أردنا أن ننبّه إلى أنّه لا تعارض بين القيام بالجهاد المفروض وبين تحصيل العلم وكلاهما مطلوبٌ مرغوب، وشأن المسلم ألاّ يشغله واجبٌ عن واجب ولا بعض الإسلام عن بعضه الآخر، والقرآن الكريم نبّه إلى هذه النكتة كما ذكره بعض مشايخنا رحمهم اللـه تعالى فتراه يذكر أحكام الصيام والأهلِّة والحج والعمرة وأحكامَ الخمر والميسر ونكاح المشركات وأحكام الحيض والإيمان والطلاقِ والرضاع وفي ثنايا ذلك كلّه يشير إلى القتال المكروه في طبائع النفوس ويحثُّ عليه كما يشير إلى أحكام الصلاة حالة الخوف وعند اشتداد القتال ويذكر من قصص السابقين في الصبر على قتال العدوّ وما نالهم من الرضوان كما في سورة البقرة ومثله في سورة النساء
الموضوع الأصلي : الطائفة المنصورة والقتال في سبيل الله المصدر : منتدى كل العرب
|
|