فاروق السيد سيف king
العضو الذهــبي
مشرف المنتدى الاسلامى عدد الرسائل : 1387 العمر : 61 العمل/الترفيه : رئيس قطاع بمصانع أعلاف بشركة خاصة تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: من أسباب الانهزامية في الدعوة(الجزء الثاني) الأحد 06 أكتوبر 2013, 8:32 pm | |
|
من سباب للإنهزامية في الدعوة الجزء الثاني
16-وقوع الشخص وإلمامه ببعض المعاصي: حتى يشعر نفسه بعد ذلك ليس بترك مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فحسب، بل ربما رأى عدم جواز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 17-الفهم الخاطئ لبعض النصوص الشرعية: فهم بعض الناس فهماً خاطئاً لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [المائدة:105]، فكثير من الناس يتصور أنه ليس مسؤولاً عن المنكرات ما دام قد ألزم نفسه بلزام الشرع، وألجمها بلجام الحق. 18-إستطالة الطريق وعدم تصور سنن الله في خلقه وأن العاقبة الحميدة للمتقين. 19-الحسد: إن من الشدائد في حياة الدعاة أن يكون الداعية دائرًا بين مؤمن يحسده، وبين منافق يبغضه، وبين كافر يقتله، وبين شيطان يضله، وبين نفسه تنازعه. ولكن مما يؤلم أن يكون الحسد من شخص يسير معه في نفس الطريق، طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن هذا الصنف أردت الحديث، أليس من العجب أننا نرى في بعض الأماكن أن الدعاة قبل عشر سنوات هم دعاة اليوم، وليس غيرهم ما السبب؟ قد يكون سوء تدبير وتصرف من أولئك الدعاة، ولكنا يجب أن لا نغفل جانب الحسد خاصة وإذا علمنا أن من أسباب الحسد الخوف من انفراد أحد الدعاة بمقصوده في الدعوة ونجاحه في ذلك. 20-عدم التربية على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: كثير من أولياء الأمور لا يربون أولادهم على هذا الجانب، بل ربما رُبي الولد على ترك مثل هذا. 21-تحقير الذات وقدراتها: - من أنا؟ هناك من هو أكفأ مني، هناك فلان وفلان- عبارة نسمعها دائمًا من بعض أهل خير، بل ربما كان من طلبة العلم، فيتقادم به الزمن وهو يتذرع بمثل هذه، وتعظم المصيبة إذا تبين من حاله للناس إنه من أهل الخير، فيفعل المنكر بحضرته ولا ينكر، فيعتقد أولئك القوم جواز مثل هذا.. 22-الإعتقاد بأن أهل المعاصي راضون بوضعهم: إعتقد كثير من أهل الخير أن أهل المعاصي راضون بواقعهم، ولم يشعروا بأنهم يعيشون في ضنك من العيش، وودوا لو تخلصوا من ذلك. 23-الحدة في الطبع وعدم التحمل: وهذا في الغالب يؤدي بالإنسان إلى إعتزال تلك الأماكن، لأنه لا يستطيع الصبر، نعم إعتزاله أماكن المنكرات أمر مطلوب إذا كان لا يستطيع شرعًا إنكار المنكر، ولكن الخلل أن يستطيع لو حضر، لكن لحدة في طبعه لا يحضر، ومرة بعد أخرى يتربى بعد ذلك على عدم الإنكار. 24-الإبتعاد عن الرفقة الصالحة: لا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طريق شاق يحتاج معه الإنسان إلى الجليس الصالح الذي يؤنس له وحشة الطريق، يصبّره إذا ابتلي، ويقوِّمه إذا أخطأ، ويشجعه إذا أصاب، وإن لم يكن كذلك دب إليه داء الإنهزامية عند أول عارض يعرض له. 25-القدوات الانهزامية: إن الناس ينظرون إلى القدوة.. ينظرون إلى أعماله وتصرفاته، بل وينظرون إلى أهل بيته، ويتأملون تصرفاتهم، فعلى القدوة أن ينتبه إلى مثل ذلك، ولذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صعد المنبر، فنهى الناس عن شيء جمع أهله فقال: إني نهيت الناس عن كذا وكذا، وإن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم، وأقسم بالله لا أجد أحدًا فيكم فعله إلا أضعفت فيه العقوبة. 26-القيام بأدنى درجات الإنكار مع القدرة على ما هو أعلى من ذلك: فيستخدم الإنسان أدنى درجات الإنكار بالقلب مع إستطاعته الإنكار باليد أو باللسان.
فكم من إنسان إستخدم الإنكار بالقلب مع قدرته على غيره، وهكذا كان دأبه، حتى أصبح بعد برهة من الزمن يتمنى أدنى درجات الإنكار، ولكن هيهات هيهات. ومما ينبغي التنبيه عليه أن الداعية قد يكون يستعمل هذه المراتب الثلاث حسب إستطاعته وقدرته وحسب المصلحة، ولكن نتيجة لحسد حاسد أو أذية مؤذي يقتصر بعد ذلك على الإنكار بالقلب ليبدأ من هذه النقطة مسلسل الهزيمة. 27-السخرية والاستهزاء: كم من الناس من يحمل في جنباته الخير يتمعر لرؤية المنكر، ولكن يقعده عن ذلك السخرية والإستهزاء، يتذوّق طعمها مرًا في أول الأمر، ثم لا يعود إلى ذلك مرة أخرى. 28-الإنتقال إلى بعض الأماكن التي تكوّن أكثر انفتاحية: عهدنا به داعية إلى الله تعالى، يترك ما لا بأس به حذرًا مما بأس به، ثم ما يلبث إلا أن ينتقل إلى مكان أكثر إنفتاحية فيوغل حينها في المباح إكثارًا منه، ليستجيب بعد ذلك للمكروه ليقع في المحرم بعد ذلك. 29-ترك الإحتساب على البعض بحجة أنه لا يسمى عاصيًا بذلك: كالصغير مثلاً، وأحيانًا أخرى ترك الإحتساب على الخادمات، أما بالنسبة للشخص الداعية فقد ينكر ذلك من غير هذين الصنفين، لكنه مع كثرته ورؤيته في الواقع قد يصاب بتبلّد الإحساس. وأما بالنسبة لذلك الطفل فترك الإحتساب عليه يورث عنده إنهزامية في نفسه، لأنه تعوّد على مثل هذا الشيء، فكيف ينكره على غيره إذا شبّ وكبر. ثم هناك فريق ثالث، وهم الكبار فهؤلاء مع كثرة ما يرون من هذه المخالفات في الصغار والخادمات وغيرهم يظنون مع ذلك لجهلهم ولسكوت الأخيار عن ذلك أن هذا لا بأس به.
الموضوع الأصلي : من أسباب الانهزامية في الدعوة(الجزء الثاني) المصدر : منتدى كل العرب
|
|