فاروق السيد سيف king
العضو الذهــبي
مشرف المنتدى الاسلامى عدد الرسائل : 1387 العمر : 61 العمل/الترفيه : رئيس قطاع بمصانع أعلاف بشركة خاصة تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: شبهات حول تطبيق الشريعة الأحد 06 أكتوبر 2013, 7:27 pm | |
|
شبهات حول تطبيق الشريعة
لقد توالت شبهات الكفرة والملحدين والتقت مع شبهات الحاقدين من المبشرين والمستشرقين وبثوا سمومهم في جسد الأمة ، في فترة ضعف المسلمين وتناحرهم وبعدهم عن الدين الصحيح ، وتلك الشبهات الغبية الضعيفة التي أثاروها لم تفعل فعلتها الشنيعة وتصل إلى قلوب المسلمين إلا عندما روّج لها من هم أذناب للاستعمار في شرقنا الإسلامي .
فأصبح من يدعُ إلى تحكيم الشريعة ، قد أتى جريمة فظيعة ، لذلك أردنا حصر الشبهات التي أثاروها حول تطبيق الشريعة الإسلامية والرد عليها بالنقل والعقل .
أولاً : شبهة تعارض أحكام الشريعة مع متطلبات الحضارة :
قضيـة تعارض أحكام الشريعة مع مقتضيات الحضارة الحديثة نابع من الفهم الخاطئ ، "أن كل جديد هو بالضرورة خير من كل قديم ، لمجرد أن هذا جديد وذاك قديم"، وقد نشأ هذا الوهم أو هذه الشبهة في أوروبا في العصر الذي ساد فيه الدين الكنسي ، وأخذ بعض المسلمين تنطلـي عليهم هذه الشبهات فمنهم من نادى بإقصاء الدين عن الدولة كي تتقدم الحضارة.
الرد على هذه الشبهة :
إن مفهوم الحضارة في الإسلام يختلف عن المفهوم الغربي ، فالحضارة في المفهوم الإسلامي هي مجموع النشاط الذي يقوم به الإنسان في شتى مجالات حياته ليحقق غاية وجوده المتمثل في تحقيق معنى العبودية لله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (الذريات:56) ، وقوله تعالى : " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " (الملك:15) .
نفهم من الآيتين أن الإنسان خلق ليعبد الله وليكون خليفة لله في أمره وأرضه ليعمر الأرض بالسعي والإعمار ، وهذا يعني المفهوم الصحيح للحضارة فهي ليست مقصورة على العمارة المادية وإنما هي عمارة الأرض بمقتضى المنهج الرباني – الحكم بما أنزل الله – الذي يحقق معنى العبودية الواسع الذي تشمله الآية الكريمة : " قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الأنعام:162) .
أما بالنسبة لتطبيق الحدود الشرعية ، فالدين الإسلامي هو التشريع الوحيد الذي أخذ موضوع الجريمة والعقاب من جميع جوانبه .
فالإسلام لا يبدأ بالعقوبة وإنما يبدأ بالوقاية من الجريمة من خلال التربية الإسلامية التي تربط الفرد بملكة المراقبة لله سبحانه فيستقيم في حياته ويبتعد عن الشر والآثام .
والإسلام نظام واقعي يكافح أسباب المرض في الوقت الذي يربي فيه الأفراد على التقوى ، وعلى سبيل المثال السرقة ، مرض سببه الجوع والفقر ، والنظام الإسلامي يسعى إلى مكافحة الجوع والفقر بتشريعاته حتى لا يضطر جائع للسرقة .
والزنا أيضاً مرض سببه الفتنة والإثارة والتبرج وضعف الإيمان ، والإسلام يمنع ذلك ويحاربه ويدعو إلى التعجيل في الزواج الشرعي ، وكذلك في بقية الحدود ، ينظر الإسلام في كل حالة إذا كان مرتكبها معذوراً لا يقيم الحد ولا يوقعه إلا عند التيقن وأنه غير معذور وإن قامت الشبهة فإن الإسلام يدرأ الحد بالشبهات .
ثانياً : شبهة عدم إمكان تطبيق الشريعة بسبب وجود الأقليات غير المسلمة :
الرد على هذه الشبهة المنكرة من جانبين :
1- لا يحق في التاريخ البشري لأقلية أن تتحكم في الأغلبية ولنتصور حال الأقليات المسلمة في بلاد الأرض في واقعنـا المعاصر ، أنها طالبت الأكثرية الحاكمة بالكف عن ممارسة دينها ، فكيف يكون رد الفعل عند الأكثرية الحاكمة ؟!
إننا نتصور المذابح تنصب للمسلمين لتسيل منها الدماء كالأنهار ، ففي الهند يذبح المسلمون لمجرد أنهم مسلمون "من الوثنيين الهندوس ! وفي روسيا والصين قتل المسلمون" في ظل النظام الشيوعي ، وفي الحبشة يُحرم المسلمون من حقوقهم السياسية لأنهم مسلمون .
2- إن الأقليات غير المسلمة عاشت في ظل الدولة المسلمة المطبقة للشريعة الإسلامية ردحاً من الزمن لا تشكوا ، بل تعيش حياة آمنة مطمئنة يأتيها رزقها بأمن وسلام ، والتاريخ والواقع يشهد بذلك ، إذن لا خوف على الأقليات الغير مسلمة في ظل تطبيق الشريعة ؛ لأن الإسلام يدعو إلى التسامح وتحقيق العدالة بين أبناء المجتمع الإسلامي والأقليات الأخرى التي تعيش في كنف الدولة الإسلامية ، حيث يقول سيرت أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" "لما بلغ الجيش الإسلامي وادي الأردن وعسكر أبو عبيدة بن الجراح في محل ، كتب الأهالي المسيحيون في هذه البلاد إلى العرب يقولون : يا معشر المسلمين أنتم أحب إلينا من الروم ، وإن كانوا على ديننا أنتم أوفى لنا وأرأف بنا وأكف عن ظلمنا وأحسن ولاية علينا" .
ثالثاً : شبهة عدم إمكان تطبيق الشريعة بسبب ضغط الدول العظمى :
الرد على هذه الشبهة يكون من جانبين :
1- إن معظم الدول التي أقصت الشريعة الإسلامية عن الحكم نتيجة التدخل العسكري لأعداء الإسلام ما تزال عاجزة عن السيطرة الحقيقية على شئونها ومواردها ، وإن كانت قد استقلت ظاهريـاً أمـام الدول والشعوب ، فهي ما تزال واقعة تحت نير الاستعمار وتحت السيطرة الاقتصادية والسياسية لهذه الدولة أو تلك من القوى العالمية التي تسمى (بالـدول العظمى) التي تملـك حـق الفيتو في الاعتراض على أي قرار في مجلس الأمن الدولي .
2- لا يستطيع أحد أن يقول إننا لا نستطيع فعل أي شيء إزاء الأعداء فإننا نملك الجهاد والعزيمة الصادقة إذا أردنا التحرر وامتلاك حرية القرار والحكم بما أنزل الله .
والذين يتهيبون جهاد الأعداء ، يقدمون بدائل يحسبونها تؤدي إلى الخلاص وتعفيهم من الجهاد ، ويركزون على الجانب الاقتصادي ، فهذا لا يعفينا من الجهاد ، والذين يتحكمون في بلادنا ويمنعونا من تطبيق شريعتنا الإسلامية هم أنفسهم يتحكمون فينا ليبقى اقتصادنا عالة عليهم ولا يستقل عنهم ، وخير شاهد على ذلك : البلاد التي انتشر فيها الإسلام هي من أغنى البلاد بثرواتها البشرية والمعدنية والمائية وكل أنواع الطاقة لكن أهلها أفقر سكان الأرض وأشدهم جوعاً وتخلفاً .
فمن الذي يمنعهم من امتلاك مقدراتهم ؟ الإجابة واضحة هم الأعداء الذين يمنعونهم من تطبيق الشريعة ، ففي السودان مساحة كبيرة من الأرض ، يقول الخبراء : إنها لو زرعت قمحاً لكفت الوطن العربي بأسره ، ولكانت سلة غذاء للأمة العربية بأسرها .
لذلك ينبغي أن نتعلم كيف نرفع الجور والظلم المحيط بالأمة الإسلامية ، ولكن أبناءنا حينما يتعلمون بغير روح الجهاد في ظل الأنظمة الهاربة عن الحكم لله يتعلمون قشوراً من العلم للحصول على ورقة تؤهلهم للوظيفة هنا أو هناك في ظل المناهج الوضعية .
ويقول بعضهم : كيف نجاهد الأعداء ونحن في قبضتهم ؟
نقول لهؤلاء : انظروا إلى الجهاد في فلسطين ، فمن كان يتصور أن أمة شبه عزلاء بدأت جهادها بالحجر ، تُرغم أكبر قوة وحشية في التاريخ المعاصر أن تسحب قطعان مستوطنيها وجيشها بالكامل من قطاع غزة .
لقد فعلت الحجارة في يد الأطفال الفلسطينيين ما لم تفعله المناورات الكاذبة والمحادثات الجوفاء والمفاوضات العمياء ، لا بد للأمة الإسلامية لكي تستعيد مجدها أن تتحاكم إلى شرع الله ، ولا بد لها من الجهاد والمشوار طويل يحتاج على تربية جيل يحمل القرآن في يد وشعلة الجهاد في اليد الأخرى .
وإذا تعلمنا روح الجهاد وعملنا بروحه ، وطبقنا الشريعة اقتربنا من النصر بإذن الله قال تعالـى : " إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ " (غافر:51) .
الموضوع الأصلي : شبهات حول تطبيق الشريعة المصدر : منتدى كل العرب
|
|