أيتها النساء تعلمن من أسماء
.......................................
كثير من الخلافـات الزوجيـة ينـشـأ عن عـدم القـناعة ، القـناعـة بـما قسـم الله
فتـرى الزوجـة تطـالـب زوجـها بمـا لا يطـيـق ، تـذكره بما يحـضره زوج أخـتـها
لأخـتها ، أو بما يحـضره أخـوه لـزوجـته ، أوبما يـحضـره لجـارتها زوج جـارتها
وهكذا..
ومن الـخلافـات أيضاً ما يـنشأ بسـبب إخـفاء الـزوجة كـثيـراًـمن الأمـور عـن زوجـهـا ، ثم يـعـلم الزوج بهـا مـن طـرف ثالث ، فيضـيق بكـتمـان زوجته الأمر
عنه وعـدم إخـبـاره به .
ومنها أيـضاً مـا يـنشأ عـن عـدم مـراعاة الـزوجـة غـيرة زوجـها ، فتهمل في
عـدم اخـتـلاطـها بأقـاربها مثـلا، أو خـروجـها من الــبيـت دون إذنـه ، وهـكـذا. .
تعالي اخـتـنا المـسلـمة ، نـتعلـم درسـاً في حسـن طـاعـة الـزوج ومراعـاتـه
مـن الصحـابـيـة أسـماء بـنتـ أبـي بـكـر الـصـديـق (رضي الله عنهما) .
أخرج ابن سـعد عن أسـماء (رضي الله عنها) . قالت : تـزوجـني الـزبـيـر(رضي الله عنه) .
وماله في الأرض مـال ، ولا مـمـلـوك ولا شيء غيـر فـرسـه . . فـكـنـت أعـلـف
فـرسه ، وأكـفيه مـؤنته ، وأسـوسه ، أدق الـنوى لنـاضـحه- أي بعيره – وأعلفه ،
وأسقـيه الماء وأخـرز غـربـه- دلـوه – وأعـجن ، ولم أكن أحسـن أخبز فكان يخبز
جارات لـي مـن الأنصـار ، . وكن نسـوة صـدق .
ثم تقـول وكـنت أنقـل النـوى من أرض الزبــيـر التي أقــطـعه رسـول الله
(صلى الله عليه وسلم)-أي أعطـاها له-وهي عـلى ثـلثـي فرســخ ، فـجئت يوما والنوى
على رأسي ،فلقيت رسول الله ومعه نفر من أصـحابه فدعاني ثم قال "للجمل
حتى يبرك": إخ إخ ..ليحملني خلفه ،فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت
الزبير وغيرته ، وكان مـن أغــير الـناس ، فـعــرف رسـول الله (صلى الله عليه وسلم)
أني قد استحـييت فمضى فجـئـت الزبير فقلت :لقـيني رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وعلى رأسي الـنوى ومـعه نـفر مـن أصحـابه ،فأنـاخ لأركـب معه ،فاستحييت
وعرفت غيرتـك فقال : والله لحملك النوى أشد عليّ من ركوبك معه ..
أيتها المسلمة:
لعـلك لاحـظـت صـفـات الزوجة القـانعة ،و الراضـية ، والعـاملة
............................................................................
على رعايـة زوجـها ، وتقديـر غيـرتـه ، في شخصية أسماء(رضي الله عنها)
فها هـي (رضي الله عنها) تـزوجـت الـزبـيـر بـن الـعـوام (رضي الله عنه) ولـيــس
عـنـده مــال ، ولا خــادم يـخـدمـه ، ولا شـيء غـير فرسـه ، فلا تـشـتـكـي
أسـماء وهي بـنت الـصديـق أبـي بـكر (رضي الله عنه) لا بـل إنـهـا كـانـت تقوم
بإطعام فرسـه ، وتـعنـيـه عـن مـؤنـتـه وسيـاسـتـه . وكـذلك كانت تفعل مع
بـعـيـره وهـي إلى هتـذا كـله تـعـجـن ، وتـنقـل الـنوى على رأستها مسـافـة
غـيـر قـصـيرة .
أرأيـت إلـى رضى أسماء وقناعتها .أ رأيـت إلى صبرها
علىخدمة زوجها ،وإلى احتمالها هذا الجهد تبذله كل يوم !
ألا يدفعك هذا إلى الرضا والقناعة . . وأنت التي تعيشين اليوم
في بيت فيه كل متطلبات الراحة ، غسالة كهربائية تغسل وتنشف
ومكنسة كهربائية تغنيك عن بذل الجهد في تنظيف بيتك ،وهكذا . .
كم أنك لاتعجنين ولا تخبزين فالمخابز تقدم لك الخبز ، ولا تعتني
بفرس زوجك الذي يملك سيارة تنقلك إلى حيث تشائين .
ثم تأملي -أختي المسلمة- كيف راعت أسماء(رضي الله عنها)
غيرة زوجها ،فلم تركب خلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
حتى لا تكون قريباً من الرجال الذين كانوا معه . ومنعها
من هذا أمران :حياؤها . . وذكرها غيرة زوجها .
وانظري –بعد هذا- إلى عدم كتمانها ماجرى معها عن
زوجها الزبير(رضي الله عنه)فأبلغته به فور عودتها إلى بيتها ،
ولم تؤجله أو تخفيه .
وإذا كان الأخوة من الرجال يقرؤن معنا هذه السطور ،
فإننا ندعوهم لتأمل ملمحين من ملامح شفقة المسلمين
بالنساء فيما حكته لنا أسماء (رضي الله عنها)
الملمح الأول:
...................زز
شفقتة الرسول (صلى الله عليه وسلم) على أسماء(رضي الله عنها)حين شاهدها
تحمل النوى فوق رأسها وهي تقطع تلك المسافة الطويلة فدعاها
للركوب ليخفف عنها عبء ما تحمله فوق رأسها . . وعبء المسافة
الطويلة التي تقطعها على قدميها .
الملمح الثاني:
..........................ز
شفقة الزبير بن العوام على زوجته(رضي الله عنها) أسماء حين أخبرته
بدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) للركوب رحمة بها وكيف أنها لم تركب
مراعاة لغيرة زوجها . . فقد كان رده(رضي الله عنه) بأنه كان يفضل ركوبها
على حملها النوى ، على الرغم من غيرته ، وفي هذا دلا لة على إشفاقه
العظيم بزوجته .
فيا أيها الرجال . .
تعلموا الشفقة بالنساء من مئات المواقف للرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحابته
الكرام رضوان الله عليهم .
ويا أيتها النساء .
تعلمن من أسماء . . ومن الصحابيات الكريمات رضوان الله عليهن . .
طاعـتـهـن لأزواجـهـن . . وقـناعتـهـن بمـا قسـم الله سبحانه لهـن .
ما أسعد بيوتنا. . وما أقل مشكلا تها . . لو كانت فيها
شفقة الرجال بالنساء . . وطاعة النساء للرجال