فاروق السيد سيف king
العضو الذهــبي
مشرف المنتدى الاسلامى عدد الرسائل : 1387 العمر : 61 العمل/الترفيه : رئيس قطاع بمصانع أعلاف بشركة خاصة تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: نساء خالدات السيدة فاطمة الزهراء....2 الأربعاء 04 يوليو 2012, 1:36 am | |
|
الأصل والولادة
في بدء خَلق فاطمة الزهراء عليها السّلام وردت روايات كثيرة، نذكر قسماً منها: 1. روى الهيثميّ في ( مجمع الزوائد 202:9 ) عن عائشة قالت: كنتُ أرى رسول الله يقبّل فاطمة، فقلت: إنّي كنت أراك تفعل شيئاً ما كنت أراك تفعله مِن قبل! فقال لي: يا حُمَيراء! إنّه لمّا كان ليلةَ أُسري بي إلى السماء.. أُدخلت الجنّة، فوقفت على شجرة من شجر الجنّة، لم أرَ في الجنّة شجرة أحسنَ منها ولا أبيضَ منها ورقةً ولا أطيب منها ثمرة، فتناولتُ ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت ماءً في صُلبي، فلمّا هطبتُ إلى الأرض واقعتُ خديجة فحَمَلتْ بفاطمة، فإذا أنا اشتقتُ إلى رائحة الجنّة شَمَمتُ ريحَ فاطمة.
2. وروى المحبّ الطبريّ في ( ذخائر العقبى ص 36 ) عن عائشة أيضاً قالت: قلت: يا رسول الله، ما لَكَ إذا قبّلت فاطمة جعلتَ لسانك في فيها كأنّك تريد أن تُلعِقها عَسَلاً ؟! فقال: إنّه لمّا أُسري بي أدخلني جبرئيل الجنّة فناولني تفّاحةً، فأكلتُها فصارت نطفة في ظهري، فلمّا نزلتُ من السماء واقعت خديجة، ففاطمة من تلك النطفة، فكلمّا اشتقتُ إلى تلك التفّاحة قبّلتها.
وروى أيضاً عن ابن عباس أنّه قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وآله يُكثر تقبيلَ فاطمة، فقالت عائشة: إنّك تكثر تقبيل فاطمة! فقال: إنّ جبرئيلَ ليلة أُسري بي أدخلني الجنّة فأطعمني من جميع ثمارها، فصار ماءً في صلبي، فحملت خديجة بفاطمة، فإذا اشتقتُ لتلك الثمار قبّلتُ فاطمة فأصبت من رائحتها جميع تلك الثمار التي أكلتها.
3. روى الشيخ المجلسيّ في ( بحار الأنوار ج 43 ) عن تفسير القمّيّ، عن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام أنّه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة، فأنكرت ذلك عائشة، فقال: يا عائشة! إنّي لمّا أُسريَ بي إلى السماء دخلتُ الجنّة فأدناني جبرئيل من شجرة طُوبى وناولني من ثمارها، فحوّل الله ذلك ماءً في ظهري، فلمّا هبطتُ إلى الأرض واقعتُ خديجة فحملت بفاطمة، فما قبّلتها إلاّ وجدت رائحة شجرة طوبى.
4. وروي في مصادر أُخرى أيضاً، عامّةٍ وخاصّة في خبر طويل ملخّصه: أنّ الله تعالى أمر النبيَّ صلّى الله عليه وآله بأن يعتزل خديجة أربعين يوماً يشتغل فيها بالعبادة من الصيام والصلاة.. فلمّا كمل أربعون يوماً هبط جبرئيل ودعاه إلى التأهّب لتحفة الله، ثمّ هبط ميكائيل بطبق فيه عنب ورُطب ليفطر عليهما، ثمّ يخرج إلى بيت خديجة قبل أن يأتي بنوافل ليلته، حينها حملت خديجة منه بفاطمة فأحسّت بذلك الحمل.
وفي قصّة ولادتها روى جمع من العلماء في مصادر عديدة هذا الخبر الشريف عن الإمام الصادق عليه السّلام إذ قال:
إن خديجة رضي الله عنها لمّا تزوّج بها رسول الله صلّى الله عليه وآله هجرتْها نسوانُ مكّة فلم يَدخُلنَ عليها، ولا يُسلّمن عليها، ولا يتركن امرأة تدخل عليها. فاستوحشت خديجة لذلك، وكان جزعها وغمّها حذراً عليه صلّى الله عليه وآله.
فلمّا حملت بفاطمة سلام الله عليها كانت فاطمة عليها السّلام تحدّثها من بطنها وتصبّرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلّى الله عليه وآله. فدخل رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً فسمع خديجة تحدّث فاطمة، فقال لها: يا خديجة، مَن تُحدّثين ؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدّثني ويؤنسني، قال: يا خديجة، هذا جبرئيل يُخبرني أنّها أُنثى، وأنّها النسلة الطاهرة الميمونة، وأنّ الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها الأئمّة ويجعلهم خلفاءَ في أرضه بعد انقضاء وحيه.
فلم تَزَل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتُها، فوجّهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالَين لِتَلينَ منّي ما تَلي النساءُ من النساء، فأرسلنَ إليها: أنتِ عَصيتِنا ولم تقبلي قولنا، وتزوّجتِ محمّداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له، فلسنا نجيء ولا نلي من أمرك شيئا!
فاغتمّت خديجة لذلك.. فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سُمر طوال كأنّهنّ من نساء بني هاشم، ففزعت منهنّ لمّا رأتهنّ، فقالت إحداهنّ: لا تحزني يا خديجة، فإنّا رسُلُ ربِّك إليكِ ونحن أخواتُكِ: أنا سارة، وهذه آسيةُ بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنّة، وهذه مريم بنت عمران، وهذه كلثم أخت موسى بن عمران، بَعثَنا الله إليك لنليَ منك ما تلي النساء.
فجلسَت واحدة عن يمينها، وأُخرى عن يسارها، والثالثة بين يديها، والرابعة من خلفها. فوضعت فاطمةَ طاهرةً مطهّرة، فلمّا سقطت إلى الأرض أشرق منها النورُ حتّى دخل بيوتاتِ مكّة، ولم يبقَ في شرق الأرض وغربها موضع إلاّ أشرق فيه ذلك النور.
ودخل عشر من الحور العين.. كلّ واحدة منهنّ معها طَست من الجنّة وإبريق من الجنّة، وفي الإبريق ماء من الكوثر. فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خِرقتينِ بَيضاوَتين أشدّ بياضاً من اللبن وأطيب ريحاً من المسك والعنبر، فلفّتها بواحدة وقنّعتها بالثانية. ثمّ استنَطَقتْها، فنطقت فاطمة بالشهادتين وقالت: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأن أبي رسولُ الله سيّد الأنبياء، وأن بَعلي سيّد الأوصياء، ووُلدي سادة الأسباط.
ثمّ سلّمت عليهنّ وسَمّت كلَّ واحدةٍ منهنّ باسمها، وأقبلن يضحكن إليها. وتباشرت الحور العين، وبشّر أهل السماء بعضهم بعضاً بولادة فاطمة، وحدث في السماء نور زاهر لم تَرَه الملائكة قبل ذلك. وقالت النسوة: خُذيها يا خديجةُ طاهرةً مطهَّرة، زكيّةً ميمونة، بُورك فيها وفي نسلها. فتناولتها فرِحةً مستبشرة، وألقمتها ثديها فدرّ عليها.
ذكر ذلك: الشيخ الصدوق في أماليه ص 475، والفتّال النيسابوريّ في روضة الواعظين 143:1، والطبريّ الإماميّ في دلائل الإمامة ص 8، وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 340:3. أمّا الشيخ القندوزيّ الحنفيّ في ينابيع المودة، والمحبّ الطبريّ في ذخائر العقبى، والحضرميّ في وسيلة المآل.. فقد رَوَوا أنّ خديجة قالت: إنّي حملتُ حملاً خفيفاً، فإذا خرجت حدّثني الذي في بطني. فلمّا أرادت أن تضع بعثت إلى نساء قريش ليأتينها فيَلينَ منها ما يلي النساء ممّن تلد، فلم يفعلن وقلن: لا نأتيكِ وقد صرتِ زوجةَ محمّد. فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة، عليهنّ من الجمال والنور ما لا يُوصَف، فقالت لها إحداهنّ: أنا أُمّكِ حوّاء، وقالت الأُخرى: أنا كلثم أخت موسى، وقالت الأُخرى: أنا مريم بنت عمران أمُّ عيسى، جئنا لنليَ من أمركِ ما يلي النساء. قالت: فولدتُ فاطمةَ فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعةً إصبعَها.
وكان ذلك بمكّة المكرّمة، في العشرين من جُمادى الآخرة بعد مبعث رسول الله صلّى الله عليه وآله بخمس سنين.. أكّد ذلك الطبريّ الإماميّ في ( دلائل الإمامة )، وحكاه الشيخ المجلسيّ في ( بحار لأنوار ) عن ( المصباح ) للكفعميّ و ( مصباح المتهجّد ) للشيخ الطوسيّ، وحكاه أيضاً عن ( إقبال الأعمال ) لابن طاووس عن الشيخ المفيد في مجالسه.
إخوتها
هم ثلاثة:
1. القاسم، وبه كُنّي رسول الله صلّى الله عليه وآله .
2. عبدالله الملّقب بـ ( الطيّب والطاهر ). وأخواها هذان القاسم وعبدالله هما لأُمها وأبيها، إذ هما وَلَدا خديجة عليها السّلام.
3. إبراهيم بن مارية القبطيّة، أخوها لأبيها.
وقد تُوفّي إخوتها ثلاثتهم وهم صغار. ولم يكن لها أُخت؛ إذ رقيّة وزينب وأمّ كلثوم هنّ ربيبات أُمّها خديجة رضوان الله عليها، جاءت بهنّ إليها هالة بنت خويلد أختها.
زواجها
عن النبيّ المكرّم صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: إنّما أنا بشر مثلكم، أتزوّح فيكم وأُزوّجكم، إلاّ فاطمة، فإنّ تزويجها نزل من السماء. وعنه صلّى الله عليه وآله قال: لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة، وقالوا: خطبناها إليك فمنعتَنا، وزوّجت عليّاً! فقلت لهم: واللهِ ما أنا منعتكم وزوّجته، بل الله تعالى منعكم وزوّجه. فهبط علَيّ جبرئيل عليه السّلام فقال: يا محمّد، إنّ الله جلّ جلاله يقول: لو لم أخلق عليّاً لمَا كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض.. آدم فمَن دونه.
وروى ابن الأثير في ( أُسد الغابة ) عن بلال قال: طلع علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يضحك، فقام إليه عبدالرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله، ما أضحكك ؟ قال: بشارة أتتني من الله عزّوجلّ في أخي وابن عمّي وابنتي. إنّ الله عزّوجلّ لمّا أراد أن يزوّج عليّاً من فاطمة أمر رضوانَ فهزّ شجرة طوبى، فنثرت رِقاقاً بعدد محبّينا أهلَ البيت، ثمّ أنشأ من تحتها ملائكة من نور، فأخذ كلّ مَلك رقاقاً،فإذا استَوَت القيامة غداً بأهلها ماجت الملائكة في الخلائق، فلا يلقَون محبّاً لنا أهل البيت إلاّ أعطَوه رقاقاً فيه براءة من النار، فنثار أخي وابن عمّي فكاك رجالٍ ونساءٍ من أُمتي من النار.
الموضوع الأصلي : نساء خالدات السيدة فاطمة الزهراء....2 المصدر : منتدى كل العرب
|
|