صبحكم الله بالخيراثبت حضوري لهذا اليوم المبارك بالكلمات المتواضعه ادناهوما نيل المطالب بالتمني وإنما تؤخذ الدنيا غلابا .. ساحة للحوار ..
حيث ان الأماني لا تأتي إلى الإنسان بمجرد أن يتمناها، دون السعي لها وانتزاعها من مكانها لنيلها بكل جدارة . تاتي مفردة “غلابا” التي وردت في البيت والتي تعني الغلبة أو المنافسة بالمصطلح الشعبي العراقي البسيط ، وهي كما أراها تعني القوة، القوة التي يمكن أن نستخدمها في سعينا لتحقيق أمانينا. ولا أتحدث هنا اصدقائي بكل تاكيد عن القوة المرتبطة بالعنف أو الغصب أو الظلم، فللقوة اعزائي معانٍ كثيرة شاملة وهامة.
القوة كما يعرفها بعض الفيزيائيين هي المؤثر الذي يؤثر على الأجسام فيسبب تغيير حالتها أو اتجاهها. ..فالقوة هي القدرة على التأثير في الحياة وتغييرها. فأي صفة أو مهاراة يمكنها أن تؤثر في الحياة وتغير الأمور يمكن أن نسميها قوة، لاسيما ان بامكاننا ان نقول أن هناك ما يمكن تسميته بقوة العضلات، وقوة السلطة، وقوة المال، وقوة الشخصية، وقوة الأخلاق، وقوة العقل، وقوة العلم، وغير ذلك من أنواع القوى الكثيرة التي يمكن أن تفكروا معي فيها.
...
لا شك أن قوتا المال والسلطة لا تزالان تتمتعان بتأثير كبير في حياتنا، وهما نعمتان كبيرتان يمكن أن يحسن الإنسان استغالالهما فيدخلانه الجنة، ويمكن أن يسئ استخدامهما فيوردانه المهالك. أما قوة العضلات فلم تعد كما كانت في العصور القديمة حين كانت الحياة بدائية، فقد خسرت تلك القوة أهميتها لحساب قوة العقل والعلم، فالعضلات لا تفيد في غالب الأحيان، بل إنها قد تضر صاحبها وتزج به في السجن إن غرته وأساء استخدامها، كما أن الحروب الحالية لا تحتاج إلى مصارعين، ولكنها تحتاج إلى علماء ومفكرين ومخططين ودبلوماسيين.
أما قوة الأخلاق فهي من أجمل القوى التي تؤثر في حالات كثيرة، قال تعالى في سورة فصلت: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). فإذا حافظت على حسن أخلاقك وداومت على معاملة الآخرين بالحسنى فإنك ستكسب الكرام من الناس، حتى أن حال من يكرهونك ويعادونك سينقلب ليكونوا أعز الأصدقاء ويعشش حبك في قلوبهم من بعد عداوة. وقد دخل الإسلام بلاداً كبيرة بحسن الخلق فقط.
أما قوة العقل، فهي من أهم القوى، وهي تشمل قدرات العقل وما يحتويه من علوم ومعارف يؤثر بها على سلوك الإنسان فيؤثر على حياته، لذلك فهي مرتبطة بقوة العلم. وقد خلق الله الناس بقدرات عقلية مختلفة، ولكن سعيهم لتطويرها وصقلها يختلف من شخص إلى آخر وهذا ما يشكل فارقاً كبيراً، فحرصك على تطوير عقلك وشغفك بالتعلم يساعدك على الوصول إلى أفضل إمكانيات عقلية يمكنك الوصول إليها.
إن أنواع القوى كثيرة ومتداخلة، فهناك عدد لا متناهٍ من القوى، فهناك قوة الخطاب، وقوة الإصرار، وقوة التفائل، وقوة الهمة وغير ذلك مما ربما تتاح الفرصة للحديث عنه في مناسبة أخرى إن شاء الله. أما الآن فاحلم وتمنى ما شئت، ثم تذكر بإنه إنما تؤخذ الدنيا غلاباً.
مشاهدة المزيد[url=منتدى كل العربook.com/photo.php?fbid=262445850455368&set=a.188745197825434.43761.100000698667966&type=1&ref=nf]
[/url]